شهيد الواجب... محمود عبدالمحسن

نشر في 01-11-2014 | 00:01
آخر تحديث 01-11-2014 | 00:01
 عبدالله كفافي دائماً ما تأتي فاتورة الشيء الثمين غالية والنفيس أغلى وأغلى، وما دامت هذه هي القاعدة المعروفة والمتداولة على مر العصور، فقد نال منها الأخ وحبيب الأخ ورفيق الكل محمود أحمد عبدالمحسن الشيء الفريد.

وما دامت القاعدة الإيمانية تعتبر أن الشهادة أسمى غاية لدى كل مؤمن، فمن الطبيعي ألّا ينالها غير من اختاره الله تبارك وتعالى ليرتقي ويعتلي إلى هذه المنزلة، التي يجتمع فيها بأمر منه جلّ شأنه وعظمت قدرته، "مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً".

وما دامت القاعدة الأخروية تشير إلى أنه من أشراط آخر الزمان "ظهور الأراذل وهلاك الأشراف"، فإننا بفقد زينة البلاد نقر بأن محمود الشهيد خفيف الظل واسع الصدر من أشرف الشباب وأصفاهم روحاً وقلباً، وأنه غادرنا جسداً لكن أفعاله ستبقى حية فينا ومناقبه ستذكرنا أبداً بأن شهماً، كان بالأمس القريب بيننا، هو من أبناء مصر الشرفاء دافع عن أرضها فردت جميله واحتضنته في ترابها.

وما دامت الصدمة أكبر من الكلام، فإن فراق الصاحب والصديق أصعب على أحبائه حتى الغريب منهم عن الأوطان، لكن فلنحتسب ونصبر على هذا الحدث الجلل عسى أن يكون له خيراً ولأهل بيته أجراً ولنا عظة وعبرة.

فإليك ربي أتضرع وأدعو في الشهر الحرام بعد شهر الرحال أن تتقبله شهيداً فريداً، وأن تسكنه وجميع المسلمين فسيح الجنان، وتحرّم جسده الطاهر على النار، وأن تطيّب مرقده وتفسح له في قبره مد الأبصار، وأن تبدله خيراً من الأهل والأحباب، وتجعل بنيه من صالح الذريات، وأن تلهمنا فيه وعشيرته المقربين الصبر والسلوان.

back to top