شكراً لك «غوغل»

نشر في 30-05-2015
آخر تحديث 30-05-2015 | 00:01
 خالد الردعان في يناير عام 1996، بدأ طالبان موهوبان طريقهما في البحث عن اختراعٍ يهدف إلى تحسين وتسريع عملية البحث في شبكة الإنترنت، وعلى الرغم من وجود شركات ضخمة جداً في هذا المجال مثل "ياهو" وغيرها، فإنهما استطاعا اختراع نظام بحث يتميز بأولوية البحث والسرعة، بعكس الشركات التي كانت تسير عكس هذا الاتجاه.

 وكان كل اهتمام شركات البحث الكبرى حينئذٍ يتركز على جني أرباح الإعلانات ومد عملية البحث على نطاق أوسع حتى تحقق أكبر قدر ممكن من الأرباح، في حين اختلف هدف الموهوبَين الساعيين إلى تحقيق أسرع وقت في إيجاد المعلومة أو البحث المطلوب.

 وبعيداً عن هدف تحقيق الأرباح السريعة، وعلى الرغم من أن المشروع بدأ في مرأب سيارات في منزل صديق لهما، فإنهما استطاعا أن يحصلا على دعم مالي من أحد المستثمرين بمئة ألف دولار، لكن المصروفات تزايدت عليهما، وواجها مصاعب، إلا أنهما لم ييأسا وحاولا عرض وبيع مشروعهما لشركات، منها شركة "ياهو"، لكن تلك الشركات لسوء حظها رفضت العرض.

ومن ثم انطلقت نجاحات "غوغل" التي بدأت بمحرك بحث، ثم انتقلت إلى أدوات أخرى، منها البريد الإلكتروني، ثم خرائط "غوغل" المتميزة، التي وفرت لنا مشاهدة عواصم ومدن وقرى العالم من خلال شاشات الأجهزة، وأصبحنا نراها كأننا نسير بينها، إلى أن أصبحت شركة تعمل بكل قطاعات التكنولوجيا، ولديها الآلاف من براءات الاختراعات.

اسأل "غوغل" وهو يجيب، هذا هو حالنا اليوم، ففي السابق كان على من أراد معرفة أمر ما أن يسأل شخصاً لديه المعلومة التي يريد الحصول عليها، أو أن يبحث عن طريق المصادر التقليدية، الكتب والمراجع، أما في وقتنا الحالي فنجد الإجابة عن أغلب تساؤلاتنا وتساؤلات غيرنا عن طريق الدخول إلى عالم الإنترنت والبحث في محرك بحث غوغل بنقرة زر واحدة.

«غوغل» حالياً هو كتاب المعرفة الذي نرجع إليه كلما بحثنا عن تساؤلات، أو أردنا استرجاع ما خانتنا الذاكرة فيه، و»غوغل» ساعد العديد من الناس الذين «ليسوا إلا أناساً» على حد تعبير ديكارت، فأصبحوا قادرين على تحصيل المعرفة.

شكراً لك «غوغل»، وشكراُ للطالبَين اللذين اخترقا عالم الكبار ولم يعرفا طعم اليأس.

back to top