بلا سقف: اللعب خارج الملعب!

نشر في 26-05-2015
آخر تحديث 26-05-2015 | 00:01
 محمد بورسلي بعد خسارة الكويت بالستة أمام فريق إندونيسي مغمور وخروجه من بطولة كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في بداية الموسم المختتم أخيراً، كنت قد كتبت هنا أن «العميد» جواد أبيض أصيل، يكبو ولا يخرج من مضمار المنافسة، وراهنت على كفاءة وخبرة الإدارة الكويتاوية وقدرتها على قلب الصفحة الآسيوية، ومن ثم البدء في معالجة الأخطاء المتراكمة، وبما يعيد «العميد» إلى جادة الاتزان، وهذا ما حصل وتحقق فعلاً، إذ كلّل الكويت موسمه الصعب بحصد درع دوري «فيفا» بعد منافسة شرسة مع الوصيف العربي، ليبرهن مجدداً على أن «العبرة بالخواتيم».

لم يكن من السهل على أي فريق من الفرق المتنافسة على مراكز المقدمة في جدول ترتيب الدوري أن يزيح العربي المتصدر، الذي قدم في هذا الموسم المختتم أفضل مستوياته خلال العقد الأخير، وحظي بدعم جماهيري لا محدود، إلا أن «العميد» تمكن من ذلك بفضل عدة عوامل، لعل أبرزها هو تركيز الإدارة الكويتاوية على دعم فريقها ودفعه بقوة نحو منصة التتويج، مع حرصها الشديد على النأي بنفسها عن الدخول كطرف في الصراع الطارئ بين الغريمين العربي والقادسية، وما صاحبه من تراشق إعلامي وشحن جماهيري غير مسبوق في سلبيته، علاوة على عامل آخر مهم ومؤثر، وهو تصحيح المسار الفني للفريق في الوقت المناسب خلال الأشهر الأولى من الموسم.

 تَمثل ذلك التصحيح في إقدام إدارة نادي الكويت على اتخاذ قرار بإعفاء «المجتهد» عبدالعزيز حمادة والتعاقد مع «الخبير» محمد إبراهيم كمدير فني جديد لـ «العميد»، مع تلبية كافة متطلباته ومنحه الثقة المطلقة وكافة الصلاحيات اللازمة لإعادة ترتيب أوراق الفريق وتعديل أوضاعه فنياً، وبعد قبول «الجنرال» للتحدي الصعب وسيره بـ «العميد» نحو تحقيق اللقب بثبات في طريق كان مليئاً بالمنحنيات والانزلاقات الخطيرة، أثبت للجميع أنه مدرب محترف، لا ترتبط إنجازاته بنادٍ واحد دون غيره، ما يجعله يستحق عن جدراة لقب المدرب الأفضل والأقدر على مستوى الكرة الكويتية.

كما لا يمكن إغفال الدور البارز لنجوم «العميد» المحليين من لاعبي الخبرة والشباب، الذين أظهروا روحاً عالية وقدموا أداءً استثنائياً وتحملوا العبء الأكبر طوال الموسم، نتيجة غياب نجم الفريق الأبرز البرازيلي روجيريو في القسم الأول، وتراجع مستواه بعد عودته من الدوري السعودي في القسم الثاني من الدوري، إضافة إلى فشل كل المحترفين الأجانب في تقديم الإضافة الفنية المرجوة منهم، باستثناء التونسي «الأنيق» شادي الهمامي الذي كان كعادته نجماً فوق العادة.

وهنا، ومع تجديد الإشادة بنهج مجلس إدارة نادي الكويت، يجدر بي الوقوف قليلاً من أجل لفت نظره نحو ملف المحترفين، والتشديد على أهمية تغيير قواعده الخاصة بالتعاقد مع الأجانب، وصولاً إلى الشكل الذي تتوازى فيه القيمة الفنية مع القيمة المالية للمحترف الأجنبي.

بخلاف كل الأندية الرياضية، نلاحظ أن الخط البياني للنتائج يأخذ منحى تصاعدياً في نادي الكويت، ويتجلى ذلك في اكتساح «العميد» للعبة كرة القدم وحصول فرقه على ألقاب الدوري في كافة المراحل السنية، ناهيك عن التفوق وحصد الألقاب في الألعاب الجماعية والفردية الأخرى كافة، وهو ما يثبت كفاءة الإدارة الكويتاوية، وفاعليتها في توجيه الجهود الفردية والجماعية نحو تحقيق الأهداف المرسومة بدقة وإتقان، وهذا ما يجعلني أدعو إلى ضرورة «استنساخ» التجربة الكويتاوية في الإدارة وتعميمها على كل اتحاداتنا وأنديتنا الرياضية... «الكحيانة».

قفّال:

لكي تفوز في الملعب، عليك أن تتقن فن إدارة اللعبة «خارج الملعب».

back to top