عندما «تُصيّف» الشوارع

نشر في 23-08-2014
آخر تحديث 23-08-2014 | 00:01
 حسين الشطي لعل أبرز ما يميز صيفنا الكويتي الحار بطقسه الساخن بأحداثه عن الكثير من مصايف أوروبا وشرق آسيا هو شوارعنا، وهي دعوة للسيّاح الأجانب لزيارة الكويت حتى يروا بأم أعينهم شوارعنا بمختلف خطوطها السريعة كيف تعيش حالة من الهدوء النسبي بعد الصراع النفسي الذي كانت تعيشه على مدار العام!

لن تكتحل أعينهم بمشاهدة مناظر قلَّما تُشاهد في بلادهم المصابة بداء الالتزام بقواعد المرور والنظام الذي نعتقد أنه من «خوارم» المروءة، بل نحن نعيش فوق القانون ونستمتع بمخالفته من أعلى نقطة في أبراجنا العاجية!

عزيزي السائح: عندما تشاهد دورية المرور وهي تؤدي مهمتها المزاجية بإيقاف المخالفين على الخطوط السريعة فأنت لا تملك إلا تزكية المخالف لدى الدولة؛ كي تمنحه مقعداً في جامعة كامبريدج كونه يبهر شرطي المرور بفنون الإقناع ومهارة في الجدال تفوق كثيراً مهارة طلبة كلية الحقوق في دفاعهم عن مجهوداتهم بعد تعليق الدرجات من الدكاترة المنصفين!

اعلم أيها السائح أن السائق في بلادنا بمجرد ما يقوم بوضع ناقل الحركة على وضع (D) تسقط الأقنعة وينكشف المستور، وتبدأ صيحات «الهرنات» ومقاماتها التي تختلف باختلاف قوة الضغط عليها، فذاك يسمعنا «هرنا» قصيرا وكأن لسان حاله يقول: مرحباً، والآخر يسمعنا سيمفونية طويلة من «الهرن» وكأنه يقول: «أخذتم حقي وضيقتم واسعاً اتقوا الله فيني»، وثالث يتمتم بمجموعة من «الهرنات» المتقطعة مفادها: انتبه أنا هنا، أما إضاءة السيارة فإنها الشغل الشاغل لمن هو أمام السيارة أو خلفها، بل هي أول شيء يكشف عليه طبيب الفحص الفني كونه السيف البتار في معركة الغبار، وأهم عنصر من عناصر التمكين في معترك الزحمة.

الزحمة في الكويت لا وجود لها في الصيف، هذه حقيقة يجب أن يدركها المواطن والمقيم قبل السائح الذي لا نؤمن بوجوده على أرض الواقع، ولا نملك إلا أن ندعو الله أن يجنبنا شر فتن «التاكسي الجوال»، وأزمة استخدام الأجهزة الذكية أثناء القيادة، وخفة دم سائقي الشاحنات!

back to top