على موعدٍ مع صلاة الفجر!

نشر في 14-12-2013
آخر تحديث 14-12-2013 | 00:01
 محمد الشملان قبل أن يهرب سواد الليل، يستفيق الراغب في مناجاة ربه العظيم من نومه القصير ليقوم بالوضوء استعداداً لصلاة الفجر.

يذبح كبش الكسل، ويتلذذ بالذهاب مشياً على الأقدام عبر الشارع المُتسع لسيارتين الممتد للمسجد القابع على الجانب الأيسر منه.

في الوقت الذي ينطلق به ذلك الرجل الماشي للصلاة في الطقس البارد، ينتشر صوت المؤذن الشاب ذي "العوينات" الدائرية عبر الهواء مُعلناً أذان صلاة الفجر، التي يحفظ بها الله تبارك وتعالى عباده المؤمنين أن صلوها في وقتها.

 يُصافح الرجل المسجد بيده حين يفتح الباب، ويهبط إلى داخله عبر رجليه الدافئتين بالجوارب، ويركن إلى زاويةٍ من زوايا المسجد، ويُصلي ركعتيّ تحية المسجد، ثم ركعتيّ الصُبح المرجو منهنّ أنهنّ "خيرٌ من الدنيا وما فيها"، تلك الركعتان اللتان تُسميان سنّة الفجر.

بعد الصلاة، يتناول القرآن الكريم مُتذكِّراً أن "قرآن الفجر كان مشهوداً"، فيقرأ ما تيَّسر له من آيات الذكر الحكيم، حتى يُقيم ذو "العوينات" الصلاة، وينطلق الإمام اليمنيّ نحو الإمام فيُصلي بالنّاس، فالإمامةُ جنَّة لمن أحسن إليها، وهي مظنَّة للفوز والنجاة من النيران، وذلك بفضل الله وحده.

يتلو الشيخ القرآن بصوتٍ ثقيلٍ لطيف! وتعيش معه أجمل لحظات الحياة، في ذلك الوقت المُنتعش بالسكون، والمجانب للفوضى، والذي فيه يمرض السوء تكون صلاة الفجر النقيِّة الطاهرة.

 المساجد نعمة، وقربها من بيتك من أعزّ النعم، ليس التقيّ من يُفرِّط في صلاته، بل المحافظ عليها، وإن المرء ليعلم بتقصيره، حتى يبكي دموعاً تُصاحبها دعوة كتومة: "أن يا رب وفِّقنا لصلاة الفجر في المسجد".

back to top