دماج العنب والعلم

نشر في 07-12-2013
آخر تحديث 07-12-2013 | 00:01
 محمد الشملان    إنها قطعة من الأرض صغيرة مُتشبِّعة بالأشجار الجميلة والفواكه اللذيذة، ينبُت فيها العلم كما ينبت العِنب والرُّمان، كانت دماج مأهولة ببعض اليهود، وكثيرٌ من أهل المذهب الزيدي، وبعض أهل السنّة الأفاضل.

جاءها الشيخ مُقبل الوادعي- رحمه الله- بعد غيابٍ قادم من المملكة العربية السعودية على جِمالِ العلم والفصاحة ليُنيخ بها جماله، وليُصافح أهلها بمركزٍ للدراسات الإسلامية المبني بتبرعاتٍ من أهل الكويت الكرماء، والذي تدرس فيه العلوم الشرعية المستندة إلى المنهج القويم؛ ومنهج الرسول- صلى الله عليه وسلم- والصحابة الكرام رضي الله عنهم.

من يعش بجانب الحرم المكي يشعر بزيادة الإيمان غالباً لقربه من الذكر والصلوات فيحرص عليها، ويتأمَل العاقل حال أهل وادي دماج: هل يلامسون البركة ذاتها التي يشعر بها من نامَ بجانب الحرم؟

يحكي أحد المشايخ: "عندما ذهبت إلى وادي دماج، وجدتُ النّاس يحرصون على صلاة الفجر كما نحرص نحن على صلاة الجمعة". ليس لدماجٍ مِسْكُ بركة، بل في الناس. الله بارك لهم في أوقاتهم وعقولهم، فحرصوا على دينِهم وسُنَّتِهم وتعلموها حتى أصبح الوادي محط أنظار طلبة العلم الذين يركضون إليه من كل العالم لطلب العلم المُشابه للكنز الدفين الذي يُحتاج إلى إخراجه ليُبهِر الناس.

يُصارع أهل وادي دماج الخيِّرين الشر كما يُصارعه أهل سورية، وإن كان أهل سورية مجروحين ويبكون دماً، فإن أهل دماج يتنفَّسون الألم والدم ذاته. تصل التبرعات الكثيرة إلى أهل سورية، ولستُ أعرف من يوصل التبرعات العينيّة كالدواء والغذاء إلى أهل الوادي غير مشروع الهداية في منطقة الفردوس بدولتي الكويت الذي قد زكاه الشيخ فلاح مندكار- حفظه الله- والشيخ حمد الهاجري- حفظه الله- المُستحق للدعم.

إن صديقي عبدالرحمن الديحاني يتساءل: ها نحن اليوم نحضر ملتقى "دماج تجمعنا"، ونتكلّم عن حالها، ونرغب بنصرتها، ونُفكِّر: هل سيمُدَّها أهل الكويت بالمساعدات الإنسانيّة كما أمدوها من قبل بمركز الدراسات الإسلامية؟ ذلك ما أرجو.

back to top