1100

نشر في 09-07-2014
آخر تحديث 09-07-2014 | 00:01
لقد أصبح واضحا لكل من لديه نظرة واقعية أن الاقتتال والاحتراب بين المسلمين منذ آلاف السنين يعود إلى الخلط بين شؤون الدنيا والآخرة، فالكل يستعمل الدين لما يخدم مصالحه ويبرر قتله لخصومه، وسوف يستمر هذا الاختلاف والاقتتال بين العرب أنفسهم وبين العرب والعرب المسلمين ما دامت هذه الدول تخلط بين شؤون الدين والدنيا.
 بدر سلطان العيسى كم من بين الـ1100 مليون مسلم يعرفون قراءة القرآن، وكم من بين الذين يعرفون قراءة القرآن يفهمون ما يقرؤون، المسلمون من غير العرب يقرؤون القرآن من دون أن يعرفوا قراءة كتاب أو أي مقالة بالعربية؛ مما يعني أن معرفتهم بالقراءة ناتجة عن الحفظ وانطباع صور الكلمات في ذهن القارئ.

نفس هذا الوضع أو الإشكال يحدث أيضاً مع بعض العرب المسلمين، فكثير منهم يستطيع قراءة أي كتاب بالعربية ويجد صعوبة في قراءة القرآن، مما قد يؤدي إلى اختلاف في فهم الآيات القرآنية.

إن الاختلاف في فهم الآيات القرآنية يؤدي في آخر الأمر إلى الاختلاف في الرأي، وفي فهم هذه الآيات وتفسيرها، واختلاف في السلوك والتصرفات، ومن هنا حدث هذا الاختلاف في ردود الأفعال، فالقرآن الذي كان يقرؤه بن لادن أو الظواهري هو نفس القرآن الذي يقرؤه أبو بكر البغدادي أو الذي يقرؤه سليماني- الذي يرسل رجاله لقتل العرب المسلمين في سورية- وهو نفس القرآن الذي يقرؤه آيات الله.

فما نشاهده ونعانيه من اختلاف في الرأي واحتراب بين المسلمين يعود إلى الاختلاف في فهم آيات القرآن وتفسير هذه الآيات تفسيراً يخدم آراء سياسية بحتة لا علاقة لها بالإسلام إطلاقا، وهذا ما أدى إلى ما نراه من الحرب المستعرة بين العرب بعضهم بعضا والعرب المسلمين في كل الدول التي تتبنى النظام الإسلامي في إدارة شؤون الحكم والمحكومين.

لقد اكتشفت الدول الأوروبية المسيحية الخطأ الواضح في إدارة شؤون الحكم في الخلط بين السياسة والدين، فكان أن قامت بفصل الدين واقتصرته على الشؤون الدينية، أما شؤون الحكم والدنيا فقامت بتطبيق النظم الديمقراطية وتركت شؤون الحساب للخالق.

لقد أصبح واضحا لكل من لديه نظرة واقعية أن الاقتتال والاحتراب بين المسلمين منذ آلاف السنين يعود إلى الخلط بين شؤون الدنيا والآخرة، فالكل يستعمل الدين لما يخدم مصالحه ويبرر قتله لخصومه.

وسوف يستمر هذا الاختلاف والاقتتال بين العرب أنفسهم  وبين العرب والعرب المسلمين ما دامت هذه الدول تخلط بين شؤون الدين والدنيا، فالخلط بين هذين الأمرين وتفسير التصرفات الدنيوية على أنها أمور تصدر عن الخالق يتركان مجالا واسعا للفهم والتبريرات حسب المصالح الشخصية.

فأنت أمام أمر لا تستطيع رفضه أو معارضته ما دام ذلك الأمر يدّعي صاحبه أنه صادر عن الخالق، ففي هذه الحالة الاعتراض غير ممكن.

back to top