أمّا بعد: وصفة النجاح عند التغيير

نشر في 28-06-2014
آخر تحديث 28-06-2014 | 00:01
 د. بدر الزيد الطريجي  في البداية أود أن أزف أجمل التهاني مقدّماً بمناسبة حلول شهر رمضان أعاده الله على الجميع باليمن والبركات، ومن المعاني اللطيفة الدقيقة لشهر رمضان معنى التغيير، وأعني بذلك أن رمضان فرصة بل موسم من مواسم التغيير التي أنعم بها الله على عباده، والناس من زاوية التغيير فيه على ثلاثة أصناف:

الصنف الأول: يستغل الشهر لإعادة شحذ الهمة، ومراجعة النية وتنقيتها، وتجديد الإيمانيات بأداء ما افترضه الله من صيام وصدقة، والتقرب إلى الله بقراءة كتابه ودراسته وقيام ليالي رمضان والاعتكاف وغيرها من الفضائل. أي أن رمضان بالنسبة إلى هذا الصنف دورة تدريب مكثفة لتجديد الصلة بالله وتنقية النفس وتصفيتها رجاء أن يغفر الله له، ولنا في الصادق المصدوق أسوة حسنة، وبما كان يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره.

الصنف الثاني: يقوم الإنسان فيه بما افترضه الله عليه مع عمل بعض السنن والنوافل والزيارات الاجتماعية و… فقط! ويدخل رمضان ويخرج بلا تغيير يذكر، لا في داخل النفس ولا خارجها، أو إن وجد فهو تغيير طفيف وغير مستمر ينتهي في العادة بنهاية صلاة يوم العيد أو آخر أيام العيد على أكثر تقدير.

الصنف الثالث: يكون صاحبه في رمضان كغيره من الشهور، بإعراض عن الطاعات أو أداء الحد الأدنى منها، وإضاعة للأوقات وهدر للفرص في الدواوين والأسواق ومتابعة المسلسلات، ولا يمنع أن يترك هذا الشهر غصة في الحلق للشعور الدفين بالذنب ومحق البركة، ولا عجب فهذا الشخص ممن رغم أنفه. ولقد وجدت في أوراقي القديمة وصفةً للنجاح عند التغيير أرى أنها متوافقة مع الرغبة في التغيير في رمضان أو في أي مبادرة فردية أو أي مشروع مؤسسي، وتقوم هذه الوصفة على الآتي:

• لك فرصة واحدة للنجاح فلا تضيعها، وهذا ما ذكرناه آنفاً عن اغتنام مواسم الخيرات وأبرزها رمضان، فإذا فاتك رمضان فما يدريك أنك ستدركه في قابل.

• قيادة فاعلة وقوية. قيادة فاعلة للنفس وحملها على المكاره، وخلاف ما تألف في رمضان من جوع وعطش وإمساك عما حرم الله ونهى عنه، بل اجتناب فضول الكلام ومحقرات الذنوب وما لا طائل من ورائه ومكابدة النفس على فعل الطاعات كالإكثار من قراءة القرآن والقيام والاعتكاف وصلة الأرحام وغيره.

• ضع عينك على مؤشرات الأداء، والمؤشرات في رمضان واضحة وسهلة، كعدد ما يقرأ المرء من القرآن في اليوم والليلة، والحرص على قيام الليل في كل ليلة، والصدقات والزكوات وفعل الخيرات، وفوق هذا كله الشعور المتنامي بتزكية النفس وتنقيتها والذي يبلغ أوجه في العيد.

• استخدم الحوافز المالية وتقييمات الأداء، ولا محفز أكبر مما وعد الله به عباده من فضائل لهذا الشهر وعن صيامه وقيامه إيماناً واحتساباً.

فريق إدارة المشروع (مشروع التغيير) والفريق يتكون من:

أ- أنت: وأنت وحدك، فأنت المسؤول ولا أحد غيرك عن نجاح المشروع من عدمه.

ب- كل من يعينك على طاعتك: احرص عليه وتواصل معه، ولا بأس من التنافس معه في فعل الخيرات.

ج- كل من يثبطك: وهؤلاء هم الأعضاء الإلزاميون للفريق الذين لم تخترهم كالشيطان والنفس والمفرطين من حولك، فاجعلهم نصب عينيك ولا تجعل لهم عليك مدخلاً واستعن بالله. وتقبل الله منا ومنكم.

للتواصل: [email protected]

back to top