عدوى من نوع آخر

نشر في 26-04-2014
آخر تحديث 26-04-2014 | 00:01
 د. نادية القناعي الفيروسات أو الميكروبات بشكل عام ليست هي المتهم الوحيد في نقل العدوى إلينا، فهناك عدوى من نوع آخر عدوى في بعض الأحيان لا نتمنى أن نشفى منها، فهي بحد ذاتها شفاء، تلك التي تنقل إلينا الشعور الإيجابي أو يكون فيها توارد القناعة المقترنة بالرضا، فعندما تكون في قبالة شخص انفرجت أساريره تلقائياً ستجدك تبتسم أو يفرح قلبك دون ملامح تدل على فرحك البسيط، تلك السعادة اللحظية في غمرة همومك هي عدوى حميدة تتمنى ألا تفارقك.

 هناك أيضاً عدوى شعورية أخرى تناقض العدوى الآنفة الذكر، فتتمنى أن تجتثها عن بكرة أبيها هي عدوى المشاعر البغيضة، فراقب نفسك عندما تختلط بأناس يعيشون تشاؤماً أبدياً، فاقدين الأمل في كل شيء، هنا ستشعر أنك مقيد بشعورهم حتى لو لم تكن يائساً، فستحلق بعض الأفكار السوداوية في سماء حبك للحياة لتحيلها إلى كارثة شعورية لا تفتأ أن تحاول التخلص من قيودها المفروضة عليك أو التي فرضتها على نفسك حيال استجابتك الطوعية، وحتى تكسر أصفاد سلبية من يكونون بمحاذاتك في سلسلة كتاب الحياة، امسح ذكرى سلبيتهم باجتيازك لمواقفهم التي تختلق اليأس، بمعنى أن تعالج نفسك بعدم الرضوخ إلى اعتقاداتهم.

 عدوى الشعور قد تهوي بك إلى حياة لا تريدها، فأنت قد تعيش بجسدك لكن بشعور أو اعتقاد غيرك قسراً أو طوعاً، فإما أن تسير واثقاً دون الاكتراث بعدائهم للحياة حتى لا تصاب بدائهم، أو أن تقوم أنت بنقل عدوى تفاؤلك إليهم.

back to top