المرأة والخط الأصفر المرغوب!

نشر في 04-01-2014
آخر تحديث 04-01-2014 | 00:01
 محمد الشملان دخلتُ إلى الجمعية التعاونية مستعجلاً بهدف الحصول على أقرب رف تنام فوقه البطاطس، التقطتُ البطاطس ورجعتُ من حيث أتيت مُسرعاً لأقف أمام صف طويل من النّاس المنتظرين دَورهم عند المُحاسب.

كنتُ أذكر الله تبارك وتعالى في تلك اللحظات، وكنت مرتاح البال، لكن عكَّر صفو لحظاتي ذلك الرجل الآسيوي الذي كان يقترب من امرأة كانت تحاسب على أغراضها آنذاك؛ مما جعلني أشعر بحرارة كبيرة تخترق جسمي لما وجدته يسعى إلى الالتصاق بها.

 قد يظن الناس الواقفون بصبرٍ في هذا الصف أن الرجل لا يقصد باقترابه شيئاً، غير أنَّ تلك هي عادة أولئك الواقفين في الصفوف الطويلة، لكنني كلمتُ الرجل بأدب أن قف مكانك ولا تقترب من المرأة أكثر، دعها تأخذ راحتها، وأنت ستأخذ راحتك من بعدها، لماذا تقترب منها أكثر؟ لن يأخذ مكانك أحد يا رجل! دعها تنتهي، فاستمع الرجل للكلمة، ورَجَع قليلاً للوراء ريثما تنتهي المرأة المحترمة من المُحاسبة.

بعد ذلك الحدث، جلستُ في سيارتي أُفكّر لماذا لا نضع في جمعياتنا التعاونية شريطاً أصفر على الأرض بمسافة مترين عن المُحاسب، فيكون الذي يُحاسب على أغراضه بجانب الآلة، ويكون الزبون التالي واقفاً قبل الخط الأصفر ليأخذ الزبون الأول حقه ومُستحقه عند المحاسب.

في باريس رأيتُ هذه الفكرة مُطبقة على أرض الواقع في أغلب الجمعيات، والنتيجة كانت أنّ الناس تأخذ راحتها ويمضي ذلك الصف في نظامٍ جميلٍ يدعوك للراحة والطمأنينة والبهجة!

إنني وجدتُ أن كثيراً من الناس يلتزمون النظام إن وُضِع بصرامة وعدل، وإنني وجدت أن كثيراً من النّاس، ولو خالفوا الصواب يوماً، يُحبون المشيَ على القواعد إن رأوها حقيقية ومعقولة وتضمن لهم حقهم.

أدعو أن تفعّل هذه الفكرة في الجمعيات التعاونية، وهي غير مكلفة البتة، ولها فوائد جميلة جدا، أولها ألا يقترب أحد من الآخر اقتراباً شديد الخطورة بالغ القبح!

back to top