بيت جولييت

نشر في 05-04-2014
آخر تحديث 05-04-2014 | 00:01
 د. نادية القناعي في الأمس البعيد كنت أتساءل: لماذا يتهافت الناس على زيارة بيت هتلر في النمسا بالرغم من أنه طاغية؟ ولماذا يحرصون أيضاً على كتابة رسائلهم على حائط بيت جولييت في إيطاليا ويعلقون عليه الأقفال متبعين ذلك بأمنية؟

 فجولييت ليست حقيقة، لكنها شخصية اصطنعها شكسبير في القرن السادس عشر! لكني اليوم أتطلع إلى مثل هذه الزيارات، فوجدت أن التاريخ هو وحده قادر على إيجاد الغد المضيء، فليست الفكرة هي الإعجاب بهتلر ولا الانشداه بشخصية جولييت، لكنها أعمق من حيث الاتصال بجذور لا نستطيع ملامستها إلا من خلال آثارها، فالأجانب عند مجيئهم إلينا يحرصون على زيارة المتاحف، حيث يتوقون لرؤية حياة العرب القدامى وحضاراتهم.

 المشكلة أننا نحن إما أن نتلقى مادة التاريخ في المدارس فتكون المادة جامدة مفتقدة لحقائق كثيرة، وإما نستمع لبعض المعلومات فنتخذها مسلّمات، فلا نتحامل على أنفسنا قليلاً للبحث عن حقيقة الزمن الغابر، فالتاريخ بالنسبة إلينا صفحات طُويت وقد أكل عليها الدهر وشرب.

تجاهلنا لتاريخنا وتاريخ الأمم الأخرى يجعلنا في الصفوف الأخيرة، لأن التاريخ والشخصيات التاريخية وحدها تصقل شخصياتنا، فإما أن نستمد منها مآثر النبلاء أو ننبذ منها مثالب الجبابرة.

سيأتي ذلك اليوم الذي نكون فيه تاريخاً، فلكي يكون سجل تاريخنا متألقاً، لا بد من استقراء الأمس.

back to top