معكم: أفواه وأرانب!

نشر في 01-12-2012
آخر تحديث 01-12-2012 | 00:01
 عامر الهاجري فجأة استيقظت الحكومة من سباتها، واكتشفت ان لديها فائضا في الموازنة يسمح ببعض القرارات الشعبية، التي تزيح عن كاهل المواطن المسكين أحمالا من التعب متربعة على كتفيه منذ سنين!

وفجأة نسفت الحكومة كل أعذارها التي صاغتها من أجل رفض الزيادات في شهر يونيو الماضي، وأخرجت أرانبها من الجحر وهي التي كانت تشح بـ«الباكو» علينا، ووزعت العكرشة والخزز يمينا وشمالا وهي تزغرد... هنيئا لكم ايها الشعب بنا!

وفجأة تذكرت الحكومة ان امتلاك بيت او حتى ارض أصبح حلما يراود المساكين الذين مازالوا على قائمة المهمومين بانتظار وزير إسكان مثل الدكتور عبدالله الهاجري يمتلك رؤية واضحة اكتسبها من قربه من هؤلاء الغلابة، استطاع من خلالها توفير أراض وبيوت قللت من اعداد المنتظرين على قائمة المهمومين.

وفجأة ايضا رفع المسؤولون الغطاء عن عيونهم ليروا منطقة الصوابر -ويقال ان الغطاء لم يزل عن العيون الا بعد ان زكمت رائحة الحريق الاخير أنوفهم الطاهرة التي لا تشم الا الروائح الجميلة خاصة الفرنسية!- وأصدروا قراراتهم، حفظهم الله، بتثمين 378 من أصل 524 شقة... يعني ان هناك 148 وحدة سكنية لاتزال تنتظر... ماذا تنتظر؟ تظاهرة أو اعتصاما مثلا!

وشعرت الحكومة فجأة بأن رواتب العسكريين بكل قطاعاتهم قليلة مقارنة ببعض الوظائف المدنية، وأمرت بزيادات وعلاوات من دون تردد، وخصت القوات الخاصة بجزء كبير من تلك الهبات، هذا ما كان يطالب به الكثير منذ سنوات والذي تم اقراره في جلسة واحدة... يا سبحان الله! وبدأت الحكومة... وأيضا فجأة بتحسين صورتها أمام الناس، وأمرت وزراءها المحترمين بالنظر الى المرآة يوميا من أجل التعلم على رسم ابتسامة العطف والمسكنة على محياهم وذلك لتضرب عصفورين بحجر، فالفقير عندما يرى الابتسامات يحدث نفسه بأن هؤلاء يشعرون بمعاناته من دون معرفته بجدوى تلك الارانب التي تقطع رؤسها بشكل عشوائي ومن دون دراسة، بينما يراها المصلحون أصحاب التوجهات السياسية بأنها تعبير عن عدم رضا من يرضون عنه من الوزراء عما يحدث!

كل ذلك تم من دون معاقبة شخص او مؤسسة على اللحوم الفاسدة او على سبب رفع الاسعار الخيالي والتي سببت ارقا وقلقا للمساكين الذين تجدهم في الدواوين او في الشوارع يترنمون ببيت الشعر الذي يعبر عن حالهم... أقضي نهاري بالحديث وبالجوي... ويجمعني بالهم في الليل جامع!!

وفجأة انبرت تلك الافواه، التي كانت تردد في الصيف الماضي «يجب ان نحافظ على صندوق الاجيال القادمة»، تدافع عن رفاهية المواطن ملمحة الى ان هذه القرارات ستساهم في عيشة كريمة للكويتيين بينما التجار يتنافسون على تلك الأموال التي أخرجتها السلطة التنفيذية من جحورها... واشتد التنافس حتى على خرانقها!

back to top