«كرسي الإدراك» لوليد المصري... تصوير من زوايا مبهمة

تبحث لوحات وليد المصري بلا هوادة في مادة واحدة كموضوع لأعماله ألا وهي الكرسي، يتعامل مع الموضوع كنقطة انطلاق نحو تحقيق وتعمق أعظم المكونات الأساسية للرسم والإدراك، وكمركبة للتجارب في الألوان والتكوين. مع وجود بقعة تقبع في مكان ما حول حواف قماش اللوحة، ويتم تصوير كراسي المصري من زوايا مبهمة ورسمها بملامح قاسية، بينما يملأ الفراغ الأجزاء السفلية من بنية أعماله. وبالنسبة إلى الفنان، فإن هذا الفراغ هو عبارة عن حيز للشخص فيه ينسى كل شيء.

متلاعباً بالعمق والمساحة، يسعى المصري في أعماله إلى إعادة تشكيل الخصائص التكوينية لاكتشاف التنوعات الهائلة التي تنتج من عملية تكرار فعل ما. وتشبع هذه التنوعات المصورة الكرسي الخالي من الحياة بقوى ساحرة. وقد كتب الفنان التشكيلي أسعد عرابي عن أعمال وليد المصري قائلاً: «تتنفس تكويناته فضاء القبة السماوية وسديمها بحيث تسكن عزلتها عناصر زاهدة مختزلة تتشكل من ذاتها وتفيض تحولاتها وصيرورتها من ذروة التدفق الانفعالي والمصادفات المحكومة بالحدس أشبه باللحظة الانفجارية المتحررة من رقابة العقل والمهارات والمحسنات البديعية، لذلك فهي لا تقبل المراجعة أو التعديل، يتأمل بالنتيجة لفترة طويلة ويرسم بلحظة عاصفة صدفوية مخاطرة. كثيراً ما يترك السيلانات العفوية في الصباغة، خصوصاً وأنها تتناغم مع الرفيف الضوئي العدمي هو الذي تصبو إليه غبطات الفرشاة والمادة، التخطيط المرتعش واللون الزاهد».

معارض وجوائز

وليد المصري من مواليد دمشق عام 1979، تخرج في كلية الفنون الجميلة في دمشق عام 2005. أقام معارض فردية كثيرة في المركز الثقافي الفرنسي في دمشق عام 2006، وفي المركز الثقافي السوري في باريس 2007، ومعرض غاليري أيام 2008.

شارك في عدد من المعارض الجماعية، وفي ورشة عمل «اكتشاف الفن الحديث» في باريس عام 2005، أكاديمية الصيف في دارة الفنون في الأردن عامي 2005-2003، ورشة عمل ضمن فعاليات أيام «دمشق للتصوير الضوئي» في المركز الثقافي الفرنسي في دمشق عام 2007، مهرجان الصيف في غاليري «أيام» في دمشق عام 2007، وافتتاح «أيام» دبي في الإمارات عام 2008.

نال المصري الجائزة الثانية في معرض «ألوان دمشق» في غاليري «مصطفى علي» بالتعاون مع المفوضية الأوروبية في دمشق 2005، والجائزة الثالثة «مسابقة أيام الأولى للفنانين السوريين الواعدين» في «أيام» دمشق 2007.