كويتيو الصوابر للحكومة: «صبري عليك طال»

نشر في 01-12-2012 | 00:01
آخر تحديث 01-12-2012 | 00:01
مخارج الطوارئ تحولت إلى شقق مؤجرة وأصحاب 146 شقة يتساءلون لماذا لم يشملنا نزع الملكية؟

على الرغم من تثمين بعض شقق الصوابر الى فإن معاناة قاطنيها من المواطنين لا تزال مستمرة مع تغاضي «الاسكان» عن المخالفات التي من أبرزها تأجير وحدات سكنية لآسيويين عزاب وعائلات.
صبري عليك طال... طال... ويكملها قاطنو الصوابر بقسم عظيم... والله طال، وأصبحت أغنية رجاء بلمليح مشهورة ورائجة على لسان من ابتلاه الله وسكن هناك... في الصوابر حيث تكثر اللاءات، لا قانون، لا نظافة، لا أمن... ولا ولا للحلول البديلة لإنقاذ المواطنين الذين صدقوا ما قالته الحكومة بشأن السكن السعيد! في الصوابر.

وعلى الرغم من القرار الاخير بتملك 378 شقة بعد الحريق الذي شب في المجمع، والذي كاد يتحول الى كارثة لولا ستر الله، الا ان الكثير متخوفون من ان تطول إجراءات نزع الملكية لأصحاب هذه الشقق مما قد يؤخر فرحتهم وسرورهم بهذا القرار.

وكان هذا القرار وان كان أسعد الكثيرين الا ان نحو 146 عائلة لا تزال تنتظر الفرج وتتساءل لماذا لم يثمن المجمع كله لتكون الفرحة شاملة وعامة على الجميع!

والفرح شعور نادر في هذا المجمع السكني الذي يضم 524 شقة من المفروض ان تكون سكناً لـ524 عائلة كويتية، إلا أن ما يحدث هناك هو العكس، فلا النفس ساكنة ولا البال مرتاح... طبعا بالنسبة للعوائل الكويتية، حيث إن العزاب الذين يجاورونهم في السكن بعد أن ضاعت المروءة والشيمة من البعض وباع ضميره من أجل حفنة دنانير وأجّر شقته لمجموعة من الوافدين الذين قد تكون النظافة، خلقا ومظهرا، آخر ما يحرصون عليه.

يقول بوعبدالله أحد قاطني المجمع لـ«الجريدة»: «أصبحت الروائح العفنة والكريهة لا تطاق هنا بسبب عدم التزام عمال النظافة بإزالة القمامة في وقتها، فضلا عن قيام بعض الآسيويين المقيمين في المجمع بعد ان أستأجروا الشقة من صاحب الملك عن طريق وسيط، برمي مخلفات الطعام امام شققهم أو أمام مداخل المجمع، وطبعا المسؤولون عن الادراة «مالهم شغل»، واذا تجرأت واشتكيت طبقوا المثل المعروف عمك أصمخ»، مؤكدا أن جميع الحرائق والمشاكل السابقة لم تكن من المواطنين بل من الوافدين والعزاب على وجه التحديد، حيث ان المواطن سوف يحرص كل الحرص على أمن وسلامة عائلته فالمشكلة الأساسية تكمن في تواجد العزاب بالمجمع، حيث الإهمال واللامسؤولية هما سيدا الموقف.

وأشار أبوعبدالله إلى أن اللامسؤولية بلغت حدا لا يحتمل، وتعدت المعقول فأحد موظفي الجمعية من الجنسية المصرية، يعمل كوسيط لتأجير الشقق على العزاب، مؤكدا أن التمادي في التعدي على القانون يبرره تساهل الجهات المسؤولة وعدم محاسبة الملاك.

وأضاف: «لن يردع اعتداء هؤلاء على القانون سوى المحاسبة، فمن أمن العقوبة أساء الأدب»، متسائلا كيف لمثل هذه التصرفات أن تخفى على المسؤولين؟

مخارج الطوارئ

وأوضح أن الجرأة وصلت بالعزاب إلى تأجير مخارج الطوارئ وتحويلها إلى شقق كي يستفيدوا منها، بل ان الشقة تقسم أحيانا إلى أكثر من 5 شقق داخلية، لكي تتسع لأكبر عدد ممكن من العزاب، لدرجة ان عدد أنابيب الغاز وصل في أحد المطابخ الى اكثر من 6 أنابيب، فلا عجب أن تكون الصوابر مليئة بحوادث الحرائق، لافتا إلى أن المواطن الكويتي اعتاد وجود «محكرات الحمام» في حدائق المباني التي من المفروض أن تكون مساحة لاستراحة السكان ولعب الأطفال، إلا أن العزاب لم يكتفوا بتلك المساحات المُستغلة، بل اعتدوا أيضا على حرية الأطفال الذين باتت شققهم المرتع الوحيد لهم.

وأشار إلى أن المواطن الكويتي غير مستعد البتة أن يتعايش مع هذه الأحداث، فلقد بلغ السيل الزبى (يذهب المواطن يوميا إلى العمل ولا يعلم ما إذا كان سيجد أبناءه وزوجته على قيد الحياة حين عودته)، وليست الحرائق هي شغل المواطن الشاغل، بل حماية العرض هي أحد أكثر المسائل خطورة في نظره.

وعن تلك المشكلة أسِفَ المواطن بوخالد على تواجد العزاب جنبا إلى جنب مع العوائل قائلا: «كيف للمسؤولين السماح بمثل هذا التهور، كيف يسكن رجل عازب وجها لوجه مع العوائل»، مؤكدا أن تواجدهم خطر كبير وقنبلة موقوتة تنبئ بما لا تحمد عقباه، (ألغيت الدواوين من حياتي خوفا على عرضي، لدي من البنات المتزوجة والمراهقة ولابد لي من التواجد بقربهن طوال الوقت)، مبينا أنه لابد من ملازمة الرجال للنساء في حال دخولهن أو خروجهن من المبنى من أجل حمايتهن من هتك العرض، مضيفا أنه لا يوجد أدنى احترام لتواجد الأسر حيث يخرج العزاب أحيانا بمناظر غير لائقة وبالملابس الداخلية، ومما زاد الطين بلة تواجد مدارس الطالبات الابتدائية والمتوسطة في قلب الصوابر.

وقال أبوخالد متعجبا: «للامانة أجهل كيف تم تصميم المكان بلا مخارج ولا مداخل؟ وكيف سمح المسؤولون بهذا التسيب وهذه العشوائية وكأنهم أبوا إلا أن تكون الصوابر مقبرة للمواطن؟».    

«مجاري» ... فوق المركبات!

لفت سكان الصوابر إلى أن الإهمال واللامسؤولية المتفاقمة طالت حتى أنابيب المجاري المتآكلة في المواقف المخصصة لسكان الصوابر، مؤكدين أنها في حالة يرثى لها وغير صالحة للاستعمال، حيث إن مياه المجاري بدأت تتسرب بالفعل إلى خارج الأنابيب وبدأت الأسقف أيضا بالتآكل منذ فترة ليست بالقصيرة، ولم يعرها المسؤولون «كعادتهم» أي اهتمام ولم يتم ترميمها بل اهملت بالكامل، وكأن مسلسل الإهمال مخصص حصريا للصوابر.

وكردة فعل من سكان الصوابر تجاه تلك الأنابيب الآيلة للسقوط، قام بعض السكان  بدفع مبالغ مالية تتعدى الـ100 دينار لوضع مظلات في المواقف المظللة أساسا، وذلك لحماية مركباتهم من تساقط مياة المجاري أو سقوط الأنابيب، وتساءل المواطنون هل يدعم ويشجع المسؤولون مخالفة القوانين بوضع السكان في مثل هذه المواقف؟ 

back to top