أرانب وأزهار

-A Simple Child,That lightly draws its breath,And feels its life in every limb,What should it know of death? طفلة بسيطةبالكاد تسحب أنفاسها تشعر بالحياة في كل أطرافهاماذا يمكنها أن تعرف عن الموت؟فأتذكر كم من صغيرات هذه الدنيا يعرفن الموت، كم منهن فقدن معنى الحياة الذي يبدأ من معنى الطفولة، فتحدودب ظهورهن الصغيرة فوق بلاط الأغنياء تنظيفاً وتلميعاً، تتشقق كفوفهن الصغيرة فوق آلات الخياطة ليتعلق هذا البالطو خارق الثمن في واجهات متاجر خارقة القسوة، أو لتستريح هذه الحقيبة، التي تقترض الكثيرات منا لتقتنيها، على أرفف متاجر هي أكثر رحمة بجلد الحقيبة من جلود الصغيرات الكادحات. صغيرات كثيرات لا يختلفن عن صغيرتي في شيء، سوى أن أكتافهن الهزيلة تحمل أعباءً هائلة، أكثرها قسوة عبء أنوثتهن، فيقال لهن إنهن، وهن في التاسعة، نساءً ناضجات يجب أن يتحملن ذات ما تحتمله سيدة في الأربعين، أن الخالق ابتلاهن بأجساد تنقلب عليهن في هذه السن الصغيرة، فيتوجب عليهن، بدلاً من أن يقفزن ويركضن بملابسهن الملونة الكاشفة عن "ركب" تطقطقت وتخدشت من كثر اللعب، أن يتلفلفن السواد في انتظار أيام أكثر سواداً. صغيرات في عمر صغيرتي، تلك التي يسرقها النوم أحياناً ونحن نأكل وجبتنا، فتغمض عينيها نصف إغماضة، وتنحني رقبتها بحنو على صدرها، تطلق العنان لغفوتها أينما كان وحيثما كان لتنتظرني أنا أو والدها لنحمل جسدها المليء بالألوان والخربشات الشاهدة على حنو طفولتها، صغيرات يشبهنها يحملن هن أجساداً فاحشة تفترش بضاضة طفولتهن، يترافقن واغتيالاً يومياً لأيام البراءة التي لن تعود، يتعاقد عليهن الرجال، فتنتقل من ملكية أب لملكية زوج، وتموت الروح ما بين الملكيتين.انشغلنا بمصائب كثيرة حولنا، بحكومات غريبة ونيابيين مرضى وشعوب ضاعت بوصلتها، ومازالت الصغيرات تباع وتشترى، باسم العادات وبمباركة رجالات الدين، مختومة بفتاوى مريضة خرجت عن نطاق الزمن فتعفن فحواها وتعالت روائحها. أردت أن أتذكر وأصلي لكل الصغيرات المعذبات في مقالي هذا، واستسمحن تقصير حضني الذي ينطوي على واحدة متناسياً وجودهن بعذاباتهن، ليتني أستطيع فأضمكن جميعاً لشغاف القلب... عميقاً عميقاً في غياهب القلب.كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراءيمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة