الليبراليون أكثر عدالة

نشر في 23-04-2011 | 00:00
آخر تحديث 23-04-2011 | 00:00
 محمد راشد من خلال مجريات الأحداث التي تعيشها المنطقة في الوقت الراهن، يستطيع المتابع أن يخرج باستنتاجات متنوعة ربما يتقبل بعضها بصدر رحب، لكنه بكل تأكيد يُصاب بصدمة من البعض الآخر، خصوصا أن الكل أصبح يدلي بدلوه ويقول رأيه سواء في المنتديات والمواقع الإلكترونية أو المقالات أو بعض التجمعات التي خرجت دعما لجهات هنا وهناك.

أي منصف أو "حقّاني" كما يقال في لهجتنا المحلية، يمكنه التوصل إلى نتيجة مؤكدة وحتمية حول ما تم طرحه خلال الفترة الماضية ليس على الساحة المحلية فقط، بل على الساحتين الخليجية والعربية، وهي أن التيار الليبرالي ممثّلاً بالكتّاب وبعض المحللين السياسيين أكثر إنصافا وعدلاً من ممثلي التيارات الإسلامية بمختلف توجهاتها، إذ لاحظ الجميع أن الخطاب الإسلامي عند تناوله أياً من الأزمات الحالية يتمحور على "تمجيد" أتباعه، وإلغاء الأطراف الأخرى ونعتها بأبشع الصفات، بل وصل الأمر إلى مرحلة متقدمة وأكثر خطورة من خلال سياسة "التخوين" التي تنامت بشكل لافت أخيرا، ومن الصعوبة إن لم يكن من المستحيل أن تجد كاتبا أو محللا سياسيا أو نائبا إسلاميا يمتدح الطرف الآخر، أو أن يقول رأيا جريئا يخالف جزئية صغيرة من أفكار "جماعته"، في الوقت الذي تجد فيه الكثير من ممثلي التيار الليبرالي يقفون بشجاعة في مواجهة تلك الأمواج بعيدا عن أي تصنيفات أو حسابات، من خلال التعبير عن آرائهم بكل تجرد وحيادية من منطلق ضرورة تقبل الآخرين بطوائفهم ومذاهبهم، وهي معان سامية يفترض أن يتحلى بها "بعض" الإسلاميين!

شخصيا، أميل إلى التيارات الإسلامية، وأختلف جذريا مع بعض ما يطرحه الليبراليون، لكن تعاطي التيار الليبرالي في كثير من القضايا وأهمها ما يدور في البحرين وسورية حاليا، ومظاهرات البدون من قبل، يستحق التفكير، خصوصا بعدما رأينا التعاطي "المتطرف" للتيارات الإسلامية مع هذه القضايا، إذ عمد البعض إلى استغلال هذه القضايا واستثمارها بشكل يتناسب وأهدافه، فوجدنا تناقضا في وصف المظاهرات الأخيرة من قبل البعض، ففي الوقت الذي يشجع ويدعم الاحتجاجات في البحرين يرفضها بشكل قاطع في سورية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الطرف الذي يحرض على التظاهر في سورية نجده يحرمها في البحرين، وكأن الشعوب لا قيمة لها، تباع وتشترى حسب ميول وأجندات خاصة تحاول السيطرة على حقوق الشعوب في تقرير مصيرها!

أما مظاهرات البدون التي خرجت بحثا عن كرامة مفقودة منذ عقود، فإن أول من تصدى لها هم بعض الإسلاميين بحجة الإخلال بالأمن، في حين قال بعض الليبراليين كلمة الحق وطالبوا بإنصاف هذه الفئة على أقل تقدير في الجوانب الإنسانية، لكن يبدو أن ميزان الإسلاميين يميل إلى كفة الأصدقاء فقط!

back to top