السيناريست يوسف معاطي: عمر الشريف وعادل إمام حقّقا لي حلمي!

نشر في 11-07-2008 | 00:00
آخر تحديث 11-07-2008 | 00:00

نجح السيناريست الساخر يوسف معاطي، في إثارة الجدل حول الأفلام التي قدمها، أحدثها «حسن ومرقص» الذي جمع للمرة الأولى بين النجم العالمي عمر الشريف وزعيم الكوميديا عادل إمام، وطرح من خلاله أحد أبرز القضايا وأخطرها وهي فكرة «الوحدة الوطنية» والترابط الاجتماعي بين قطبي الأمة.

في الحوار التالي يتحدث معاطي عن «حسن ومرقص» وعن مسيرته الفنية.

ما الذي جعلك تسير بين الأشواك بطرحك قضية مهمة، مثل علاقة المسلمين والمسيحيين، وفي توقيت شديد الحساسية؟

بداية، كانت الفكرة تلحّ في داخلي منذ زمن بعيد، خصوصاً مع تفشي الفتن الطائفية وازدياد الوضع حساسية بين قطبي الأمة، غير أن عدم وجود منتج يتحمس لها أجّل المشروع إلى أن تحمست له شركة غودنيوز، فخرج الفيلم إلى النور وبات الحلم حقيقة. عموماً يكمن دور الكاتب في اقتحام المشاكل ومناقشتها بوضوح وشفافية، وهو ما أحرص عليه في معظم أعمالي.

يرى البعض أن جرأة الفكرة تغفر بعض القصور في أسلوب طرحها، ما تعليقك؟

ثمة فرق بين العمل الفني والمقالة السياسية، لا يمكن أن يناقش العمل الفني مهما بلغت مدته الزمنية المشاكل والقضايا كافة، ولكل كاتب وجهة نظره الخاصة وأولوياته في التعامل مع القضية التي يتناولها.

هل تصورت أثناء كتابتك الفيلم أن يقوم ببطولته أبرز ممثِّلين في السينما المصرية؟

علمت أن الفنان عادل إمام سيقوم بالبطولة, وتمنيت أن يشاركه فيها النجم عمر الشريف، لذا كان لديّ طموح قوي وهو أن يلتقي في فيلمي عملاقان، على غرار لقاء أم كلثوم وعبد الوهاب. تحقق ما تمنيت، وأعتبر الفيلم الخطوة الأفضل في حياتي المهنية كلها.

كيف تعاملت مع نجم بحجم عمر الشريف؟

على الرغم من عالمية عمر الشريف وأهميته في تاريخ السينما المصرية والعالمية، إلا أنه إنسان متواضع جدا, لذا سعدت بأن يجسد إحدى شخصياتي، وسعدت أكثر عندما صرح الى أكثر من وكالة أجنبية بأن سيناريو الفيلم أفضل سيناريو قرأه منذ 40 عاماً.

يصنفك البعض ككاتب ساخر، هل تتفق مع التصنيف؟

تحمل السخرية دلالات كثيرة، ويمكن استخدامها في مجالات متعددة، مع أنني عملت في «ميديا متعددة» إلا أن السخرية كانت السمة المشتركة بينها، لذا يسعدني أن أكون كاتباً ساخراً بكل وسائل السخرية الممكنة.

كيف أيقظت السيناريست فيك؟

أثناء دراستي في الجامعة، حصلت دائماً على جائزة أحسن مخرج للمسرح, حينها كنت أحوِّل الروايات التراجيدية العالمية، مثل «ماكبث» و«هاملت»، إلى مسرحيات كوميدية, تخيلت أنني بذلك أخرجها، لكن اكتشفت أنني كنت أعيد كتابتها، الأمر الذي جعلني أنتبه الى سمة الكاتب عندي وليس المخرج، كتبت «حب في التخشيبة» وكانت أولى مسرحياتي.

كيف بدأت في السينما؟

مع فيلم «يا تحبّ يا تقبّ»، الذي يعتبر بداية موجة أفلام الكوميديا في السينما في بداية التسعينيات.

ما المقال الذي كُتب عن أعمالك وسعدت به؟

مقال نشر في «النيويورك تايمز» عن مسلسل «يتربى في عزو» وعن الإسقاط السياسي في المسلسل بأن «ماما نونة» تمثل العالم العربي و«حمادة عزو» هو المواطن الذي يشوب شخصيته الإتكال وعدم القدرة على الالتزام بالعمل والتقدم.

ما هي الأعمال التي واجهت مشاكل قوية مع الرقابة؟

مهمة الكاتب، كما أعيها، هي مناقشة مشاكلنا بصراحة وشفافية, لذا يتصادم الإبداع دائماً مع الرقابة، وفي معظم أفلامي ثمة جولات دائمة معها، أبرزها ما حدث في فيلم «طباخ الريس» الذي ظل أربع سنوات بين أروقة الرقابة قبل أن يرى النور، وعندما عُرض حُذف نصفه تقريبا, كذلك فيلم «عريس من جهة أمنية» الذي اعترضت عليه أيضاً، تحديداً على اسمه الذي كان في البداية «عريس أمن دولة» فسميته «عريس من رئاسة الجمهورية» الذي رُفض ايضاً، بعد ذلك استقرينا على اسم «عريس من جهة أمنية»، وأخيرا «حسن ومرقص» الذي كانت له جولة معها بدوره.

لماذا تحرص على نشر سيناريوهات أفلامك؟

لأن حذف المشاهد الذي تقوم به الرقابة يخل أحياناً بفكرتي، لذا أنشرها كاملة، بدأت الفكرة مع «طباخ الريس» ثم «حسن ومرقص».

بالنسبة الى فيلم «طباخ الريس»... ألم تكن تتمنى أن يكون البطل نجم شباك؟

في الواقع أنا من رشح طلعت زكريا, لأنني رأيت أنه أفضل من يقوم بالدور كما كتبته.

ما هو العمل الأقرب إلى قلبك؟

على الرغم من اعتزازي بالأفلام والمسلسلات والمسرحيات التي كتبتها وقوة تأثيرها على المتلقي والنجاح الذي حققته من خلالها, إلا أنني أحب كتبي أكثر واعتز بها وفي مقدمها «عفاريت»، «وضاع العمر يا وطني» وغيرهما من الكتب التي تحتوي على مقالاتي، أناقش فيها الواقع الذي يعيشه العالم العربي بلغة ساخرة.

هل كتبت عملاً ما وندمت عليه؟

بصراحة، أندم بعد كتابة النص، لأنني أشعر أنني لم أنجز الأفضل بعد، ودائما أقول لنفسي إنه كان يمكن أن يكون أفضل من ذلك بكثير.

ماذا عن أعمالك المقبلة؟

انتهيت من كتابة فيلم «رمضان مبروك أبو العالمين حمودة» وهو اللقاء الأول بيني والنجم الشاب محمد هنيدي، يناقش قضية التعليم بوصفه همًا يؤرقنا جميعًا.

back to top