والبرلمان من امامكم..

أنظر من بعيد بعين الشارع، فأرى النائب العزيز علي الراشد مصرحاً فيما يبدو دون تنسيق مع مجموعته من التحالف، وأرى التحالف يردّ إعلامياً على نائبه دون انتباه لأدنى درجات السرية الدبلوماسية المطلوبة في العمل السياسي. بالله عليكم أهذه حالة؟ في هذا الوقت العصيب الذي رمتنا أيامه في أيدي الجماعات الإسلاموية المتعصبة، الذين بدورهم قذفوا بنا في مستنقعات الطائفية، فغطى الطين ملامحنا، ولم نعد يميز بعضنا بعضاً، اللهم إلا من وضع اليدين إن كانتا صفاً على الجنبين، أو طياً على البطن.في هذا الوقت الذي اصطفت فيه الحكومة ومجلسها التعس صفاً واحداً على «دكة» المتفرحين، «يناظروننا» ونحن نتناحر طينياً، حتى اذا ما هدأت الخواطر، دفعوا لنا بمزيد من الطين اللزج لنكمل به لعبتنا العفنة، في هذا الوقت الذي تعرينا فيه، وتطيّنا، وتراشقنا وتباصقنا، تأتون أنتم لتزيدوا الطين بلة؟منذ متى أصبحت اللعبة السياسية بهذه السذاجة؟ ومتى أصبح مسموحاً لأعضاء تجمع سياسي متين أن يتقاذفوا الاتهامات والردود إعلامياً، في وقت تشتعل فيه البلد وتتضاءل فيه فرص الحريات والحقوق التي حملوا هم أنفسهم لواء الدفاع عنها؟ هلا انتبهتم إلى ما يحدث لنا وللحفرة العميقة التي نقف على أطرافها الزلقة، حيث يُنتظر أن تقبرنا وحرياتنا وديمقراطيتنا؟ أكن أكبر الاحترام للنائب والصديق الفاضل علي الراشد، وأحمل مودة الانتماء الفكري تجاه التحالف، وصديقك من صدقك.أنتم اليوم، من ضمن قلة قليلة من التجمعات السياسية، الأقرب إلى التمثيل الليبرالي في الكويت، وهذا الاختلاف الداخلي العلني ليس من الحنكة الحزبية السياسية في شيء.ليس هذا وقتا للغضب أو الاختلاف، مهما تعاظمت الأمور بيننا، بل هو وقت التسامح، وسعة الصدر والتفاهم الموضوعي الرحب، فإن ضاقت صدوركم، فالغضبة لها مسار واضح يجب، بحافز من دافع وطني، أن تسير فيه، بالضبط، عكس مساركم الحالي، للخلف در يا إخوان، العدو خلف ظهوركم.كاتبة كويتية[email protected]