رابعة الزيات: أترك الإعلام من أجل عائلتي!

نشر في 19-05-2008 | 00:01
آخر تحديث 19-05-2008 | 00:01

متحدثة لبقة، رقيقة، استقبالها دافئ... إنها الإعلامية رابعة الزيات التي تعيش، كما تقول، أحلى لحظات حياتها الى جانب زوجها الإعلامي زاهي وهبي وولدهما دالي.

حول العائلة والتلفزيون والنجاح كانت الدردشة التالية:

بعد أكثر من عام على الزواج وبرنامج «سجال»، أين أنت من الإعلام اليوم؟

كل شيء يتطور في هذه الحياة نحو الأفضل عبر التجربة والخبرة، من خلال «سجال» أصبحت خبرتي أعمق وبتُّ أطرح المواضيع بشكل مختلف وأقارب بين الأمور بشكل مغاير وهذا ينعكس على الإعداد والتقديم.

أما على المستوى العائلي فأهم شيء حصل لي هو ابني دالي الذي زاد من سعادتي.

هل تحولت حياتك الزوجية الى عادة؟

نحن في النهاية بشر، قد يدخل الروتين الى حياتنا ويجعلها عادية، لكن الحب موجود وهو قوي جداً بالإضافة الى الاحترام المتبادل، هكذا نقاومه ولا نغرق فيه. أنا وزاهي نحاربه من دون أن نبوح بذلك، ولأننا نعمل ولدينا دالي واهتماماتنا لم يدخل الملل الى حياتنا.

هل صحيح أن حقيقة الرجل لا تتجلى إلاّ عندما يجمعه وزوجته سقف واحد؟

تنطبق هذه الحقيقة على الرجل والمرأة في آن، لا نعرف جوهر الإنسان عموماً إلاّ اذا اختبرنا الحياة بفرحها وحزنها معه تحت سقف واحد. عرفت زاهي واكتشفت فيه الحسنات بعد الزواج وكلما طال الوقت اختمرت تلك العلاقة وأصبحت أكثر عمقاً وصدقاً.

هل أنت راضية عن وضع «سجال»؟

لست راضية مئة في المئة عن تطوُّره وصيغته، أتمنى أن ينجح بشكل أسرع وأن أصل الى أكبر شريحة من المشاهدين، لكن الظروف التي نمر بها تعيق طموحاتنا في تحقيق المزيد من التقدم، احب الـNBN ويعرف الجميع ذلك جيداً، فهي المؤسسة التي أطلقتني وأفسحت في المجال أمامي للتعبير عن ذاتي، وأشعر فيها أنني بين أفراد عائلتي، لكن لو توافرت إمكانات أفضل وتقنيات أكثر تطوراً لاستطعت استضافة أشخاص من الخارج وطرح مواضيع آنية تهم الناس.

كيف يُعدّ لبرنامج «سجال»، بحسب اهتمام المشاهدين العاديين أم النخبة منهم؟

لدي هاجس إرضاء الإثنين ويهمني أن يحاكي هواجس الشارع سواء كانت سلبية أم إيجابية وانشغالات الناس الإجتماعية او الفنية، ولأني أحب الشعر والفن والثقافة وكوني متزوجة من شاعر ومثقف، تحتلّ المواضيع النخبوية حيزاً مهما في برنامجي وترضي طموحي المهني.

هل ثمة عمر افتراضي للمذيعة؟

في العالم الغربي تتجاوز المذيعات الخمسين من العمر مثل اوبرا وينفري وبابراه والترز التي تجاوزت السبعين من العمر ويبقين في قمة تألقهن، في العالم العربي تقع المذيعة تحت وطأة ثقافة الشكل.

تستطيع المذيعة أن تبقى تحت الأضواء قدر ما تشاء شرط أن تحترم عمرها وألاّ تتصابى ولا تتصرف سوى بما يفرضه عليها عمرها وخبرتها.

بماذا تفخرين؟

بأنني أم وأعتبر أن أمومتي هي الأساس في أنوثتي، لا شكلي ولا ملابسي ولا مكياجي علماً بأن هذه العناصر هي مهمة في حياتي. أشعر بأن الامومة هي العنصر الرئيس في شخصيتي وفي التعامل مع الناس وفي نظرتي إلى الحياة التي اختلفت كثيراً، واختباري لها في سن مبكرة هو الذي جعلني اكثر نضجاً ووعياً.

ما الذي لا تحبينه في شخصيتك؟

عصبيتي أو بالأحرى انفعالي، متسرعة قليلاً خصوصا في عملي، أريد أن تكون الأمور في نصابها وأن أتفادى العراقيل بسرعة فائقة، لا مكان لدي للصبر في عملي وعنيدة في الحياة، هكذا تصفني والدتي.

هل تدينين بنجاحك لأحد في مسيرتك الاعلامية؟

تعذبت كثيراً في زمن لم يكن لدي فيه خبرة واسعة، لكن لا أنكر أن شكلي ساعدني وأن شقيقتي وقفت الى جانبي في بداية مرحلة العمل الإعلامي من خلال احتضانها لولدي ومساعدتي في تحمل أعباء الحياة، ولولاها لما استطعت التقدم. كذلك زاهي له فضل كبير لأنه ساعدني في اكتشاف الجانب العميق في شخصيتي وعلمني أن الإعلام والأضواء لا يدومان وعليّ التفتيش عما يبقى ويدوم ويرافقني مدى الحياة، وفي النهاية أعيش مع انسان أكتسب منه يومياً شعراً وثقافة وفناً. عندما أكتب مقدِّمة برنامجي يظن البعض أن زاهي هو الذي كتبها، لكن في الواقع هي نتيجة الجو الذي أعيش فيه، ومتأثرة جدا به وتنعكس الراحة التي أشعر بها في المنزل إيجابا على عملي بشكل أو بآخر.

هل تتركين العمل الإعلامي من أجل عائلتك؟

الآن أعمل مرة في الأسبوع، لكن اذا شعرت بأن العمل الإعلامي سيحدّ من اهتمامي بعائلتي قد أتركه غير نادمة.

ماذا يخيفك في الحياة؟

أخاف على أولادي وأحبائي وعائلتي من الموت.

كيف تتخلصين من الضغط اليومي في حياتك؟

بالسفر مع زاهي ودالي، وأفضل غالباً البقاء في منزلي وأحيانا الجأ الى البحر، فهو دوائي لأني احب الهدوء وسماع الموسيقى، وبسبب دالي الموسيقى موجودة باستمرار في المنزل، خصوصاً الكلاسيكية منها.

ما هي الظواهر التي تستفزُّك في لبنان؟

ظاهرة التنجيم وتأثيرها في حياة الناس واستغلال المنجمين الأوضاع السائدة حالياً وفقدان الأمل بدولة المؤسسات والخطاب السياسي المتدني للتلاعب بعواطف الناس ودفعهم إلى اللجوء إليهم. كذلك لا تعجبني ظاهرة الـ show off في المجتمع اللبناني بفعل المجتمع الاستهلاكي الذي فرض نفسه علينا، ونحن أساساً نحب المظاهر، بالإضافة الى قلة الثقافة التي تدفعنا إلى التعلق بالقشور والمظاهر الخارجية الفارغة من أي مضمون .

back to top