الصحافي جونستون إلى الحرية بعد أربعة أشهر من الاختطاف

نشر في 05-07-2007 | 00:00
آخر تحديث 05-07-2007 | 00:00
No Image Caption
العالم يرحّب و حماس تطلب ثمن التحرير... و فتح تشكّك

وضعت حركة حماس نفسها ثانية في مقدمة الحدث الدولي في أقل من شهر. بتبنيها تحرير وإطلاق سراح مراسل الـ«B.B.C» في غزة حيث تحكم سيطرتها. فما بين «الترحاب» دوليا و«التشكيك» من قبل إسرائيل و«فتح» في خلفيات ومرامي وتوقيت الإفراج عن جونستون. ثمة رأي لا تنقصه الحجة يقول إن حركة حماس تجيد التلون حسب الفصول السياسية، وهي بارعة في إظهار التودد إلى العالم، في حين أنها في خصومة داخلية مع حركة «فتح». إذ تخشى الأخيرة أن تفعّل حماس «براغماتيتها» المستترة دوما.

غادر الصحافي البريطاني آلان جونستون قطاع غزة ظهر أمس متوجها الى قنصلية بلاده في اسرائيل التي استقل طائرة منها للسفر الى العاصمة البريطانية. بعد ساعات من اطلاق سراحه من مكان احتجازه الذي دام أربعة أشهر على أيدي جماعة تدعى «جيش الإسلام» ظلت تقايض على اطلاق سراحه بدفع فدية واطلاق سراح سجناء لتنظيم «القاعدة» في الأردن والعراق وبريطانيا. الى ان استجابت لضغوط من جانب حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ نحو شهر في أعقاب قتال قوات فتح. ورحب العالم بحرية جونستون. في حين رحبت أيضا جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي بإطلاق جونستون.

ودعت حركة حماس في أعقاب إطلاق جونستون الدول الغربية خصوصا بريطانيا إلى بذل كل الجهود لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، والضغط لإعادة حقوقه. وقالت حماس إن عمليات الخطف أو التهديد للصحافيين الفلسطينيين والأجانب باتت جزءا من الماضي، معربة عن تقديرها لكل الجهود التي بذلت لإنهاء ملف احتجاز الصحافي البريطاني آلان جونستون من دون إراقة دماء.

بريطانيا ترحب

وفي أول تعليق على اطلاق مواطنها قالت بريطانيا على لسان رئيس الوزراء غوردن براون ان البريطانيين مسرورون جدا لتلقي نبأ الافراج عن آلان جونستون.

وكان جونستون (45 عاما) مراسل «بي بي سي» في غزة منذ ابريل 2004 خطف في 12 مارس في غزة من قبل رجال مسلحين عندما كان عائدا الى منزله بسيارته.

واعرب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمس عن ترحيبه وسعادته بالافراج عن الصحافي البريطاني .

وعباس أيضا

وقال عباس في تصريحات نقلتها الاذاعة الفلسطينية صباح امس ان عملية الافراج هذه وضعت حدا لهذه المأساة الانسانية التي الحقت بالشعب الفلسطيني أضرارا فادحة وأساءت إساءة بالغة إلى مشروعية نضاله العادل من اجل الحرية والاستقلال. وأكد الرئيس الفلسطيني ان سعادتنا بالغة. واستغل عباس بيانه للترحيب بإطلاق سراح جونستون للتأكيد على أهمية حل جميع المليشيات المسلحة، وقال إن هذه «مهمة لا تقبل التأجيل».

ومن جانبها رحبت السلطة الفلسطينية بالافراج عن جونستون بعدما احتجز لمدة 113 يوما في قطاع غزة.

لكن حكومة الطوارئ الفلسطينية برئاسة سلام فياض اتهمت أمس حركة حماس بمحاولة تحقيق استفادة إعلامية وسياسية من وراء إطلاق سراح الصحافي البريطاني ألن جونستون. وقال الناطق الرسمي بلسان الحكومة في بيان: «إن الحكومة على قناعة أن من اختطف الصحافي جونستون قبل أربعة أشهر هو من أطلق سراحه اليوم، وإلاّ فما معنى حديثهم عن قرب اطلاق سراحه في نفس اليوم الذي تشكلت فيه حكومة الطوارئ؟

في حين اتهم القيادي بفتح ياسر عبد ربه حركة حماس بالضلوع في عملية الخطف وبمحاولة تلميع صورتها على الساحة الدولية من خلال الافراج عنه.

واضاف عبد ربه ان "حماس هم حلفاء الخاطفين آل دغمش، وهم من كانوا يحمون خاطفي جونستون طوال الوقت، انهم يدعون انهم حرروه لكن هذه محاولة منهم لتحسين صورتهم امام المجتمع الدولي».

في حين نفى فوزي برهوم الناطق باسم حركة حماس امس أن يكون لتنظيم جيش الإسلام الذي كان يختطف الصحفي البريطاني ألان جونستون أي علاقة بتنظيم القاعدة، وقال إن جيش الإسلام هو فصيل فلسطيني كان له ضلع كبير في التصدي للاجتياحات الإسرائيلية في قطاع غزة، وله مواقف واضحة ضد الاحتلال الإسرائيلي، فلا يمكن أن يكون له علاقة بتنظيم القاعدة.

في المقابل اعتبر احد كبار مسؤولي حركة حماس وزير الخارجية السابق محمود الزهار عائلة دغمش مرتبطة بحركة فتح ولاسيما محمد دحلان.

وقال امام صحافيين في غزة ان دحلان حاول الابقاء على الفوضى في قطاع غزة لاضعاف حماس.

وفي ردود الأفعال أيضا أعرب إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني المقال في ساعة مبكرة أمس عن أمله في إنهاء قضية الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط المختطف في قطاع غزة، كما انتهت قضية اختطاف الصحافي البريطاني الآن جونستون. وقال: الكرة في الملعب الإسرائيلي وأعتقد أن هناك فرصة مواتية إذا ما فكر الإسرائيليون بمنطق وعقل.

وفي إشارة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادة الفلسطينية قال هنية: «هذه رسالة للإخوان في رام الله بأنه إذا توافرت النوايا المخلصة وغلبنا المصالح العليا واعتمدنا الجدية والإرادة الحقيقية وسلوك الحوار الوطني اللامشروط فسنكون قادرين كشعب على إنجاز مصالح متعددة على طريق الحرية والعودة والاستقلال».

وقال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس الذي يعيش في سورية إن الافراج عن جونستون يظهر ان الحركة الاسلامية تعيد الامن إلي غزة. وقال مشعل إن جهود حماس أسفرت عن «طي هذا الملف الذي اساء إلينا كثيرا. جهود حماس أثمرت عن تحرير آلان جونستون.

وفي تحد استفزازي كما بدا لفتح قال مشعل إن اطلاق سراح جونستون عكس الفارق بين فترة مضت كانت فيها مجموعة تعمل على انتشار الفلتان الامني والفوضى، وبين الحالة الراهنة التي تسعى حماس فيها لاستتباب الأمن.

جونستون سعيد

وفي أول تصريح له عقب إطلاق سراحه أعرب جونستون عن سعادته البالغة لاستعادة حريته بعد عملية اختطاف هي الأطول لصحافي أجنبي في الأراضي الفلسطينية. وقال جونستون (45 عاما) أنا بصحة جيدة... وهذه لحظة مهمة في حياتي».

وأضاف «لقد استعدت حريتي الآن». وفي تصريحات صحافية أخرى، وصف جونستون إطلاق سراحه بـ«الفرصة الرائعة» التي جاءت مثل الحلم الذي لم يكن لديه أدنى أمل في إمكان تحققه».

من جانبها رحبت الحكومة الإسرائيلية بتحرير الصحافي البريطاني معربة عن أملها بأن يليه الإفراج عن جنديها المخطوف في قطاع غزة جلعاد شاليط.

وقالت ميري إيسين المتحدثة باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود اولمرت: نحن سعداء بالإفراج عن جونستون ونتقدم بالتهنئة إلى عائلته.

وامتنعت المتحدثة عن إعطاء معلومات عن وجود اتصالات ممكنة للإفراج عن شاليط «نظرا للطابع الحساس جدا» للقضية. كما عقبت مصادر إسرائيلية مسؤولة على إطلاق سراح جونستون بالقول: إن إطلاق الصحافي البريطاني يثبت أن حركة حماس قادرة على الإفراج عن مخطوفين عندما ترغب في ذلك.

وبشأن عملية الإفراج قال وسيط مساعد في التفاوض على الافراج عن جونستون إنه اطلق سراحه فجر امس بعد فتوى من أحد أبرز رجال الدين المسلمين في القطاع من دون أن تدفع أي فدية.

(غزة، رام الله، لندن، تل أبيب-

أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

113 يوماً في العتمة والتهديد بالتصفية

قال الصحافي البريطاني آلن جونستون أمس، وهو يروي فترة احتجازه الطويلة في قطاع غزة بعد خطفه في 12 مارس كنت اشعر وكأنني مدفون حيا بعيدا عن العالم، واحيانا كان الامر مرعبا جدا. وبدا جونستون (45 عاما) شاحبا وقد فقد الكثير من وزنه ولا يزال تحت وقع الصدمة.

واعرب جونستون الذي ارتدى قميصا ازرق وسترة داكنة اللون وبنطلون جينز عن «ارتياحه الكبير جدا» للافراج عنه.

وطوال فترة احتجازه التي دامت 113 يوما لم ير جونستون النور وظل في غرفة معتمة تحت التهديد المستمر باعدامه، وكان جيش الاسلام الذي خطف جونستون والمرتبط بجماعة آل دغمش هدد بقتله ما لم تلب مطالبه. و هدد جيش الاسلام في يونيو «بذبحه ذبح النعاج» اذا لم يتم الافراج عن اسلاميين مسجونين في بريطانيا والاردن.

وقال جونستون «كنت بأيدي عناصر خطيرة جدا، وكنت اجهل كيف ستنتهي الامور كنت اعتقد ان فرص نجاتي %50.

واضاف «كانوا يتحدثون عن قتلي وتعذيبي، لم اكن اعرف ما اذا كان علي ان اصدق ما يقولون ام لا، وفي نهاية المطاف كبلوا يدي ووضعوا قناعا على رأسي واقتادوني تحت جنح الظلام وهم يضربونني»، وتابع «لم تكن تهمهم اسرائيل ولا فلسطين، ما كان يهمهم هو ضرب بريطانيا في الصميم». (غزة - أ ف ب)

back to top