واشنطن تلوّح بتغير في استراتيجيتها في العراق إن لم تتقدم المصالحة الوطنية

نشر في 07-08-2007 | 00:00
آخر تحديث 07-08-2007 | 00:00
No Image Caption
45 قتيلاً وأكثر من 75 جريحاً في هجمات متفرقة في العراق... وشبح الجثث المجهولة يعاود الظهور

شبح الجثث المجهولة يعود من جديد إلى بعض المناطق المضطربة في العاصمة العراقية ومحيطها، في الوقت الذي تدخل فيه عملية السهم الخارق مرحلتها الثالثة في قضاء المقدادية في محافظة ديالى، وانفجار شاحنة يؤدي إلى مقتل العديد وإصابة آخرين شمال تلعفر بمحافظة نينوى.

تتجه الولايات المتحدة الأميركية الى اعادة النظر في التزاماتها حيال العراق منتصف سبتمبر اذا لم يصوت البرلمان العراقي قبل هذا الموعد على مشاريع قوانين تعتبر ضرورية لاجراء المصالحة الوطنية على ما اعلن وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس.

لكن المسؤول الاميركي اوضح ان خفضا محتملا قبل نهاية السنة الحالية لاعداد الجنود الاميركيين في العراق نحو 155 الفا لا يزال امرا «ممكنا».

واجاب في مقابلة مع محطة «اي بي سي» التلفزيونية ردا على سؤال عن ضرورة اعادة النظر في الاستراتيجية الاميركية اذا لم يقر العراق مشاريع القوانين اللازمة للمصالحة «اعتقد انه يجب علينا القيام بذلك نعم. هذا هو هدف الجهود التي يبذلها (السفير الاميركي لدى بغداد رايان) كروكر و(قائد قوات التحالف ديفيد) بيتريوس».

وخلال سلسلة مقابلات مع عدة محطات تلفزيون اميركية قال غيتس ان الاستراتيجية الجديدة سمحت بخفض مستويات العنف وتحقيق تقدم على الارض كما يحدث في محافظة الانبار معقل العرب السنة في غرب بغداد.

وجدد وزير الدفاع كما فعل طوال جولته في الشرق الاوسط الاسبوع الماضي القول ان وجودا عسكريا اميركيا سيبقى امرا لا بد منه في المدى المتوسط.

وخلال مقابلة مع محطة «سي إن إن» قال «اعتقد وبشكل عام ان وجهة النظر لكل شخص تتركز على السؤال التالي: هناك حاجة الى الابقاء على قوة محدودة لبعض الوقت بعد الانسحاب».

كما اقر غيتس مجددا بان الادارة الاميركية اساءت من دون ادنى شك تقدير مدى انعدام الثقة والتفاهم بين السنة والشيعة في العراق. واوضح في هذا الصدد «اعتقد باننا ربما نكون اسأنا تقدير مستوى انعدام الثقة بين مختلف الاطراف في بغداد».

وقال غيتس في مقابلة مع محطة «ان بي سي» التلفزيونية ان جهود المصالحة الوطنية في العراق «مخيبة للامال» محذرا المسؤولين في هذا البلد من ان «كل يوم اضافي يمنح للحكومة لتصنع السلام يتم شراؤه بدم اميركي».

واضاف «انه وضع مخيب للآمال على مستوى الحكومة المركزية حتى الآن لكن هناك نقاطا ايجابية على المستوى المحلي وخصوصا في مجال الامن». وتابع «لكن في وقت ما يجب ان تكون هناك مصالحة على المستوى الوطني».

المقدادية

ميدانياً، قال مصدر أمني مسؤول في الشرطة العراقية في قضاء المقدادية شمال شرق مدينة بعقوبة امس إنه تم اعتقال 12 من المشتبه بهم من بينهم مسؤول في تنظيم القاعدة، بينما تم الإعلان عن بدء المرحلة الثالثة من عملية السهم الخارق التي أطلقت في ديالى لتعقب الجماعات المسلحة، مضيفاً «بدأت العملية بتطويق عدد من احياء بعقوبة الغربية والشرقية وشملت القيام بعمليات تفتيش بحثا عن مطلوبين للقوات الأمنية والأسلحة غير المرخصة».

صلاح الدين وتلعفر

من ناحية أخرى قال مصدر في شرطة محافظة صلاح الدين امس ان دوريات الشرطة عثرت على خمس جثث تعود إلى جنود عراقيين قتلوا على أيدي مسلحين مجهولين شمال مدينة تكريت مركز المحافظة.

وأضاف ان «الجثث الخمس بدت عليها آثار اطلاق نار حديثة في مناطق متفرقة من الرأس والجسد ولا تبدو عليها آثار تعذيب وكانوا يرتدون الملابس المدنية».

كما اعلنت مصادر امنية عراقية مقتل 46 واصابة اكثر من ثمانين آخرين بجروح في هجمات متفرقة أمس.

وقال العميد عبد الكريم خلف من شرطة محافظة نينوى حيث تقع بلدة تلعفر شمال بغداد ان «هجوما انتحاريا بشاحنة مفخخة استهدف قرية القبة شمال تلعفر ما اسفر عن مقتل نحو 28 شخصا واصابة ما لا يقل عن 50 آخرين بجروح».

الضلوعية وبغداد

وفي هجوم آخر، اعلن العقيد محمد خالد مدير شرطة ناحية الضلوعية شمال بغداد ان «ستة اشخاص بينهم امراة قتلوا واصيب 17 شخصا بينهم اربعة نساء وخمسة اطفال بجروح جراء سقوط سلسلة قذائف هاون وسط ناحية الضلوعية». كما ادى الهجوم الى تعرض خمسة منازل لأضرار بالغة وفقا للمصدر.

وفي بغداد، اكد مصدر طبي في مستشفى الزعفرانية جنوب بغداد ان «جناح الطوارئ تلقى جثث تسعة اشخاص بينهم امرأة وثمانية جرحى اصيبوا في انفجار عبوة ناسفة في منطقة جسر ديالى».

الى ذلك، ادى انفجار عبوة ناسفة داخل حافلة تقل مدنيين في منطقة الغدير شرق بغداد الى مقتل ثلاثة اشخاص واصابة نحو عشرة آخرين بجروح.

عودة الجثث

كما عثرت الشرطة العراقية امس في حي العامرية غربي العاصمة بغداد على 36 جثة مقطوعة الرأس تعود إلى شباب من سكنة حي الجهاد المتاخمة للعامرية المضطربة امنيا. وشهد اليومان الماضيان عودة ملحوظة لشبح الجثث المجهولة الهوية حيث اعلنت الشرطة العراقية امس عثورها على 60 جثة متحللة ملقاة في منطقة زراعية في بعقوبة شمالي بغداد. كما سبق ان اعلن الجيش الاميركي العثور على 17 جثة في منطقة المحبوبية بمحافظة ديالى لمجهولين بينهم نساء واطفال وشيوخ قتلوا على يد مسلحين مرتبطين بالقاعدة تم التعرف على 14 منهم ونقلت ثلاث جثث اخرى الى المستشفى ليتعرف عليها ذووها في وقت عثر فيه على جثث 14 عاملا من قرية سعدية الشط ببلدة هبهب بديالى ايضا.

الى ذلك سقطت امس 10 قذائف هاون على المنطقة الخضراء الحصينة في وسط بغداد. وتتعرض هذه المنطقة الى هجمات شبه يومية بقذائف الهاون تسفر في بعض الاحيان عن سقوط قتلى وجرحى.

وفي شرق بغداد قتل ستة أشخاص وأصيب تسعة حينما انفجرت قنبلة مخبأة في حاوية للقمامة في وجه عمال نظافة الشوارع.

اربيل

وفي اربيل اصيب اربعة من أفراد الشرطة بجروح مختلفة اثر انفجار عبوة ناسفة قرب دورية للشرطة العراقية في كركوك شمال العراق. كما ذكر مصدر امني انه عثر على جثتين متروكتين قرب قرية (العلوية) على طريق رياض حويجة جنوب غرب كركوك، مبينا ان الجثتين تعودان الى مدنيين اختطفهما مجهولون قبل ايام. وقال ان اثار اطلاق النار كانت واضحة على الجثتين وان شخصا ثالثا كان برفقتهما لم يعرف مصيره حتى الآن.

من جانبها أعلنت وكالة حماية أمن إقليم كردستان اعتقال منفذي التفجيرات التي وقعت في منتصف يوليو الماضي في مدينة كركوك شمال العراق والتي راح ضحيتها أكثر من 80 قتيلا وعشرات الجرحى من المدنيين.

وقالت الوكالة في بيان اصدرته امس إن «المعتقل الأول يدعى ثابت أحمد خلف من أهالي قضاء الحويجة وكان مديرا لمديرية ماء الحويجة وينتمي إلى جماعة التوحيد والجهاد، حيث شارك في إدخال سيارة حمل مفخخة من نوع سكانيا إلى سوق (حسيركة) في كركوك وتفجيرها عن طريق التحكم عن بعد».

وأضاف البيان «والمعتقل الثاني يدعى علي حسين حلبوص من أهالي قضاء الحويجة ويعمل موظفا في مستشفى القضاء وينتمي إلى جماعة التوحيد والجهاد شارك أيضا في إدخال السيارة المفخخة إلى السوق وتفجيرها».

كما جاء في البيان أن «عددا من المسلحين المتورطين في التفجيرات المذكورة هربوا إلى عدد من المدن العراقية غير المستقرة أمنيا، وأن القوات الأمنية بصدد اتخاذ الإجراءات اللازمة لاعتقالهم».

وعلى الصعيد نفسه قال مصدر في مديرية الأمن العامة في مدينة السليمانية إن «قواتهم تمكنت من اعتقال مشتبه به له صلة بالعملية نفسها وهو الآن قيد التحقيق».

قال مصدر في قيادة شرطة محافظة بابل ان «عبوة ناسفة محلية الصنع» انفجرت عصر امس «أمام باب بناية مؤسسة المصطفى الثقافية التابعة للسيد السيستانى، الواقع ة في مدينة الحلة جنوبي بغداد، مضيفا «ان الانفجار لم يسفر عن إصابات بسبب خلو البناية من الأشخاص ساعة وقوع الانفجار». إلى ذلك، قال شهود عيان في مدينة كربلاء ان مسلحَين يستقلان دراجة بخارية اغتالا صباح امس رميا بالرصاص بتول محمد رئيسة منظمة «البتول» للمساعدات الإنسانية في محافظة كربلاء وذلك بعد خروجها من منزلها في حي المعلمين وسط المدينة. ولم تُعرف دوافع الهجوم او الجهات التي تقف خلفه.

أعلن الجيش الاميركي مقتل اربعة جنود اميركيين واصيب 12 آخرون بجروح امس في مدينة بعقوبة شمال بغداد.

( بغداد، د ب أ، أ ف ب، يو بي آي)

back to top