تحديات واستحقاقات تواجه طهران على جبهتين

نشر في 06-08-2007 | 00:03
آخر تحديث 06-08-2007 | 00:03
تواجه الجمهورية الاسلامية الايرانية اليوم عدداً من الاستحقاقات المهمة على صعيد علاقاتها الدولية والاقليمية، وأول هذه الاستحقاقات يتمثل في البحث عن صيغة مشتركة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتسوية القضايا العالقة ذات العلاقة بالبرنامج النووي، مع وفد رفيع المستوى من مسؤولي وخبراء الوكالة الدولية من المتوقع وصوله إلى طهران اليوم. والاستحقاق الآخر الذي بدوره يحمل آثارا ودلالات إيجابية ومهمة على مجمل اوضاع وتطورات ومستقبل المنطقة يتمثل في استئناف الجولة الثالثة من المباحثات الثلاثية، الايرانية-الاميركية-العراقية في العاصمة بغداد، بعد الانجازات التي خلفتها الجولات السابقة، بحسب تعبير عدد من المسؤولين الايرانيين والعراقيين في آن معاً، وربما تطفو نتائجها على السطح لاحقاً.

وفي طهران من يحاول الربط بين الاستحقاق الاول والمباحثات الراهنة في بغداد بشأن العراق ويرى ان تلطيف اجواء العلاقات بين الجمهورية الاسلامية والولايات المتحدة الناتج عن الحوار المباشر بشأن العراق، سيكون له تأثير ايجابي على مسار الملف النووي، لأن واشنطن هي التي تقف عائقاً امام المشروع النووي الايراني السلمي، ولذلك فان الولايات المتحدة من خلال إعادة النظر في مواقفها، ستساعد على تنفيس الاحتقان في الازمة النووية.

لكن المتحدث باسم الخارجية الايرانية محمد علي حسني في مؤتمره الصحفي الاسبوعي الذي عقده أمس رفض هذا الربط، وقال ان موضوع تعليق الانشطة النووية الايرانية ومن ضمنها عملية تخصيب اليورانيوم الصناعي غير قابل للنقاش لا في اطار نتائج المفاوضات المتواصلة بين الحين والآخر بين طهران والاتحاد الاوروبي، ولا في اطار أي موضوع آخر.

وتقتصر زيارة مسؤولي وخبراء الوكالة الدولية التي تستغرق أربعة أيام إجراء لقاءاتٍ مع الفنيين الايرانيين وعدد من مسؤولي المجلس الاعلى للامن القومي الايراني لوضع خطة عمل جديدة لتسوية القضايا العالقة في مدةٍ اقصاها شهران. ولم يُدرج على جدول أعمال الوفد خلال هذه الزيارة أي عمليات تفتيش للمنشآت النووية الايرانية في اراك أو في نطنز ولا في غيرهما من المنشآت النووية الحيوية.

وفي ما يخص جدول أعمال الجولة الثالثة من الحوار الايراني-الاميركي والتوقعات المرجوة منها علمت «الجريدة» من مصادر موثوقة في طهران انه تم تحديد الخبراء الامنيين الاعضاء في اللجنة الثلاثية وصلاحياتهم ومهامهم التي سوف يضطلعون بها لمواجهة التحدي الامني في العراق والبحث عن سبل إعادة الاستقرار إليه، وهذا ما أشار إليه المتحدث الرسمي باسم الخارجية الايرانية عندما قال «سوف يتم طرح القضايا ذات الاهتمام بالنسبة للجانب العراقي في هذه اللجنة، بينما سيتم في وقت لاحق الاعلان عن تفاصيل أخرى بما فيها مستوى المحادثات ومكان عقدها بعد الاتفاق عليها».

وتكهنت المصادر بأن يباشر خبراء اللجنة الامنية الثلاثية المشتركة الذين تم اختيارهم مسبقاً، أعمالهم فور انتهاء الجولة الثالثة من المباحثات بين سفيري كل من طهران وواشنطن في بغداد لبحث ومناقشة سبل اقرار الامن ومكافحة الارهاب في العراق.

وتعقيباً على استئناف الجولة الثالثة من الحوار الايراني-الاميركي، يعلق مسؤول ايراني كبير بالقول: «اننا لم نقسم يميناً بألا تقام علاقات دبلوماسية بين طهران وواشنطن إلى الأبد، والعائق الوحيد يتمثل في وجود شكوك في نوايا الجانب الاميركي، وربما من المنتظر أن تؤدي المباحثات الجارية في بغداد إلى تبديد الشكوك وانهيار جدار عدم الثقة بين البلدين».

 

back to top