عبد الله الفهيد لـ الجريدة: لن تُسيّس الجامعة ما دمت مديرا لها

رفض مدير جامعة الكويت أ.د عبدالله الفهيد تسييس الجامعة، موضحا أن الحرم الجامعي له حرمته وعلى الجميع احترام اللوائح والقوانين المعمول بها داخل أسواره.

وبين أن أشخاصا مدفوعين من قبل بعض الأحزاب هم وراء الحملة الإعلامية التي يواجهها من قبل إحدى الصحف للضغط عليه لتقليدهم مناصب قيادية في الجامعة ، موضحا انه لم يخالف اللوائح والقوانين الجامعية بخصوص تشكيل اللجان الخاصة باختيار العمداء لان مجلس الجامعة قد فوضه بتشكيل اللجان.

واكد الفهيد في حديث خاص لـ «الجريدة» ان تطوير وتقييم مناهج ومقررات الجامعة مستمران، متمنيا مزيد من التعاون بين الاتحاد الوطني لطلبة الكويت والإدارة الجامعية.

وفيما يخص تدخل التيار الإسلامي في جامعة الكويت ذكر الفهيد أن العنصر الإسلامي موجود داخل الجامعة ولديهم العديد من الكفاءات، شأنهم في ذلك شأن التيارات الأخرى . وفيما يلي نص الحوار :

- بداية ما الجديد في الاعتماد الأكاديمي؟

بعض الكليات في جامعة الكويت حصلت على الاعتماد الأكاديمي مثل كلية العلوم الإدارية والهندسة والبترول ومعظم أقسام كلية العلوم والبعض الآخر في طور الحصول على هذا الاعتماد، والقلة منها لم تبدأ بعد فيه، ونحن نطمح الآن الى حصول كل الكليات على الاعتماد الأكاديمي لانه يعتبر هدفا استراتيجيا لضمان جودة التعليم الجامعي والمخرجات الجامعية، فبدونه لن يكون لنا دور إلى جانب الجامعات المتقدمة، فهي خطوة ضرورية بدأت بها الإدارة السابقة ونطمح في أن نستمر بها حتى ننتهي من اعتماد جميع الكليات أكاديميا .

-هل هناك خطة خمسية تسير عليها جامعة الكويت أم أنها تسير على خطط وقتية؟

مكتب نائب مدير الجامعة للشؤون العلمية هو الجهة المعنية بمتابعة خطة الاعتماد الأكاديمي والفكرة أن تكون هناك لجنة على مستوى الجامعة لمتابعته تجتمع وتتابع جميع الخطوات حتى يتسنى لها معرفة الكليات المتأخرة كي نساندها في الحصول على الاعتماد، وبطبيعة الحال هناك خطة خمسية، وأخرى عشرية للجامعة بصفة عامة اعدها مكتب نائب مدير الجامعة للتخطيط .

مستقل 

-هل صحيح أن د. عبد الله الفهيد ضيق الخناق على التيارات السياسية لخلق جامعة مستقلة بذاتها مما أدى إلى تحرك بعض التيارات إعلاميا ضدكم خصوصا أن هذه الحملات موجهة من قبل بعض الأشخاص؟

نعم، هناك أشخاص معروفون وراء الحملة الإعلامية التي تقف ضدي في بعض الصحف، فهي لم تحدث من فراغ أو دون تنسيق أو توجيه أو تطابق مصالح، فهناك بعض الأشخاص لديهم «مشكلة» مع عبد الله الفهيد لأنه يرفض أن يكون مطيعا لهم، والبعض الآخر ممن تختلف توجهاتهم الحزبية أو الطائفية معي، فمثلا بعضهم ينطلق من نظرة حزبية ضيقة، فأنا مستقل ولا انتمي إلى أي تيار، ولا أساوم أي تيار سواء كان إسلاميا أو ليبراليا أو قبليا فبعض الأشخاص الذين ينطلقون من هذه الأحزاب يسعون إلى أن يتبوأ «ربعهم» أي منصب قيادي في الجامعة، فلن يحصلوا عليها الا عن طريق الكفاءة فقط .

وأخيرا هناك أشخاص قلوبهم مليئة بالحقد ولا يحبون الخير لأحد ولا يرتاحون إلا إذا أججوا الوضع في الجامعة فهم يقاتلون كي تعم الفوضى والصدام، ولكن نحمد الله أننا في جامعة يعرف أغلبية أساتذتها أننا نعمل من اجل الإصلاح فقط ورفع اسم الجامعة عالميا وبالتالي لا يستجيبون لأصوات الحاقدين، وبالمناسبة هم معروفون للجميع .

تيارات

-هل ترى أن هناك وجودا واضحا من قبل التيارات السياسية داخل أسوار الجامعة؟

جامعة الكويت فيها تيارات مختلفة وتعكس المجتمع الذي نعيش فيه خارج أسوارها، فبالتأكيد هناك تيارات سياسية وكذلك قبلية ودينية سواء كان ذلك على صعيد أعضاء هيئة التدريس أو الطلاب، أما فيما يخص أعضاء هيئة التدريس فنحن حريصون على أن تكون الكفاءة هي المعيار أولا وأخيرا، ولا دخل للتيار الذي ينتمي إليه في تحقيق ذلك، فنحن لا نمانع من أن يكون الشخص ليبراليا أو إسلاميا طالما لا يقحم تياره في مجال عمله.

موقع الشدادية

-أين وصل البناء في جامعة الشدادية؟

مازالت الكليات تحت التصميم والجميع يعرف أن التصميم في مرحلة مكتبية لا تظهر فيها منشآت على ارض الواقع، ولكن نتوقع خلال عامين تقريبا ان تطرح المناقصة كي نبدأ عمليات البناء، وحسب الجدول الزمني لسنا متأخرين .

موقع الشويخ

-هناك فكرة من جانبكم بأن تكون هناك جامعة حكومية أخرى غير جامعة الكويت، ماذا تقولون؟

الوضع الحالي المعتمد من مجلس الوزراء ومجلس الجامعة أن هناك جامعة واحدة وهي الشدادية وستضم موقع الشويخ الذي سيلحق بالشدادية لأن هذا الموقع يحتوي على منشآت غير مخطط لها وعناصر لا يمكن أن تكون في الشدادية، وفي ظل توجه الدولة في دعم وإنشاء الجامعات الخاصة والترخيص لها فأنا لا أرى أي مبرر لإنشاء جامعة حكومية أخرى حيث انها ستنافس الجامعات الخاصة.

العلاقة مع اللجنة التعليمية

-كيف تقيمون تعاون اللجنة التعليمية في مجلس الأمة مع الإدارة الجامعية؟

قبل فترة وجيزة اجتمعنا باللجنة التعليمية في مجلس الأمة وكانوا متعاونين مع الجامعة بشكل أكثر من رائع، ونحن سعداء بوجود اللجنة التعليمية خصوصا بتشكيلتها الحالية .

قرار وزير التربية

-ما قضية السحب والإضافة التي اتهم فيها مدير الجامعة بأنه اصدر قرارا فيها؟

أولا أنا لم اصدر قرارا في هذا الموضوع، لكن مجلس الجامعة هو الذي وافق على القرار وصدر بقرار وزاري، وللأسف هناك من ادعى بأن مدير الجامعة يصدر القرارات منفردا دون الرجوع لأحد، وهذا الأمر يجافي الحقيقة كليا، لان قرار تقديم فترة السحب والإضافة قد مر على أكثر من لجنة وهي اللجنة التنفيذية ولجنة العمداء، ومن ثم عرض على مجلس الجامعة واصدر وزير التربية قرارا فيه، فالسحب والإضافة كانا يبدآن خلال بدء الدراسة، ولكن القرار لم يلغه بل جعله قبل بدء الدراسة بأسبوع، نعم هناك ملاحظات على تطبيقه ومن الممكن أن يعدل هذا القرار، ونحن على استعداد إلى الاستماع إلى جميع ملاحظات الكليات والاتحاد الوطني لطلبة الكويت والقوائم الطلابية لتلافي السلبيات، وأريد الكشف عن أن القرار سيعدل قريبا بما يحقق المصلحة العامة ونتلافى السلبيات التي نتجت عن التطبيق.

-ما تقييم الإدارة الجامعية للأقسام العلمية الموجودة حاليا في الجامعة ولمركز الدراسات الاستراتيجية والمستقبلية في الفترة الماضية؟

الأقسام العلمية تتبع الكليات التي تتفاوت في مستواها، فهناك كليات متميزة وأخرى نطمح أن يتحسن وضعها للأفضل.

اما بالنسبة لمركز الدراسات الاستراتيجية والمستقبلية فأود أن اطرح سؤالا: ما الدراسات الاستراتيجية والمستقبلية التي قدمها المركز ليس خلال السنة الحالية ولكن خلال السنوات الماضية؟ نحن نريد أن نفعل دور المركز في الدراسات العلمية لا أن نكتفي بالندوات أو الحلقات النقاشية، فالمطلوب أن نقوم بعمل دراسات استراتيجية ومستقبلية وعلمية وتتم من قبل باحثين وتعتمد على المنهجية العلمية الحديثة علما بأن هناك ميزانية تقدم لمن يرغب إذا تقدم إلى المركز لإجراء بحث علمي، وأنا في هذا الصدد لا أريد أن أتحدث فقط عن تقييم مركز الدراسات الاستراتيجية والمستقبلية ولكن لابد أن يكون هناك تقييم لجميع المراكز في جامعة الكويت ويكون هناك معيار يقوم على أساس للحكم على أداء هذه المراكز وهو الانجازات التي قامت بها تلك المراكز.

-ماذا تقولون عن نقابة العاملين في جامعة الكويت؟

نقابة العاملين في جامعة الكويت عنصر بناء في الأسرة الجامعية، ودورها وإسهاماتها طيبة وأنا سعيد بوجودهم في الحرم الجامعي، وعلى أتم استعداد للتعاون معهم.

مقرر خاص بالحوار

-كيف تتصدون لظاهرة العنف الطلابي في الجامعة؟

العنف الطلابي هو انعكاس لظواهر نجدها خارج أسوار الجامعة سواء كان في المدارس الحكومية أو في الشارع، وفي السابق كنا نتناقش من خلال الحوار، ولكن الحاصل الآن شيء مؤسف ويجب معالجته، وهناك بعض المظاهر السلبية التي تحدث في الجامعة مثل التدخين يجب معالجتها في البيت من خلال الأسرة، فنحن في الجامعة علينا جانب من حل قضية العنف الطلابي من خلال طرح مقرر يعالج أو يشرح مفاهيم الحوار والنقاش والاختلاف بأسلوب حضاري، لكن يبقى دور الأسرة مهما وضروريا.

عقوبات

-هل ترى أن العقوبات لا تطبق في جامعة الكويت خصوصا بعد أحداث «معركة» كلية الهندسة والبترول التي شارك فيها نحو 40 طالبا ولم يعاقب إلا طالبان فقط؟

أود التأكيد انه يجب التعامل بشدة مع كل من يقوم بمثل هذه التصرفات التي لا يقبلها المجتمع الكويتي لأنها تصرفات منبوذة وظاهرة غريبة علينا، ونتمنى من القوائم الطلابية أن تقوم بالتهدئة بين الطلبة وان تكون هناك رقابة ذاتية فيما بينهم، وان تنبذ القوائم الطلابية المندسين الذين يريدون العنف وسيلة لتحقيق أهدافهم.

تعاون الجميع

-هل هناك خطة مستقبلية لتطوير الأمن والسلامة واستخدام الهوية الجامعية في دخول الطلبة الى الجامعة؟

لن يحدث أي تطوير إذا لم يتوافر التعاون بين الاتحاد الوطني والجمعيات العلمية والقوائم الطلابية واتفاقهم مع الإدارة الجامعية على أجندة معينة، فلا بد أن يعي الجميع أنه من غير المعقول أن يدخل الحرم الجامعي كل من هب ودب، لذلك لابد من إبراز الهوية الجامعية عند الطلب، كما يجب تنظيم عملية دخول السيارات في جميع المواقع.

-من هو الأمين العام القادم للجامعة؟

«علمه عند ربي».

-كلمة أخيرة تختتم بها اللقاء؟

أريد القول ان البعض وفي فترة اختيار العمداء يحاول أن يضغط بوسائل مختلفة لاختيار مرشحيه أو من يمثله، ورسالتي التي أريد أن ابعث بها للجميع هي أن عبد الله الفهيد لا يخضع للضغوط لأن اختيار العمداء سوف يتم بناء على توصيات وترشيحات لجنة العمداء، ولن اخرج عنها وأن واختاري للشخص سيكون من خلال الكفاءة، كذلك يجب أن يكون الشخص الذي سيقع عليه الاختيار عنصرا فعالا في كليته بشكل خاص والجامعة بشكل عام، وفي النهاية أود أن اشكر «الجريدة» على هذا اللقاء لإتاحتها لنا الفرصة لتوضيح بعض القضايا الجامعية.

اتهامات مرسلة

حول الاتهامات التي توجه إلى مدير الجامعة بأنه متسرع في اتخاذ القرارات ولا يعود إلى نوابه، علق الفهيد قائلا: لدي تعليق عام على هذه الاتهامات المرسلة التي تطلق من دون تحديد واقعة معينة، فإطلاق الاتهامات جزافا ضد أي شخص أمر غير مقبول، فمن يدع أن د. عبد الله الفهيد يقف ضد ترقيات أعضاء هيئة التدريس فليأتني بحالة واحدة أو اسم شخص واحد وقفت ضده أو رفضت ترقيته في أي قسم أو كلية.

لا تدخل في عمل اللجان

وحول وجود مساومة من قبل بعض الأطراف قبل اختيار العمداء، قال الفهيد: حاليا لا أحد يعرف من سيتم اختياره من المرشحين للعمادات المختلفة، وسيتم التنسيق مع وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي قبل عرضه على مجلس الجامعة، وقد قمنا بتشكيل لجان بحث واختيار وهي حسب اللوائح والقرارات صادرة من مجلس الجامعة وهذه اللجان تركت لتعمل باستقلالية كاملة من دون تدخل مدير الجامعة أو أي جهة أخرى لكي تقوم بمهامها، وهي للأمانة قامت بذلك بمهنية عالية، وحين يتم الإعلان عن أسماء المرشحين سيعرف الجميع أن هذه اللجان لا يمكن أن تكون مجيرة أو شكلية.