موظفو الانماء الاجتماعي : نريد هويتنا المفقودة ولسنا طرفاً في التجاوزات بعد وضعهم تحت مظلة الوزراء ... لا كادر ولا خطط ولا بدل

نشر في 12-09-2007 | 00:00
آخر تحديث 12-09-2007 | 00:00
No Image Caption

بعد مضي نحو 17 عاما على الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت يجد العاملون في مكتب الإنماء الاجتماعي، التابع للديوان الأميري سابقا، أنفسهم وقد ضلوا الطريق، ولم يعد بإمكانهم فهم القرارات التي صدرت بشأن تغيير تبعية المكتب ليكون تحت إشراف ديوان سمو رئيس مجلس الوزراء.

«تخبط» إداري يعيشه العاملون في مكتب يعاني شللا تاما شمل الخطط والمشاريع المستقبلية والتنموية النفسية والاجتماعية، تلك التي عكف الموظفون والمختصون في المكتب على متابعتها وتنفيذها طوال السنين المنصرمة، بينما شهد تسربا واضحا لكثير من الموظفين ممن وجدوا في مؤسسات حكومية أخرى ضالتهم المنشودة.

حالة من الاستنكار والتذمر تسود أروقة المكتب هذه الأيام لعدة أسباب أهمها انعدام الهوية الحقيقية للمكتب، فبعد أن تم تعديل القرار الصادر في نوفمبر 1992 والذي يقضي أن تحول تبعية مكتب الإنماء الاجتماعي من الديوان الأميري إلى هيئة تابعة لمجلس الوزراء، والسبب التجاوزات التي عمد بعض مديري المكتب المنتدبين سابقا على ارتكابها، بات من الضروري أن يعتبر كل موظف في المكتب نفسه جزءا من طاقم العمل في المجلس مع احتساب كل استحقاقاته المالية.

وعلى الرغم من ذلك تقول إحدى الموظفات «منذ أن انتقلت تبعيتنا للمجلس لم نتسلم الكادر الخاص بنا، بينما توقف صرف بدل الوظائف الإشرافية»، فضلا عن ذلك، لم يتم تشكيل هيكل وظيفي للمكتب ولم يمنح موظفو المكتب الكادر الوظيفي أسوة بالجهات التابعة لمجلس الوزراء، علما بأنه تم صرف الكادر لموظفي المجلس في الفترة الأخيرة.

ويبين بعض العاملين في المكتب أن موظفي المكتب ليسوا مسؤولين عن التجاوزات التي حدثت والتي قام بها مديرون سابقون، حيث قاموا بتشكيل فرق إنمائية كلفت المكتب مبالغ طائلة صرفت لمنتفعين من خارج المكتب، مما أثر سلبا في المستقبل المهني لموظفي المكتب.

ويتساءل هؤلاء الموظفون «إذا انتفت الحاجة الى الخدمات الإرشادية والتوعوية التي يقوم بها المكتب فلماذا لا يطلب منهم الرحيل أو البحث عن بدائل مناسبة؟»، وإن كانت مهمة المكتب قد انتهت بانتهاء الوظيفة المناط بها، فإن تساؤل هؤلاء الموظفين في محله ويحتاج الى إجابة صريحة وواقعية من المسؤولين.

وبالنظر إلى مسيرة المكتب التاريخية فقد تمكن القائمون على إدارة المكتب خلال فترة الأربع عشرة سنة الماضية من إرساء قواعد العمل ونظمه على أسس سليمة ومتكاملة ووضعه في المكانة العلمية المشابهة، ويرجع الفضل في ذلك إلى الرعاية السامية التي أولاها سمو أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح بالدعم المادي والمعنوي، وإلى جهود العاملين خلال فترة الإنشاء التي كانت فترة عطاء وتحد وعمل متواصل، ثم تبلورت أمام المكتب المهمة العاجلة له ووضع الخطط التنفيذية للتوازن بين التوجهين، الوقائي بتخليص الإنسان الكويتي من الآثار والشروخ النفسية للاحتلال، والبنائي بإعادة بناء الذات وتنميتها.

وقد تم تأسيس مكتب الإنماء الاجتماعي بمبادرة من سمو الأمير الراحل المغفور له الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح بمرسوم أميري في تاريخ 21/4/1992 رقم 63/92 سنة 1992، حيث كانت مبادرته تقديم الخدمة النفسية مجانا وهو أول من اهتم بشكل مباشر وشخصي بالصحة النفسية لأبناء شعبه بعد أزمة 1990.

وقد تم تكريم سموه، رحمه الله، بجائزة دولية من المؤسسة الدولية لضغوط الحوادث الحرجة بالولايات المتحدة شهر إبريل 2001 تقديرا وعرفانا من المؤسسة للدور الكبير الذي قام به سموه لحرصه واهتمامه بالصحة النفسية من خلال مكتب الإنماء الاجتماعي... والمسيرة موصولة تحت قيادة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وسمو ولي عهده الامين الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح.

والعمل متواصل في مكتب الإنماء الاجتماعي في تحقيق أهدافه وأغراضه السامية في خدمة المواطنين بتقديم الخدمات الإرشادية لجميع الفئات العمرية في المجتمع الكويتي.

والمرسوم الأميري الذي صدر يقتضي بتجميع الجهود وحشد الامكانات المادية والفنية للعمل على معالجة الآثار النفسية والاجتماعية والتربوية التي خلفها العدوان العراقي الغاشم وإعادة تأهيل الذات الكويتية لتصبح آمنة مطمئنة تمارس دورها الطبيعي في إنماء مجتمعها وإكمال مسيرة البناء فيه.

المكتب يمارس عمله منذ أربعة عشر عاما، وتكونت لديه خبرات متعمقة ضمن إطار علمي مدروس في ممارسة الإرشاد النفسي، الأسري، والاجتماعي، ويضم المكتب مجموعة متميزة نفتخر ونعتز بها من المرشدين والمرشدات والباحثين والباحثات والاستشاريين المتخصصين في الإرشاد النفسي. وله العديد من الإصدارات والنشرات العلمية المتخصصة التي تتناول القضايا النفسية والاجتماعية والأسرية من جوانب مختلفة.

يؤكد غالبية العاملين في المكتب، الذي يضم حاليا نحو 90 موظفا وموظفة، أن مكتب الانماء ليس مكانا للعمل فقط، بل مكان للعلم أيضا، حصلوا من خلاله على عدة شهادات تخصصية في مجال علم النفس أهمها الماجستير بالإرشاد النفسي وشهادة ممارس في نظريات علم النفس. وبالتالي استطاعوا تشكيل قاعدة ركيزة من مجاميع توصل رسالتهم كسفراء للمكتب.

يؤكد العاملون في المكتب اعتبار مكتب الإنماء الاجتماعي ظاهرة حضارية مشرفة، الأمر الذي جعل بعض دول مجلس التعاون الخليجي تحذو حذو دولة الكويت بهذا الصدد، فحرصت على إنشاء مكاتب اجتماعية تقدم الخدمات النفسية والإرشادية تشابه في أغراضها وأهدافها أغراض وأهداف مكتب الانماء الاجتماعي.

ويعبر هؤلاء عن شكرهم الجزيل لديوان سمو رئيس مجلس الوزراء لاحتضانه لهم، وأعربوا عن تمنياتهم بمساندة المجلس لهم، ودعم الخطط المستقبلية للمكتب، مطالبين بتعزيز مفهوم العدالة وانصافهم ومنحهم حقوقهم المسلوبة.

مساهمات المكتب الدولية

• سنة 95 ساهم مكتب الإنماء بمكتب شبيه في فيتنام

• سنة 97 تم ترشيح مكتب الإنماء لجائزة جمعية بحوث آثار صدمات ما بعد الحروب، ولكن للأسف تم تقديمها لإسرائيل بعد وفاة إسحاق رابين

• وبداية 2002 حصل مكتب الإنماء على درع التميز من منظمة الـ biofeedback لوجود مركز الـ biofeedback وهو من المراكز المتقدمة بالشرق الأوسط

• ساهم المكتب في دورات تأهيلية للأطباء النفسيين لصدمات ما بعد الحروب في لبنان سنة 2002

• تم عقد لقاءات مع الأطباء النفسيين بالعراق في الكويت في فندق ساس أكتوبر سنة 2003 في مؤتمر لتأسيس مركز الصحة النفسية بالعراق فتم تبادل الخبرات وتنظيم الدورات لهم

back to top