شاكر لعيبي: أصوات العصافير ساعة بيولوجية في داخلي

نشر في 10-06-2007
آخر تحديث 10-06-2007 | 00:00
No Image Caption
شاكر لعيبي شاعر وباحث عراقي يقيم في تونس، اصدر حديثاً كتاب «العمارة الذكورية» عن شركة رياض الريس للنشر، ومجموعة “عقيق مصري” عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، وتتضمن قصائد تصوّر تجربة الشاعر بإدراج القافية في قصيدة النثر التي أثارت زوبعة من النقد حينما أطلقها في مجموعته السابقة “الحجر الصقلي”. معه هذه الدردشة.

السعادة المطلقة في نظرك؟

أن يعمل عقلك من دون تدخلات خارجية، وجسدك من دون ضوابط قسرية. أن تجري الحياة كما يجري النهر، وإذا ما صادف عقبة فسيجد وسيلة ما لاجتيازها واختطاط مساره من جديد.

ما الذي يحثّك على النهوض من فراشك في الصباح؟

أصوات العصافير الصاخبة جدا في الحديقة المجاورة كما الساعة البيولوجية في داخلي.

آخر مرّة ضحكت من القلب؟

في فندق شيراتون في أربيل هذا الشهر، ضحكت من القلب لأنني كنت أبكي في الحقيقة.

آخر مرّة بكيت فيها؟

في فندق شيراتون في أربيل هذا الشهر، ضحكت من القلب لأنني كنت أبكي في الحقيقة، ولم يعرف أحد بذلك حتى اليوم الذي قرأت فيه قصيدتي “قراطيس العائد” فانفجرت بالبكاء أمام الجمهور في أبياتها الأخيرة.

ما هي السمة البارزة في طبعك؟

المرح الشديد والتيقظ العالي والحيوية القريبة من العصبية الممتزجة كلها بالدخان والكلولسترول.

وأبرز مساوئك؟

الإحساس الخاطئ الذي يمنحه شكلي الفيزيكي للآخرين بالتعالي. وهو أمر لست مسؤولا عنه تماما.

مع أي شخصيّة تاريخيّة تتماهى؟

لو سُمح لي بإبراز الشخصيات التي يعج بها كتاب الأغاني للأصفهاني فمن دون شك ستكون بعضاً من الشخصيات المهمشة فيه أصدقاء لي، وبعضا من الشخصيات المعروفة من أكثر الأشخاص الذين لا أتماهى معهم. سأضحك كثيرا مع شاعر يلقب بـ«وجه الحمار»، سأتأمل حذلقات أبي تمام وقدرات المتنبي، من جهة أخرى وفي مكان آخر ثمة بودلير بتمرده ورفعة شعره وانحنائه على الفن التشكيلي، الخ.. الخ. سأتماهي باختصار مع الحياة التي يعج بها كتاب الأغاني، والسهوب التي هرب إليها مثلا رامبو وبودلير.

أبطالك اليوم؟

عباس ابن فرناس وأرسطو كلاهما.

رحلتك المفضلة؟

تلك التي قمت بها إلى قرغيزيا (أو قرغستان) انطلاقا من أبو ظبي، على طائرة نرى الأخشاب التي تكوّن أرضيتها. ثم رحلة ابن فضلان وبعدها رحلة أبي دُلف. ورحلة أخرى كارثية قمت بها إلى كندا، وإذا ما استعدنا كلمة ناظم حكمت التي ليكت كثيرا: الرحلة التي لم أقم بها بعد.

من هم كتّابك المفضلون؟

في صباي كان مالرو في “القدر البشري” والروائيون الأميركيون من جيل شتاينبك، اليوم بالطبع ومن دون منازع مؤلف “مئة عام من العزلة” ويوسا على التوازي.

موسيقارك المفضّل؟

عربيا محمد عبد الوهاب، وفاغنر أوروبيا، وأحيانا عازف العود أحمد المختار.

الأغنية التي تدندن لحنها في الحمّام؟

«يا حَمَام. يا حَمَام»

كتابك المفضّل؟

سؤال صعب. سأقول غالبية الكتب التي أشتريها عادة، وليس تلك المهداة لي.

فيلمك المفضّل؟

دولشي فيتا لفلليني، ومعظم أفلامه كما أفلام بازوليني، المدرعة بوتمكين، «مكعب» فيلم استرالي غريب، تاركوفسكي وغالبية أفلامه، لا يوجد فيلم واحد مفضل، «الأرض» ليوسف شاهين.

رسّامك المفضّل؟

لن يكون فان غوغ، سيزان من دون شك.

شرابك المفضل؟

عصير الرمان.

لونك المفضّل؟

الأزرق والبنفسجيات الفاتحة. الأزرق على الصحون خاصة، والبنفسجي في أثواب نوم السيدات العازبات أو المطلّقات.

نجاحك الأبرز؟

أنني وصلت إلى المكان المتواضع الذي وصلت إليه من دون مظلة البتة ولا طائفة ولا حزب، وأنني أقلق بأعمالي الشعرية أقراني المحصنين بكل أنواع المظلات العربية الشمسية والقمري.

الموهبة التي تتمنى امتلاكها؟

العزف على آله موسيقية أو الغناء. حرام أن يكون المغني العربي- حتى التافه منهم- أكثر حضورا في الضمير الشعبي من خيرة الشعراء العرب. أفضل أن تكون زينب عساف بشهرة هيفاء وهبي وغناها مثلا. وأنا نفسي بشهرة كاظم الساهر وأمواله. الأرداف زائلة لا محالة. النص وحده الذي يبقى.

أعزّ أمر على قلبك؟

الانسان البريء والحيوان الطاهر، خصوصا حيوية العصافير وهشاشتها التي تذكرني بهشاشة الإنسان وحيويته في النظام الكوني.

متى تكذب؟

أكذب كذبة بيضاء. عندما تكون الحياة سوداء.

لو كان بإمكانك أن تغيّر شيئاً من مظهرك؟

أغير أسناني وعمودي الفقري.

أكره الأشياء على قلبك؟

المزابل في العالم العربي، وهي برهان آخر على ذكورية العمارة: كل شيء جميل ومرتّب داخل البيت، فور خروجك منه تجد المزابل متراكمة على جدرانه.

شاغلك المفضّل عندما لا تكذب؟

السفر، حتى داخل المدينة الواحدة. ثم الثرثرة والضحك بصوت عال، القهقهة والكركرة التي لعلها توقظ الضمائر الميتة.

أعظم مخاوفك؟

ألا يحبني أحد. لم أعد أخاف من الموت، تجاوزت هذه الفوبيا.

 شعارك؟

مثل شعبي تونسي يقول ما معناه: “من لديه الكثير من النقود يضع الحناء حتى في مؤخرته».

متّى تود أن تموت؟

لا أريد أن أموت عندما أريد.

اكتب شاهدة قبرك.

هنا يرقد شاعر لم يستطع إكمال أعماله الكاملة.

مجموعات شعرية

أصابع الحجر، بغداد 1976

نص النصوص الثلاثة، بيروت- دار العودة 1982

استغاثات، ، دمشق 1984

بلاغة: نص وعشرون تخطيطاً، دار الفارزة، جنيف 1988

ميتافيزيك، دار الفارزة، جنيف 1996

كيف، دار المدى ، بيروت 1997

الحجر الصقيلي، دار الآن، بيروت 2001

back to top