اجتماع باريس اللبناني يبدأ عصر اليوم

نشر في 14-07-2007 | 00:00
آخر تحديث 14-07-2007 | 00:00
No Image Caption
فرنسا تطمح إلى إجراءات بناء الثقة كحد أدنى
تبدأ عصر اليوم أعمال اللقاء التشاوري اللبناني في لاسيل «سان كلو» القريب من باريس برعاية وزير الخارجية برنار كوشنير تحت عنوان دعم الدولة اللبنانية ومؤسساتها. وإذا كانت باريس تؤكد أن هذا الاجتماع الذي سيضم ممثلين عن الكتل النيابية الـ 14 وخمسة شخصيات في المجتمع المدني هدفه المباشر «كسر الجليد» بين الأطراف اللبنانية وإيجاد أرضية للحد الأدنى من القواسم المشتركة وبناء الثقة بين الفرقاء اللبنانيين إلا أنها تطمح الى المساهمة بدور «كاسحة الألغام» لإبطال مفعول عدد من «القنابل الموقوتة» التي تهدد تسوية الملفات السياسية العالقة وهي حكومة الوحدة الوطنية ورئاسة الجمهورية ووضع قانون انتخابي جديد.

وأظهرت باريس في الأيام القليلة الماضية رغبة أكيدة في تجاوز مطبات ما نقل عن الرئيس نيكولا ساركوزي من أقوال لعائلات وذوي الجنود الاسرائيليين الأسرى لدى «حزب الله» ومجموعات فلسطينية، وأبدت براغماتية لافتة حيال هذا الحزب، حيث حقق نقطة أساسية لمصلحته حين تراجع الناطق باسم قصر الاليزيه دافيد ماريتنون، مؤكدا «أن بلاده لا تنوي وضع هذا الحزب على لائحة الارهاب الأوروبية ذلك أنه لاعب سياسي أساسي في الحياة السياسية، واستعادت موقفها التقليدي منه على غرار عهد الرئيس السابق جاك شيراك.

وفي الواقع أن الوزير برنار كوشنير الذي أطلق فكرة اللقاء اللبناني - اللبناني في باريس يريد القيام «بدور المسهل» و«الوسيط النزيه» لسببين: الأول، معرفته الدقيقة بالوضع السائد اليوم في لبنان وما يحمل من مخاطر. والثاني، لأن المرحلة الجديدة بعد إقرار المحكمة الدولية عبر الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة مختلفة نوعياً عما قبلها.

هذان السببان دفعا كوشنير إلى الجهد علناً بأنه من الواجب التحرك بسرعة لحض الأطراف اللبنانية على استئناف الحوار مقدمة لحلحلة ما يستعصي من قضايا سياسية ودستورية.

وتقول مراجع دبلوماسية فرنسية «إن العد التنازلي قد بدأ ولابد من دق ناقوس الخطر، فإذا كنا تحملنا حتى الآن الفوضى السياسية (chaos) ودعمنا بقوة حكومة الرئيس فؤاد السنيورة إلا أننا لا يمكننا الاستمرار في سياسة الانتظار، ونحن نلمس لمس اليد احتمال قيام فوضى دستورية إضافية تزيد الطين بلة وتهدد بخروج الوضع الحالي عن السيطرة والاستحقاق الرئاسي على الأبواب». زد على ذلك الاشتباكات بين الجيش اللبناني وجماعة «فتح الإسلام» واحتمالات تمددها جنوباً إثر عملية التفجير ضد «اليونيفيل».

وتأمل هذه المراجع في «أن يؤدي هذا الاجتماع قرب باريس إلى فتح كوة لإطلاق ديناميكية من شأنها، إذا قيد لها النجاح، أن تنقل الحوار إلى مستوى أعلى».

وترغب هذه المراجع في الاقتداء بنمط عمل لقاءات «شاتمهاوس» لإطلاق «حوار مفتوح لا يفرض حلولاً على أحد بل يدفع باتجاه مساعدة المتحاورين على التواصل إلى رؤية مشتركة من أجل تعزيز بناء الدولة اللبنانية ومؤسساتها خصوصاً بعد بروز أزمات سياسية معقدة».

وتؤكد هذه المراجع الدبلوماسية الفرنسية «ان الوزير كوشنير سيقوم بدور الوسيط النزيه»، الأمر الذي يؤسس لمراجعة تكتيكية لسياسة باريس حيال الملف اللبناني. وليس من المستبعد في هذا السياق أن يتوافق المجتمعون على تشكيل لجنة متابعة للنظر في الاجراءات الكفيلة بتخفيف الاحتقان بين الأطراف اللبنانية تمهيداً «لايجاد مخارج سياسية للانتخابات الرئاسة والحكومة وقانون الانتخابات.

وبغض النظر عن كل ذلك يبقى أن «حزب الله» يشارك بعد عام على حرب تموز/يوليو وبطريقة رسمية في أعمال اللقاء التشاوري اللبناني فيما كانت فرنسا في ذلك الوقت تحمله وزر اندلاع هذه الحرب الاسرائيلية على لبنان، حيث وصف الرئيس جاك شيراك «حزب الله» بالمغامر.

ولعل استقبال ممثلين عنه بطريقة علنية ورسمية إلى جانب ممثلين عن الاطراف السياسية الأخرى يؤشر إلى مكانة هذا الحزب ودوره ونفوذه في لبنان كرقم صعب لا يمكن الاستغناء عنه في المعادلة الداخلية كما أقر بذلك قصر الاليزيه.

back to top