الميول والسهولة ورغبة الأهل... محددات توجه شباب المستقبل الاختبارات والتقويمات ضرورة لتحديد الكلية المناسبة لقدرات الطلبة

نشر في 20-06-2007 | 00:00
آخر تحديث 20-06-2007 | 00:00
خلال التعرف على توجهات الطلبة عند اختيارهم تخصصا معينا من التخصصات الدراسية المتعددة، اختلف الطلبة في تحديد هذه التوجهات، حيث رأى البعض أن الميول هي التي تدفعهم نحو مجال دون الآخر، في حين رأى آخرون أن سهولة دراسة التخصص هي التي تتحكم في اختيار الدراسة الأكاديمية، وبعضهم من يرى أن التأثر برغبة الأهل وتطلعاتهم هما الغالب في اختيارهم لما سيدرسون.

من المعروف أن دخول الطلبة الى الجامعات في بعض الدول يعتمد على اختبارات وقياس قدرات ودراسات لتحديد ميول الطلاب قبل دخولهم اليها، وتوجيههم حسب النتائج إلى الكلية المناسبة لقدراتهم، بعد توفير فعاليات لهم تحرك رغباتهم وتفجر طاقاتهم لتتاح الفرصة للمختصين لكشف ميولهم. وأصبح ذلك ضرورة في كل المجتمعات، بينما تنتاب الحيرة الكثير من الطلبة في البلاد في المرحلة الثانوية وما بعدها، لعدم وجود جهات تنظم ميولهم وقدراتهم، وكون هذه المرحلة تمثل لهم نقطة انطلاق نحو المستقبل، فاختيارهم الكيمياء والرياضيات يذهب بهم إلى الكليات العلمية، أما اختيارهم المواد الأدبية فيؤدي بهم إلى نوع آخر من الدراسة يناقض الأول، فما الذي يحكم هذا الاختيار؟ هل هو الميول أم رغبات الأهل أم سهولة المجال؟ هذا ما أرادت «الجريدة» استيضاحه من خلال الآراء الآتية لبعض طلبة جامعة الكويت:

 تخصص مطلوب

 يرى أحمد القلاف الطالب بكلية الآداب، قسم الاعلام أن الميول من العوامل الرئيسة التي تؤثر في اختيار الفرد تخصصه، فبالنسبة له جاء قراره الالتحاق بكلية الآداب تلبية لميوله ورغباته، وحبا في ممارسة العمل الإعلامي، إضافة إلى أن الاعلام من أكثر التخصصات المطلوبة في قطاعات الدولة المختلفة سواء أكانت العامة أم الخاصة، لما له من أهمية في مواجهة مشكلات المجتمع وإيجاد الحلول لها، وشدد على أهمية عمل الطالب في مجال تخصصه، لأن ذلك مدعاة للإبداع والابتكار وتحقيق لمقولة «الرجل المناسب في المكان المناسب».

 فقط السهولة!

 وفي مقابل ذلك لم يؤيد الطالب في كلية الآداب، قسم الإعلام بدر شحيبر فكرة عمل الطالب الجامعي في مجال دراسته بعد التخرج «لان هناك الكثير من الطلبة يدرسون في تخصص معين لسهولته فقط وليس لانهم يميلون إليه»، موضحا أن ديوان الخدمة المدنية يوظف الكثير من الخريجين في جهات لاتمت إلى مجال تخصصهم بصلة.

 رغبة الأسرة

 طالب آخر من كلية العلوم الاجتماعية، تخصص في العلوم السياسية، هو علي البخيت قال إن للميول تأثيرا كبيرا في تحديد وجهته الدراسية، فهو يحب دراسة المواد الأدبية، ومن أجل ذلك اختار دراسة العلوم السياسية، مشيرا إلى أنه التحق بالتخصص العلمي في المرحلة الثانوية مدفوعا برغبة أسرته، إلا أن هذه الرغبة التي تتعارض مع تطلعاته لم تكن عائقا أمامه لبذل المزيد من الجهد لتحقيق الهدف في كسب الخبرة السياسية ليصبح شخصية قيادية مستقبلا. مضيفا «إن الطالب عندما يعمل في مجال تخصصه يكون ذا أفق واسع ويلم بكل دقائق هذا التخصص».

 الطموح والآمال

 ويتفق الطالب نايف الغيص،كلية العلوم الاجتماعية، تخصص نظم معلومات جغرافية مع الرأي السابق، فيقول إن سبب توجهه إلى الدراسات الاجتماعية هو ميوله الأدبية، فهو يهوى التعرف على تاريخ وجغرافية الشعوب والسياسات التي اتبعت في العصور القديمة والوسطى، مضيفا أن لآماله وطموحاته أهمية كبرى في إقباله على هذا النوع من العلم، معتبرا أن «نظم المعلومات الجغرافية من التخصصات ذات المستقبل المشرق التي من شأنها جعل الكويت دولة متطورة»، لاسيما أن عمل الطالب في مجال تخصصه هو سبب تفوقه وإبداعه لمعرفته الكبيرة بهذا المجال كونه مجال دراسته خلال السنوات الدراسية، بعكس من يعمل في مجال ليس مؤهلا له مما يصيبه باليأس والملل وعدم الإنجاز.

المحرك الأساسي

 يتفق الطالب سعود عمر، كلية العلوم الاجتماعية، تخصص علوم سياسية مع سابقيه، حيث يرى أن الميول والرغبات هما المحرك الأساسي في توجه الطالب نحو حقل معين من حقول العلم، فبالنسبة له يرى أن ميله إلى الحفظ ودراسة اللغات والأدب تحكم في مستقبله بتوجيهه إلى الالتحاق بهذه الكلية، مشيرا إلى حبه العميق للأخبار والأحداث السياسية العالمية منها والمحلية «فلولا هذا الحب العميق لما اخترت دراسة العلوم السياسية»، متمنيا أن يكون عضوا فاعلا في الحقل السياسي في المستقبل، وهو يرى أيضا أن الدراسة الاكاديمية تعين الدارس على الابتكار والتفوق «فإذا عمل الشخص في المكان المناسب لمجال تخصصه الاكاديمي وفق قدراته فلا شك في بلوغه أعلى المناصب».

 مساعدة الأمة

 أشار الطالب أحمد الثنيان، كلية العلوم الاجتماعية، تخصص علوم سياسية، إلى أن أغلب المواد العلمية لاتؤثر على نمط حياته، ومن أجل ذلك اختار دراسة المواد الأدبية، وضرب مثلا لذلك فقال «إن الطالب لا يستفيد من مادة الفيزياء، ولكنه يستفيد من علم النفس في كيفية التعامل مع الآخرين»، مبينا أنه يستمتع بدراسة القضايا الاجتماعية والسياسية، كقضايا الوطن العربي، منذ نعومة أظفاره، فتأثر بها واتجه إلى التخصص الذي رغب فيه حتى يساعد أمته في حل قضاياها العالقة منذ أمد بعيد بعد تخرجه.

back to top