إفتتاحية: عندما يكون الحكم حاضراً...

نشر في 20-09-2007 | 00:00
آخر تحديث 20-09-2007 | 00:00
حين يكون الحكم حاضراً، تحضر معه كل أشكال الاستقرار والطمأنينة... وحين يضع الحاكم النقاط على الحروف، ويتواصل مع شعبه، تتواصل الثقة وتتأصل، ويحل التفاؤل بديلاً عن التشاؤم وتنقشع الضبابية...

حين يحضر الحاكم تنجلي الهواجس وتتبدد الوساوس ويعرف المواطن أنه في أيد أمينة... وحين تكون الشفافية أو الصراحة أصلاً للعلاقة بين الحاكم والمحكوم ينمو الوطن بعافية شريانها التفاؤل ومنهلها التعاضد في البناء والتكاتف في العطاء...

حضور الحاكم، أصلٌ بُنيت عليه الكويت منذ نشأتها، ورعاية الحاكم أبناءه هي عبء الأمانة وجوهر مسؤوليتها في قيادة الأمة نحو مستقبل أفضل، مستقبل لا يبنى برمادية الرؤية أو ضبابيتها، مثلما يترعرع ويشب دائماً يافعاً بشفافية الاتصال والتواصل بين الحاكم والمحكوم، وهذا هو المنهج الذي بنى الكويت وحماها عبر ثلاثة قرون...

في الأشهر الماضية... وفي أجواء الإفراط في استعمال المسؤولية الحكومية أو سوء استعمالها أو المبالغة والشطط في الممارسة الدستورية البرلمانية عاشت البلاد حالاً من الاحتقان السياسي التي زادتها زخماً وأججتها فعلاً وتفعيلاً شائعات وأقاويل لم تأت من فراغ؛ لكنها لم تصدر عن مسؤول يتجرأ على تبنيها أو الاعتراف بها... أجواء مرت بها البلاد كادت تتحول إلى سحابة تغطي الوطن خصوصاً أثناء غياب حضرة صاحب السمو الأمير في رحلة العلاج والنقاهة...

غياب سموه ترك العجلة تدور في غير اتجاهها الصحيح، لكن عودته وحضوره وتواصله بشفافية مطلقة كفيلة بإعادة العجلة إلى الدوران في الاتجاه الصحيح خصوصاً أن الشائعات والإشارات التي غطت البلاد كانت بحاجة إلى حسم من راعي الأمة وولي أمرها، وهذا ما فعله صاحب السمو الأمير في لقائه مع رؤساء التحرير...

حسم سموه التشكيك في التمسك بالدستور بدعوته إلى الالتزام به، وبدد القلق بشأن تعليقه إلى ضرورة صيانته، وطمأن الذين يزعجهم الصراخ ليتعودوا على قبول الديموقراطية بعلاتها لكن ضمن أخلاق وآداب التخاطب...

حين يغيب الحاكم، تحضر الأقاويل والشائعات والضبابية، وحين يحضر تغيب كل حالات القلق... حين يحضر تحضر معه كويت المستقبل.

الجريدة

back to top