المكافأة الاجتماعية في الجامعة... إعانة أم إهانة ؟

نشر في 10-06-2007 | 00:00
آخر تحديث 10-06-2007 | 00:00
المكافأة الاجتماعية وما تشكله من أهمية، محور استطلاع رأي أجرته «الجريدة» مع عدد من طلاب وطالبات جامعة الكويت وكان ما يشبه الإجماع على أن تأخير صرفها يؤثر بشكل أو بآخر في تحصيلهم العـلمي ونفســيتهم .

بين سندان متطلبات الدراسة الجامعية؛ من شراء كتب علمية أو عمل أبحاث أو الالتحاق بدورات تدريبية، وبين مطرقة التعسف أو التأخير في صرف المكافأة الاجتماعية، يقف طلبة جامعة الكويت في حيرة من أمرهم، الى درجة جعلت بعضهم يتساءل: هل هذه المكافأة إعانة أم إهانة؟

المزيد من آراء الطلاب والطالبات في هذا الاستطلاع:

بداية،ً يقول خالد الرشيدي (طالب في كلية الهندسة والبترول تخصص هندسة كيميائية) إن المكافأة الاجتماعية «أمر ضروري وحتمي للطالب الجامعي، نظراً لاحتياجاته المتعددة والمتشعبة، سواء أكانت هذه الاحتياجات على المستوى الشخصي أو على المستوى الدراسي من كتب ومستلزمات دراسية وأبحاث علمية». وأيده في ذلك عبدالعزيز العنزي (طالب في كلية العلوم الإجتماعية تخصص علوم سياسية) إذ اعتبر الإعانة الاجتماعية مكملة للطالب، وأشار إلى أنها «تساعد الطالب على بلوغ أهدافه وطموحاته الدراسية من خلال شرائه للكتب والمجلات العلمية المتخصصة التي بدأت أسعارها ترتفع مع صعودنا لمراتب دراسية أعلى» متسائلا: هل الإعانة الاجتماعية أصبحت إهانةأم إعانة؟

من جانبها أكدت شريفة آل هيد (طالبة في كلية الهندسة والبترول تخصص هندسة ميكانيكية) أن المكافأة الاجتماعية ضرورية لبعض الطلبة «لأن بعض الطلبة يحتاجون إليها لأسباب عائلية» في إشارة إلى قصص كثيرة عن معاناة طلبة يرفض آباؤهم - أحيانا - إعطاءهم ما يغطي احتياجاتهم الدراسية البسيطة.

وبسؤال الطالبة آل هيد عن رأيها في ما يحدث من تأخير في صرف المكافأة قالت متذمرة بأنها شخصياً تأثرت من هذا التأخير، الذي يدفع بعض الطلبة إلى مد يدهم إلى أصدقائهم من أجل سد احتياجاتهم الدراسية الضرورية. وحملت مسؤولية التأخير إلى الإدارة الجامعية وقالت إن «الإدارة لا تهتم بمصلحة الطالب ، لأنها إذا كانت تهتم فإنها لن تتأخر في صرف الإعانة، مشيرة إلى أن مسؤولي الإدارة يصرحون دائما بأن مصلحة الطالب هي الأهم ولكننا للأسف لا نرى ذلك عمليا».

تؤثر في الوافدين

وعن تأخير صرف الإعانة الاجتماعية رأى سالم العنزي (طالب في كلية الهندسة والبترول تخصص هندسة كهربائية) أنه في هذه الحالة «علينا تغيير اسم الإعانة إلى إهانة، بسبب التأخير المتزايد الذي يحدث في صرفها ونرجو إيقاف هذه المشكلة لإعاقتها تقدم الطالب في دراسته الجامعية.

وأضاف العنزي أن «مشكلة التأخير لا تؤثر علينا بشكل كبير بقدر ما تؤثر على الطلبة الوافدين، فنحن الكويتيين أهالينا ولله الحمد غير مقصرين بحقنا، ولكن هؤلاء الطلبة الوافدين إلى الكويت للدراسة تحدث معهم مشاكل تأخير كثيرة ولا معيل لهم هنا غير ذلك المبلغ الزهيد الذي يؤخرون صرفه بصورة دورية قبل أن يصل لهم بعد مرور شهر من الموعد المحدد وأحياناً تصل الفترة إلى شهرين، إلى جانب المشاكل الفنية التي توجد في مبناهم القديم».

وفي السياق ذاته، تحدثنا إلى طالبتين وافدتين للدراسة في الكويت، إذ قالت هبة مجدي (طالبة سنة أولى في كلية العلوم الطبية المساعدة) إن «المكافأة الاجتماعية منحة وهبة من الجامعة، فلا يحق لنا التذمر من التأخير، ولكن بخصوص تأثير التأخير قالت إن «التأخير يؤثر بالفعل على الطالب لأنه يكون قد اعتمد عليها في تنظيم حياته الدراسية والاجتماعية».

أما الطلبة آلاء محمود (سنة أولى في العلوم الطبية ايضا) فاختلفت مع زميلتها بعض الشيء ورأت أن التأخير يؤثر على حياتها بشكل عام وطالبت الإدارة الجامعية بصرف المكافأة الاجتماعية في وقتها مراعاة لظروفهم خصوصا وأنهم مغتربون وتحدث أحياناً ظروف سيئة لهم يكونون بأمس الحاجة إلى المكافأة.

كافية إلا إذا

وما إذا كانت المكافأة الاجتماعية تكفي الطالب الجامعي أكد الطالب بسـام القلاف أنها كافية جداً لاحتياجات الطالب «لأنه يفترض أن يصرفها على ما تتطلبه احتياجات المواد الد راسية» واستدرك قائلاً: «إلا إذا كان الطالب يحتاجها لأشياء أخرى فإنها طبعاً لن تكفي» مشيراً إلى بعض الطلبة الذين يصرفون المكافأة على أشياء لا يحتاجونها وتعتبر من الكماليات الحياتية.

المعيشة صارت أغلى

أما ثامر الكندري (طالب علوم سياسية في كلية العلوم الاجتماعية) فقد اختلف مع القلاف بخصوص ما إذا كانت الإعانة كافية للطالب أم لا، إذ قال ثامر بأنها «لا تكفي الطالب الجامعي بسبب وجود احتياجات أخرى مثل التزامات مادية شخصية و دورات تدريبية يحتاجها الطالب من أجل وظيفته المستقبلية إلى جانب المصاريف الجامعية التي تثقل الطالب الجامعي بكثرتها».

إحساس الإدارة ؟

وقالت فهدة العجمي (طالبة هندسة ميكانيكية في كلية الهندسة والبترول) إن «المكافأة الاجتماعية لا تكفي الطالب لأن المعيشة صارت أغلى» مشيرة إلى ارتفاع الأسعار وازدياد استهلاك الطالب في ظل ازدياد متطلباته الحياتية. وطالبت المسؤولين بأن يراعوا الطالب ويعينوه على احتياجاته اليومية بأن يساهموا في المطالبة بزيادة المكافأة.

ورأت الطالبة فهدة أن المسؤول عن تأخير صرف المكافأة ليس عنده إحساس، لأنه إذا كان عكس ذلك فسيعلم بالمعاناة التي تواجه الطلاب والطالبات جراء التأخير المتكرر في صرف المكافأة وسيحرص على عدم تأخيرها في المستقبل ولكن للأسف». أما مشاعل الحسن (طالبة هندسة ميكانيكية بكلية الهندسة والبترول) فقالت إن «سوء الإدارة هو السبب وراء التأخير الذي يحدث باستمرار» وأضافت أن «المكافأة في السابق كانت تصرف شهرياً بشكل دوري ولا يحدث فيها أي تأخير ولكننا نرى في السنتين الأخيرتين أن التأخير هو الأساس».

التأخير والدراسة

من جهتها، ذكرت الطالبة مشاعل كاظم أن هذا التأخير يؤثر على الطلبة دراسيا بشكل كبير، إذ إن لديهم التزامات دراسية ومصاريف أبحاث يجب أن يتم دفعها في وقتها. وأشارت الى أن هذا التأخير يؤثر على الدراسة سواء أكان هذا التأثير مباشراً وتعني بذلك على مستوى الطالب العلمي، أو بشكل غير مباشر عن طريق التأثير على نفسيته ومزاجه نحو الدراسة.

back to top