جليب الشيوخ... مدفونة بالتجاوزات والمخالفات

نشر في 22-07-2007 | 00:00
آخر تحديث 22-07-2007 | 00:00
تعج منطقة جليب الشيوخ بالمخالفات والمشكلات الصحية والبيئية التي قلما يستطيع الإنسان أيا كان أن يتعايش معها، والعجب أن ترى صنوفا من البشر تتمتع بممارسة حياتها العادية وسط هذا الخضم من المآسي.
تكفي رحلة الى منطقة جليب الشيوخ لتبعث الحسرة والألم، منطقة سمعنا عنها كثيرا واذا رأتها العين اختلف الأمر اختلافا كليا فالانتهاكات لم تعد مقتصرة على المباني بل امتدت الى الانسانية. ترى أكوام القمامة أمامك وخلفك مهملة من دون أن يتخلص منها، والمناطق السكنية تعج بكل التجاوزات ناهيك عن وجود أسواق للأطعمة والسمك وسط البيوت محفوفة بجميع أنواع التلوث من قمامة ومياه مجار، اضافة الى ممارسات غير أخلاقية لها أماكن يعرفها سكان المنطقة.

الرحلة الى هناك كفيلة بأن تجعل نظرتك إلى المستقبل قاتمة.

أشارت الناشطة في القضايا الانسانية موضي العثمان الى أنها اعدت هي وزميلها ناصر البرقش دراسة عن كيفية معالجة هذا الوضع المأساوي. وقالت العثمان ان هناك أنواعا من المخالفات البيئية المنتشرة في المنطقة بسبب انتشار القمامة ومياه المجاري في أماكن للسكن حيث تباع فيها الأطعمة، وكذلك توجد مخالفات سكنية وانسانية امتدت الى درجة أن بعض الأشخاص يعيشون في حافلة أو في غرفة ممتلئة بثلة من البشر، ناهيك عن التجاوزات في كثير من المباني والمواقف الموجودة في عمارات سكنية.

وقالت العثمان على الرغم من هذا فإن هذه المنطقة تمثل الكويت خاصة امام القادمين من المطار، فمن المؤسف أن تكون واجهة البلاد ممتلئة بكل هذه التجاوزات والاهمال والمناظر المزعجة للعين قبل كل شيء. من جهة أخرى ذكر البرقش أن هذه الصورة القاتمة هي التي جعلتنا نجري هذه الدراسة عن منطقة جليب الشيوخ حيث بدأت من الاهتمام بالعمالة التي تعيش في مكبات النفاية والتي تعيش من دون إقامات.

وأضاف البرقش انه اكتشف أن أغلبهم يقطنون منطقة جليب الشويخ ويعيشون في بيوت مبنية من دون أنظمة للسلامة وذلك جعلنا نعمل على وضع حلول لمشاكلها «لا سيما أن المنطقة تحتل موقعا ممتازا متمثلا في المنطقة ما بين مطار الكويت واستاد جابر والجامعة الجديدة وكلها تمثل البلاد بشكل أو بآخر. وأوضح أن وجود المنطقة بهذه التجاوزات الصارخة شيء باعث على الخجل، مشيرا الى أن الحل يكمن في أن تقسم الى أربعة أقسام: الأول مدينة الأعمال والحي المالي، والثاني منطقة تجارية، والثالث منطقة المعارض والمؤتمرات، والرابع منطقة المراكز الصحية.

وأشار الى امكان استغلال المنطقة كمساندة لجاراتها فتصبح مؤهلة لمسافري الترانزيت ليستطيعوا التسوق والتبضع منها ومن الممكن أن يخصص قسم منها مواقف للسيارات لاستاد جابر مع مراعاة ربطها بقطار يوصل أصحاب السيارات الى سياراتهم.

وأضافت العثمان أن هذا المشروع ان طبق فسنجني منه ثمارا كثيرة أهمها توفير فرص عمل لعدد كبير من الشباب والشابات وستكون منطقة جاذبة للاستثمار الأجنبي وسترتفع أسعار الأراضي في المنطقة وسينتعش العقار في المناطق المجاورة أيضا.

وأضاف البرقش «ان العمالة في الكويت يجب أن تقطن مدنا عمالية وهي فكرة مطبقة وموجودة في معظم الدول المجاورة ولم تطبق حتى اليوم في الكويت مع الأسف ما جعل الكثير منهم يتكدسون بشكل كبير في جليب الشيوخ».

(كونا)

back to top