من غرائب الهوايات علب كبريت وطوابع من كل مكان

نشر في 14-07-2007 | 00:00
آخر تحديث 14-07-2007 | 00:00

ما من إنسان إلاّ يبحث عن السعادة. يستفيد من أوقات الفراغ ليستريح ويرفّه عن نفسه بغية إزالة ترسّبات الإرهاق نتيجة الجهد في العمل والسعي الحثيث وراء متطلّبات زماننا. من المهمّ أن يتمتع أيّ إنسان بوقت يخصّصه لنفسه، تحاشياً لتلبية رغبات الآخرين. يفرّغ مكنونات صدره معيداً شحن الطاقة الإيجابية.

غالباً ما يلتفت الفرد إلى ممارسة أمر يريحه، يسعده ويرضي «غروره» أو طموحه. ينتقي الهواية الأحبّ إلى قلبه ليحقق ما يصبو إليه. ومن أغرب أنواع الهوايات تلك المتعلّقة بفعل «جمع» الأشياء من كل مكان للحصول على مجموعة هائلة من الطوابع أو علب الكبريت أو بطاقات العمل والزيارة.

نخال أنّ الهواية غالباً ما تكون ذات طابع رياضيّ أو فني أو ثقافيّ أو حتى إجتماعي تطوّعي. ثمة فئة لا يُستهان بها تتجه إلى مختلف أنواع الرياضات الخفيفة أو حتى المحفوفة بالخطر كسبيل لتمرين الجسم وتحدّي القدرة على المثابرة والحفاظ على الرشاقة والصحة. تتنوّع الأنشطة الرياضية: المشي، الجري، السباحة، كرة السلة، كرة المضرب، كرة القدم، تسلّق الجبال، ممارسة التزلّج، الإبحار. أمّا الصيد والتخييم فهوايات تتطلب جهداًً جسدياً. يفضّل البعض تغذية العقل بالهوايات الفنية كالرسم والنحت، أو الرقص والغناء وتصميم المجوهرات والماكياج. لذا يندمج بعضهم في هوايات ثقافية مثل متابعة المسرح والسينما والمطالعة والكتابة وزيارة المتاحف والآثار والسفر. بعيداً عن كلّ ذلك، يجد البعض لذة في «جمع» كلّ شيء إرضاء للذات. قد لا يفهم الجميع مدى «عظمة» هذا الإنجاز لدى صاحبه، لكنه يشعر بواسطته بأنه يسيطر على قسم، ولو ضئيلاً، من العالم. يمتدّ حبّ جمع الأشياء من هواية بسيطة لا تكلّف مالاً أو تعباً بل تأتي عن طريق المصادفة، وقد تتطور إلى «عمل» يستلزم المال والمثابرة والأبحاث والوقت، لجمع ما يطلبه صاحب الهواية من أنحاء العالم.

علب الكبريت

تهوى رنا السفر والتنقل بين المناطق لإكتشاف أيّ جديد. في مجال عملها تتاح لها فرصة التعرّف الى أشخاص عبر توطيد العلاقات مع «زبائن» الشركة. لذا تراها متنقلة من مطعم إلى آخر، من فندق إلى آخر، عبر المناطق والبلدان. خلال جولاتها المكثفة، لا يتسع وقتها للتبضع دوماً بما يرضيها. لذا ارتأت منذ البداية أن تحتفظ بتذكار حتى الصغير منه، من أي مكان تقصده. هكذا بدأت الحكاية، إذ قبيل مغادرتها أيّ مكان تأخذ «عربوناً» منه، أي علبة كبريت تحمل اسم المطعم أو الفندق وشعارهما. إثر إنقضاء الوقت تحوّل هذا العمل البسيط إلى هواية شغفت بها. تجمع العلب في إناء كبير من الزجاج المقوّى لإكمال مجموعتها التي باتت تتعدى الألفي علبة.

تفتخر رنا بمجموعتها هذه. تحمل ذكريات المكان الذي قصدته والأشكال والألوان الفريدة التي يتميز بها أيّ مطعم أو فندق أو بلد. بفضل هذه المجموعة الكبيرة يمكن رؤية «علب كبريت» غير عادية من حيث التصميم الخارجي للعلبة، أو من حيث شكل ثقاب الكبريت ولونه تحديداً. تحمل كلّ علبة إسم المكان المحدّد وشعاره ورسمه.

الطوابع

ثمة هوايات تفرض على صاحبها دفع مبالغ مالية والقيام بأبحاث مكثفة وحتى السفر أو المقايضة. فهواية جمع الطوابع مثلاً تُعدّ من أبرز الهوايات المتطلبة تكريس الذات وبذل جهد ومراسلة أشخاص كثر من مختلف البلدان للحصول، بالكامل، على مجموعة الطوابع المحلية والإقليمية والعالمية المتوافرة في الأسواق والنادر منها. قد يصل ثمن بعضها إلى مئات بل ألوف الدولارات! بيد أن لا شيء يعترض المثابرة والتصميم والإرادة. في حال أصرّ المرء على امتلاك شيء فلا بدّ من أن يحقق حلمه ولو بعد جهد.

بطاقات العمل

من الأمور البديهية أن يطلب الشخص بطاقة العمل أو «كارت الزيارة» الخاص بالشخص الآخر لتبادل الأعمال، بحيث دوّن رقم الهاتف والعنوان كاملاً، إلى أرقام الفاكس والمحمول والبريد والبريد الإلكتروني. هذا عمل بحت. لكن أن يتحوّل هذا الموضوع إلى هواية؟!

ستيفاني فتاة منتظمة بطبعها، محتفظة بأوراقها الشخصية وإيصالات المدفوعات على سبيل الحيطة. لكنها أيضاً تحبّ اكتشاف المحلات التجارية والمؤسسات والشركات، لئلا تخطىء الاختيار عند الضرورة.

إثر دخولها مضمار العمل توجّب عليها طبع بطاقات خاصة بها لوضع المعلومات التي تمكّن الآخرين من الإتصال بها. باتت تتبادل البطاقات مع العملاء والزبائن. تطوّر الأمر بعد فترة فأخذت تطلب بطاقة عمل من أي مكان تقصده سواء كان محلاً تجارياً أو بائع أزهار أو متعهّد حفلات أو عيادة طبيب. تحرص ستيفاني على مجموعة البطاقات هذه لأن فيها مصدر «راحة»، بمعنى أنها تعرف تقريباً من أين تحصل على شيء في حال إحتاجت إليه. ما عليها سوى البحث في فهرس البطاقات لإيجاد المطلوب! أصبحت معروفة بين من يقصدها من الأصدقاء للحصول على مرجع يتوجهون إليه عند الضرورة. قد لا تكون هذه من أهمّ هواياتها لكنها أكثر من ذلك لها، لفاعليتها وعملانيتها، إلى رغبة جمع البطاقات والإحتفاظ بالعناوين والأرقام الهاتفية كافة. 

back to top