يسرا: لا أقيس أدواري بالمتر

نشر في 12-08-2007 | 00:00
آخر تحديث 12-08-2007 | 00:00
لا تكرّر نفسها، كما لا تشبه من سبقوها الى العالم السينمائي أو معاصرينها والواعدين مستقبلاً. تملك شجاعة الاعتراف بهفوات الاختيار وبالتجارب التي عاشتها بصدق خلال مشوارها الفني. إنها من أبرز وجوه السينما المصرية وموهبتها خارج المنافسة أو التقويم. أمّا إحساسها فوسيلتها للبقاء في القمة.

تصوّر راهناً «قضية رأي عام»، مسلسل من تأليف محسن الجلاد، إخراج محمد العزيزية ، تؤدي فيه دور الدكتورة عبلة التي تعمل في مركز لعلاج ضحايا الاغتصاب والذئاب البشرية. يناقش موضوع تفاقم جرائم الاغتصاب في مصر بغية فضح مافيا اغتصاب الفتيات. تروي الفنانة المتميزة والقديرة تجربتها الفنية في محاورها المختلفة في حديث مع «الجريدة».
هل جرأة الموضوع وخطورته سبب تفرغكِ للدور؟

غالباً ما أتفرغ لأدواري وأحرص على عدم الجمع بين أكثر من عمل وخاصة بين السينما والتلفزيون. أما هذا العمل تحديداً فتفرّغي يلبي رغبة المخرج السوري محمد عزيزية. تجاوبت مع رغبته وقبلت إذ يحتاج المسلسل إلى جهد كبير وموازنة تجاوزت 14 مليون جنيه، ما دفعني من منطلق المسؤولية إلى التفرغ تماما كي يخرج العمل في صورة جيدة.

ما سرّ الاستعانة بمخرج سوري للعمل، هل هي الموضة؟

لا وطن للفن، من وجهة نظري. منذ زمن بعيد تفتح مصر ذراعيها لأي موهبة عربية ومع الوقت ينسى الجمهور جنسية الفنان ولا يتذكر سوى فنه. كان مفترضاً أن يقوم جمال عبدالحميد بإخراج العمل لكنه اعتذر لأسباب خاصة، ما دفع المنتج جمال العدل إلى الاستعانة بالمخرج محمد عزيزية ، وهو اسم كبير له أعمال متميزة ويعتبر ثروة للدراما المصرية.

ما سر غيابكِ عن الدراما التلفزيونية طوال الفترة الأخيرة؟

لم أتغيب عن الدراما إذ كنت ضيفة شرف في مسلسل «لحظات حرجة» إخراج شريف عرفة وعرض حديثاً على إحدى القنوات الفضائية ولاقى نجاحاً كبيراً.

يرى البعض أن ظهوركِ في أربع حلقات فحسب من مسلسل «لحظات حرجة» لا يتناسب مع حجم نجوميتِك؟

مخطئ من ينظر إلى أهمية الدور من خلال مساحته. للتمثيل بالنسبة إليّ عشق خاص في حياتي حتى وإن تكن مساحته ضيقة. ليست المرة الأولى التي أظهر فيها ضيفة شرف إذ ظهرت في فيلم «معالي الوزير» أمام أحمد زكي كذلك في «عمارة يعقوبيان» مع عادل إمام وأيضاً في «فيلم ثقافي». لست من الفنانات اللواتي يقسنَ الدور بالمتر.

الأجر وطبيعة الدور، أي منهما يحكم اختياراتِك؟

أبحث دائماً عن النص الجيد وما يمكن أن يضيفه إليّ. رغم مشواري الطويل مازلت أبحث عن الجديد. مع كل عمل أشعر بأنني أمثل للمرة الأولى وهذا ما يعنيني فى المقام الأولى. أما الأجر فمسألة شخصية تخضع للعرض وللطلب. حين يلجأ المنتج إلى نجم يكون مدركاً حجمه وهل يتناسب ذلك مع أجره أم لا.

ما الذي جذبكِ إلى تجربة العمل الإذاعي؟

ما زالت الإذاعة تحتفظ بجمهورها من المستمعين، كما أن شخصية روز اليوسف التي جسدتها في المسلسل مليئة بالخبايا وثرية بالحوادث فلم أستطع مقاومتهما، وبالتالي لقي العمل عند بثّه نجاحاً كبيراً.

ما أسباب عدم نجاح فيلم «ما تيجي نرقص»؟

أنا سعيدة بتقديم الفيلم لكونه نوعية مختلفة غير مألوفة في السينما المصرية، رغم حزني على عدم تفهم البعض رسالة الفيلم الى حد تسطيح الفكرة واتهامهم لنا بأننا نسعى إلى حل المشاكل بالرقص وهذا ليس صحيحا بالطبع. لا أندم بعامة على عمل قدمته حتى لو لم يحقق النجاح المنتظر أو الإيرادات التي أضحت مقياساً للنجاح لدى البعض. هذا ما أختلف عليه لأن للشباك حسابات أخرى. أحترم آراء النقاد وأحرص على الاستفادة منها دائما غير أن هناك فرقا كبيراً بين النقد الموضوعي البنَّاء والنقد الانطباعي الذي لا هدف له إلا الهجوم لمجرد الهجوم والتجريح وهذا ما أسقطه من حساباتي ولا ألتفت إليه، خاصة أن أحكامه غير منطقية وتشعر بأن مساحة التصيّد فيها كبيرة. تجاهلها أفضل.

هل هناك خصام فني بينكِ والفنان عادل إمام؟

ما من خصام، لا سمح الله، بيننا. كل ما يتردد مجرد شائعات ليس أكثر. أنا وعادل صديقان. شكلنا معا ثنائيا فنيا أحبه الجمهور وما زال. في حال عرض عليّ دور يناسبني في أفلامه لن يتردد في ترشيحي له ولن أتردد في قبوله.

يتهمكِ كثر بأنكِ تختارين الممثلين والممثلات الذين يقفون أمامك في السينما والتلفزيون؟

لست متسلطة في اختياراتي لكن من حقي العمل مع من أرتاح إليهم وأرى أنهم أنسب من يقدم هذه الأدوار. هذا ليس عيبا، من حق النجم أن يختار الممثلين بحسب تصوره شرط الاتفاق مع المخرج والمؤلف والمنتج وغالباً ما نتفق. لا يمكن للنجم أن يتقن عمله بشكل سليم إن لم يكن ثمة انسجام وتفاهم بين كل فريق العمل.

من هم الذين اخترتهم وأصبحوا نجوماً؟

اخترت مي عزالدين ومنة شلبي في مسلسل «أين قلبي» وهما الآن نجمتان، كما سبق أن اخترت أحمد عز في «ملك روحي» .

back to top