رايس تصل إلى المنطقة اليوم وتل أبيب أكثر قلقاً من رام الله

نشر في 19-09-2007 | 00:06
آخر تحديث 19-09-2007 | 00:06
No Image Caption
أولمرت يريد إعلان مبادئ بـ ملامح عامة... وعين عباس على ولادة الدولة
تصل وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اليوم الى الشرق الاوسط لتلتقي المسؤولين في اسرائيل، على أن تلتقي غداً الخميس المسؤولين الفلسطينيين في رام الله، وسط ترجيحات بأن اجتماعا ثلاثيا سيعقد في ختام الزيارة.

وتحمل رايس في جعبتها حزمة ضغوط على الطرفين، للتوصل الى تفاهم قبيل المؤتمر الدولي الذي دعا اليه الرئيس الاميركي في الخريف. وتريد رايس مثل بوش إنجاح المؤتمر بكل ثمن ليكون خاتمة مهمات ادارة بوش في العالم، لعله ينجح في تصحيح صورة هذه الادارة في العالم العربي. وهي تأتي الى المنطقة لتضغط على اسرائيل كي تتساهل في موضوع الحدود، ولتربت على كتف ابو مازن وسلام فياض لأنهما لم يقبلا الحديث مع «حماس» بعد الذي فعلته في غزة.

ويحمل الجانب الاميركي رايس مسودة اتفاق مبادئ لتطرحه على الطرفين في محاولة لتقريب وجهات النظر، الامر الذي يخشاه الاسرائيليون اكثر من الفلسطينيين، لأن مستقبل ايهود اولمرت السياسي بات مرتبطا بنجاح مؤتمر بوش، في حين لا يبدو رئيس الحكومة الاسرائيلية قادراً على مجاملة واشنطن بالقدر الذي يُرضي الرئيس الأميركي.

وعلمت «الجريدة» ان الجانب الاسرائيلي مستعد للاتفاق على اعلان مشترك يتضمن اتفاقاً على كل القضايا العالقة، بما في ذلك الحدود ومسألة القدس وقضية اللاجئين واقامة دولة فلسطينية خلال فترة وجيزة في الضفة الغربية، مع الاخذ في الحسبان وضع قطاع غزة الذي تسيطر عليه «حماس»، وعلمت «الجريدة» ايضا ان اسرائيل تعد خريطة للانسحابات من الضفة الغربية واخلاء مستوطنات، ومحاولة الابقاء على الكتل الاستيطانية الكبرى، مع ضمان السيادة الاسرائيلية عليها ومبادلتها بأراضٍ بنسبة 1الى1، بالتزامن مع حديث عن تبادل سكاني في بعض المناطق القريبة من القدس.

ويسعى الجانب الاسرائيلي إلى اقرار اعلان مشترك عام الملامح لتجنب الانقسام الداخلي الاسرائيلي، علما انه يحاول حفظ ماء الوجه للجانب الفلسطيني، مبقياً أيضا على علاقته الايجابية بواشنطن. كذلك فإن أولمرت مقتنع بأن المبادرة العربية تقبل التفاوض للوصول الى اتفاق مع الفلسطينيين ينهي الصراع بموافقة كل الدول العربية.

وما يقلق إسرائيل أنه بات واضحاً أن الادارة الاميركية تريد إنجاح المؤتمر، حتى لو كان ذلك على حساب مطالب الحد الاقصى الاسرائيلية والفلسطينية، بينما يحاول الجانب الاسرائيلي تقليل الاضرار قدر الامكان ويناور في الاعلان المشترك، ليحصل على ضمانات مادية وعسكرية من الولايات المتحدة تتوج بالحصول على نحو اربعين طائرة حربية من طراز «إف 35» الأكثر تطوراً في العالم، وذلك لحفظ أمنها ومعالجة الخطر الايراني المتمثل في الصواريخ من ايران وسورية ولبنان وقطاع غزة.

ويتوقع أن يصور اولمرت الوضع لرايس في ما يتعلق بالعلاقة مع الفلسطينيين بأنه جيد مع بعض العقبات على الصعيدين الداخليين في إسرائيل والاراضي الفلسطينية، وسيطلب الدعم الاميركي لمشروعه الانسحاب من اجزاء بالضفة الغربية وإقامة الدولة الفلسطينية الى جانب اسرائيل شريطة ان تساهم الدولة العتيدة في حفظ امن اسرائيل بالدرجة الاولى.

أما الجانب الفلسطيني فليس لديه ما يخسره. وهو مستعد للتنازل هنا وهناك لضمان اتفاق يشرع قيام الدولة الفلسطينية، وان كانت غزة خارج المعادلة حاليا، بينما تحاول اسرائيل استغلال هذا الظرف لتحصيل مزيد من الاراضي في الضفة الغربية، ومنح الفلسطينيين أراضي بديلة، لكنها اقل استراتيجية من التي تود الاحتفاظ بها.

back to top