درب الخيانة: فصول من مكامن نظام صدام صدام... ومنطق المصالح الخاصة تخريب الميثاق القومي والرهان على فرنسا

نشر في 21-09-2007 | 00:00
آخر تحديث 21-09-2007 | 00:00

نجح صدام في تخريب مشروع «الميثاق القومي» وضغط على أحمد حسن البكر للخروج من مسرح القيادة السياسية. ومن ناحية أخرى، وضع «بيض العراق» كله في سلة فرنسا. أو بالأصح في سلة الديغوليين، ناسياً أو متناسياً، أن فرنسا تحكمها الديموقراطية، وأن الحزب الديغولي، ليس مثله سيحكم البلاد الى أمد غير منظور.

...«لا يفصلنا عن فرنسا إلا مياه البحر المتوسط. ومن الناحية التاريخية، فإن فرنسا صححت مسيرتها الاستعمارية للعالم العربي، وهي، في حقيقة الأمر، تسعى إلى علاقات ممتازة، ليس معنا كعراقيين فحسب، بل مع كل العالم العربي. إن فرنسا الحليفة للعرب تغنينا عن خطب ود بريطانيا والولايات المتحدة».

هذا ما قاله لي صدام عشية ليلة من الليالي القليلة التي قضاها في الفيللا المخصصة لكبار الضيوف التابعة لقصر الإليزيه خلال زيارته اليتيمة لفرنسا، وكانت الساعة تشير الى الحادية عشرة مساء. صدام يدخن سيجاره «الكوهيبا» الذي يصنعه له خصيصاً صديقه الكوبي فيدل كاسترو، وأمامه على الطاولة زجاجة من النبيذ. كنا ثلاثة، ناصيف عواد، الفلسطيني الأصل ومستشاره الصحافي في ذلك الوقت، ووزير التخطيط عدنان حسين الحمداني، بطل عمولة صفقة «الميراج 2000» والذي أعدمه صدام بيده عام 1979 عندما اكتشف خيانته مع مجموعة من رفاقه القدامى الذين وقفوا ضد انتخاب صدام رئيساً للجمهورية، بعد تنازل أحمد حسن البكر عن الرئاسة لأسباب صحية.

بين «البعثين»

«خيانة عدنان حسين ورفاقه المساكين هي أنهم طالبوا في اجتماع القيادة القطرية المخصص لبحث استقالة البكر، بضرورة الضغط على البكر للعودة عن الاستقالة قبل الخوض في اختيار البديل. كذلك فإن الحمداني أبدى حماسا ملحوظا للتقارب مع سورية- حافظ الأسد، وتوحيد الحزب في القطرين السوري والعراقي، في اطار مشروع عرف في حينه بـ «الميثاق القومي». وكان البكر من أنصار هذا المشروع، الذي ينص في أحد بنوده الرئيسة، على أن يتولى البكر رئاسة دولة الوحدة البعثية لفترة معينة، وأن يكون نائبه حافظ الأسد، ثم يتولاها بعده حافظ الأسد ونائبه أحمد حسن البكر أو من يختاره البكر. وقد قطع هذا المشروع شوطاً بعيداً، وكان قاب قوسين أو أدنى من التنفيذ.

لكن «المتآمر الأكبر» صدام، الذي يهوى هذا اللقب، نجح في تخريب المشروع، وضغط على أحمد حسن البكر للخروج من مسرح القيادة السياسية. كان صدام في ذلك الوقت «الرجل القوي» في العراق بلا منازع، بينما لم يكن البكر أكثر من واجهة، لا حول له ولا قوة. السلطات كلها بيد صدام. والبلاد كلها في قبضة يده، فكيف يتخلى عن هذه الصلاحيات التي بناها عبر التخطيط الطويل لخصمه اللدود حافظ الأسد الذي يعتبره «مارقا بعثياً»؟ ثم أين سيصبح مشروعه الذي يحلم فيه بأن يكون صلاح الدين الآخر ليوحد العرب والمسلمين تحت رايته.

كل ذلك سيذهب مع الريح لو نجح مشروع «الميثاق القومي». وأيضاً لا يجب نسيان الخصومة الشخصية الحادة بين صدام حسين وحافظ الأسد، والتي ظهرت بوضوح خلال أحد مؤتمرات الحزب القومية التي عقدت في دمشق، والتي لبست ثياب ما سمي وقتها بصراع القيادة القومية التي جسدها صدام، والقيادة القطرية التي حمل لواءها الأسد، حيث وقف مؤسس الحزب ميشال عفلق الى جانب صدام ومنحه «الشرعية القومية».

إذا كان لا بد من اختصار مرحلة الصراع الطويلة هذه فيجب القول إن صراع صدام حسين مع حافظ الأسد هو الذي أفرغ «حزب البعث العربي الاشتراكي» من كل محتوياته، وحوله من حزب قومي واسع الأطر الى مجرد صراع للديوك.

الثمن كان باهظاً جداً لا تزال جماهير الأمة العربية، خصوصا العراقيين والسوريين يدفعون ثمنه بالدم حتى الآن، وربما الى أجيال عديدة مقبلة. والذي صب الزيت على النار هو أن صراع الديوك هذا كان صراعاً فوضوياً مفتوحاً على كل الاحتمالات: القتل والتخريب والتآمر.

وهكذا فإن مرحلة صراع الأسد صدام أفقدت حزب البعث عذريته حيث بدأت الكوارث ولا تزال تتوالى الواحدة بعد الأخرى على البلاد والعباد معاً.

... نعود الى الفيللا الملاصقة لقصر الإليزيه حيث كان صدام يتحدث مساء ذلك اليوم عن رأيه في فرنسا والفرنسيين أجمعين. وفقال: إن بداية تاريخنا مع فرنسا سيئة جداً. ففي الخمسينيات وقف غي موليه (رئيس وزراء فرنسا الاشتراكي آنذاك) مع الإسرائيليين والبريطانيين في حرب السويس ضد العرب جميعاً. ثم جاء ديغول في الستينيات وصحح هذه المرحلة عندما أيد وجهة النظر العربية في صراعها مع الصهاينة. ومنذ ذلك الوقت انتهجت فرنسا خطاً مغايراً لخطها السابق ويجب العمل على تشجيعها. ونحن هنا من أجل ذلك ولن نبخل عليها بالغالي ولا الرخيص».

اللعب على الحبال الفرنسية

«بهذه الصورة وضع صدام «بيض العراق» كله في سلة فرنسا. أو بالأصح في سلة الديغوليين، ناسياً أو متناسيا، (والأصح أيضاً أن المعرفة كانت تنقصه) أن فرنسا تحكمها الديموقراطية، وأن الحزب الديغولي، ليس مثله، سيحكم البلاد الى أمد غير منظور، وأن الاشتراكيين الفرنسيين بزعامة فرانسوا ميتران كانوا يحصون انفاس الديغوليين وكل تحركاتهم في تعاملهم مع صدام. مثلاً في انتخابات الرئاسة عام 1974 ساهم صدام بمبلغ عشرة ملايين دولار لمساعدة الديغوليين في حملتهم الانتخابية ضد ميتران الاشتراكي. واستطاع الاشتراكيون توثيق هذه الدفعة واستخدامها في معركة الثأر في انتخابات الرئاسة التالية. وعندما وصل ميتران الى الإليزيه كان أول ما فعله هو إلغاء سياسة التسهيلات التي أعطاها الديغوليون إ لى صدام. بل أكثر من ذلك، فإن السياسة الفرنسية اتسمت بعداء كل من هو عراقي، ما عدا المعارضة العراقية طبعاً. وحاول صدام تصحيح خطيئته السابقة مستخدماً المال والمساعدات المالية للحملات الانتخابية الاشتراكية ضد الديغوليين فارتكب غلطة عمره.

قدم مبلغاً يقال إنه ضعف المبلغ الذي قدمه سابقاً إلى الديغوليين، أي عشرين مليون دولار. ويقال أيضاً أن الحزب الاشتراكي قبل «الرشوة» وحرص على إيصالها الى خصمه الديغولي. وبذلك لم يربح صدام جنة الاشتراكيين، بل فاز بنار الديغوليين. وهذا ما يفسر موقف شيراك منه بعد انتخابه رئيساً. الوسط الفرنسي كان يعتبر «شيراك وصدام» توأمين في لباس واحد. بعد انتخابه مباشرة كان شيراك شديد الحرص على نفي هذا الاعتقاد، ليس نظرياً فقط بل عملياً. في ذلك الوقت كان صدام قد ارتكب خطيئة عمره الثانية باحتلاله الكويت. فلما تمّ طرده، تطلع الى باريس طالباً المساعدة في محاولة لتقليل خسارته وتحجيمها. لكن شيراك لم يبتعد عن صديقه القديم فحسب، بل أعلن «الحرب»، رافعاً ، وإن بخجل، شعار ضرورة تغيير النظام في العراق.

لو أن صدام تعامل، منذ بداية السبيعينيات، بمنطق مصالح الدولة وأسلوبها، لا بمنطق «المصالح الخاصة» التي دفعته الى اتون الحروب السياسية الداخلية في فرنسا. لو أن صدام فعل ذلك، لكانت خسارته في فرنسا محدودة، ولربما استطاع أن يحيّد السياسة الفرنسية في معركة احتلال الكويت وما تلاها من معارك على أقل تقدير.

طارق عزيز كان أبعد نظراً في المسألة الفرنسية. فقد اقترح على صدام، عندما قدم مبلغ العشرة ملايين دولار كمساعدة انتخابية إلى الديغوليين، أن يقدم المبلغ ذاته إلى الاشتراكيين وذلك لإمساك العصا من الوسط. وأخبرني طارق عزيز في حينه أنه قال لصدام محاولاً اقناعه بالاقدام على هذه الخطوة: سيدي الرئيس. لا أحد يستطيع التكهن بما ستأتي به الانتخابات الفرنسية من مفاجآت. إذا كانت هذه الانتخابات شبه مضمونة لأصدقائنا (يعني الديغوليين) فإن الرياح سوف تتغير في المستقبل القريب. أضاف طارق إن صدام قال له: لم أتعلم بعد الرقص على حبلين في وقت واحد.

نسي صدام، وربما لم يكن يعرف، أن المبدأ الأول في ممارسة السياسة هو تعلم الرقص على أكثر من حبل في وقت واحد. وخير مثال على ذلك هو جاره وابن حزبه وعدوه اللدود حافظ الأسد. لقد تعلم صدام ومارس بمهارة فنون التآمر، لكن عدم اجادته أسلوب الرقص على الحبال جعله يقع أرضاً إذ فكت رقاب العراقيين -ولا تزال- وليس رقبته وحدها».

اللهو في باريس

«أصبحت باريس البيت الثاني لعائلة صدام ولأعضاء القياديين في حزب «البعث» وعوائلهم، معظمهم اشترى منازل فخمة في العاصمة الفرنسية أو استأجرها. وبدؤوا يتصرفون بالأسلوب ذاته الذي دمغ تصرفاتهم المتعالية في بغداد.

برزان الأخ غير الشقيق لصدام كان يزور باريس باستمرار. في احدى المرات زار العاصمة في مهمة رسمية، وهي توقيع اتفاق تعاون سري بين المخابرات العراقية والمخابرات الفرنسية. في الليلة ذاتها وبعد انتهاء عملية التوقيع قام برزان بجولة على عدد من الملاهي الفخمة، وكان من الطبيعي أن يرافقه في عملية التوقيع وفي الجولة الليلية سفير العراق في باريس. انتهت الجولة الليلية مع طلوع الفجر حيث توجه الاثنان الى مطعم ومقهى «الفوكيتس» الشهير الواقع في قلب «الشانزيليزيه». طلب الاثنان الافطار. بدأت آثار الكحول تظهر على تصرفات برزان، الذي سأل السفير: هل تحمل مسدسك؟ أجاب السفير باستغراب: نعم ولماذا تسأل؟ وبلهجة الآمر قال برزان وهو يمد يده: أعطني إياه. تردد السفير للحظات؛ لكن برزان كان يعني ما يقول فهو يريد المسدس، كما انه اعتاد أن يحصل على كل ما يريده. صوب برزان المسدس نحو الرصيف المقابل للمقهى حيث كانت حمامة باريسية تحاول هي الأخرى التفتيش عن طعام الافطار، ثم أطلق النار فأصاب الحمامة المسكينة فقتلها. وكاد السفير يصاب بذبحة قلبية، لكنه سارع الى التصرف بغريزته.

إطلاق نار في السادسة صباحاً في «الشانزيلزيه» من شأنه أن يجلب انتباه البوليس الفرنسي، وإذا حصل ذلك فستكون فضيحة تتحدث بها فرنسا والعالم. أخذ السفير مطلق النار من يده وجرّه بالقوة ووضعه في سيارته الرسمية، وبرزان يقهقه بصورة هيستيرية. حدث كل ذلك في دقائق معدودة وقبل أن يحضر طعام الافطار. وفي السيارة لم يستطع السفير منع نفسه توجيه اللوم الى برزان؛ لكن برزان أجابه: لماذا تخاف؟ أبو عديّ (صدام) سيضحك كثيراً عندما يعلم أنني أطلقت النار ليس في فرنسا فحسب، بل في أهم شارع في العالم وأصبت الهدف.

... برزان لم يكن الوحيد في عائلة صدام الذي تصرف خارج حدود البروتوكول واللياقة في فرنسا. زوجة صدام الأولى ساجدة زارت باريس في بداية الثمانينيات، ورافقتها في هذه الزيارة شقيقتها أحلام زوجة برزان لشراء آخر ما أنتجته دور الأزياء الباريسية، كما رافقها حارسها الخاص وكان ضابطاً شاباً يحمل على كتفيه نجمتين وجواز سفر باسم حسين كامل، وتولت طائرة خاصة نقلهم من مطار بغداد الى مطار «أورلي».

تناقضا مع تعليمات البروتوكول، فإن السفارة العراقية في باريس لم تعط خبراً أو إشارة عن هذه الزيارة. الشخص الوحيد في السفارة الذي أعطي الخبر كان مسؤول المخابرات العراقي الذي توجه الى «أورلي» لاستقبال الوفد. حسب الخطة الذي وضعها مسؤول المخابرات كان على الفريق الزائر أن يتوجه رأساً من المطار الى منزل السفير، وهو عبارة عن فيللا كبيرة وأنيقة تقع في الدائرة السادسة عشرة الراقية. لم يكن السفير العراقي وحده في الظلام بشأن هذه الزيارة، بل ان السلطات الفرنسية شاركته هذا الوضع. عندما وصل الموكب الى تقاطع «قوس النصر» في بداية شارع «الشانزيليزيه» طلبت ساجدة من السائق أن يتوقف، ونزلت مع شقيقتها أحلام حيث استقرتا في أحد المقاهي الموجودة في الشارع بالقرب من مكتب الخطوط الجوية العراقية آنذاك. وبقيتا هناك ساعتين علمت خلالها المخابرات الفرنسية بوجود الضيفتين المهمتين فاتصلت بالسفير تسأل لائمة إياه على عدم إبلاغها بوجودهما. حاول السفير تبرير موقفه من دون أن يذكر مباشرة أنه هو الآخر لا يعلم. لكنه في الوقت نفسه استطاع أن يعرف من المخابرات الفرنسية مكان وجود الضيفتين فسارع مع مجموعة من حرس السفارة الى المقهى، حيث لاحظ أن طوقا أمنيا سرّيا وضعته المخابرات الفرنسية حول المقهى. كان السفير بحالة ثورة، فصب غضبه على حسين كامل المرافق الشخصي لساجدة قائلاً له بلهجة قاسية: ماذا تفعل هنا؟

هل أنت أحمق؟ أين هم أعضاء الحماية لزوجة الرئيس؟ ماذا لو حصل شيء لا سمح الله. ولأن الطبع يغلب دائماً التطبع فإن حسين كامل، الضابط الصغير، حامل النجمتين، لم يحتمل لهجة السفير القاسية خصوصاً أمام سيدته وزوجة رئيسه وأم زوجته لاحقاً. فشتم السفير وهجم عليه ودارت معركة تشابك بالأيدي قصيرة المدى انتهت بتدخل أحلام لتهدئة الوضع.

أما ساجدة فبقيت جالسة في مكانها وكأن الأمر لا يعنيها. ثم توجه الجميع الى منزل السفير. وفي السيارة قالت ساجدة للسفير: ما هو الخطأ إذا جلسنا في مقهى في «الشانزيلزيه». لقد سمعت الكثير عن شهرة هذا الشارع، وقررت أن أشاهده قبل أن أتوجه الى الفيللا. قررت أن أجلس كأي سائحة عادية أتفرج على الناس. هذا شيء جديد بالنسبة إلي لا أستطيع أن أفعله في بغداد.

وبالطبع فإن السفير حرص على القيام بواجباته فأرسل الى وزير الخارجية تقريراً يتضمن ما جرى بالتفصيل الكامل. وبالطبع أحيل هذا التقرير السري الى صدام الذي قرأه وطلب وضعه في ملف الوزارة السري جداً.

غزو الكويت... وخزنة فرنسا

«غزا صدام حسين الكويت في الثاني من أغسطس 1990، اجتمع مجلس الأمن وأدان العدوان. فاغتنم الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران هذه المناسبة للبدء في عملية تصفية حساباته السياسية على خطين: خط الديغوليين أصدقاء صدام، وخط صدام بالذات.

سارع ميتران الى طرد أعضاء السفارة العراقية خلال مهلة وجيزة لا تتعدى الساعات. وتلقى مسؤول المخابرات العراقية في محطة باريس من قيادته في بغداد أمراً بالشيفرة بإتلاف كل ما لديه من أوراق ووثائق مع اعطاء أولوية الإتلاف الى كل ما يشير الى الصفقات ذات الطابع العسكري المعقودة بين الأجهزة العسكرية العراقية ومختلف الشركات الأوروبية. فباريس كانت المركز الرئيسي للتفاوض ولتوقيع مثل هذه الصفقات.

لكن مسؤول المخابرات قرَّر ألا يتلف بعض هذه الأوراق، بل جمعها ووضعها في الخزانة الحديدية في السفارة. هذا الشخص اعتقل عندما وصل الى بغداد وقدم إلى المحكمة الخاصة التابعة للمخابرات، وكاد يحكم عليه بالاعدام لولا تدخل عدي صدام حسين الشخصي لاطلاق سراحه بعد 8 أشهر من سجنه.

بعد أن أصبحت السفارة العراقية في باريس خالية من الموظفين حدثت عملية سرقة، تبين في ما بعد أن الذين قاموا بها مجموعة مشتركة من عناصر وكالة الاستخبارت الأميركية المركزية والاستخبارت الفرنسية. والهدف كان الخزانة الحديدية. وتبين أيضا أن الخزانة كانت تحوي كنزا ثمينا من الوثائق تحتوي على اسماء الشركات الأجنبية التي باعت العراق مختلف أنواع الأسلحة غير التقليدية، خصوصا أسلحة الدمار الشامل. وقد اعتمدت كل من واشنطن ولندن وباريس، في ما بعد، على هذه الوثائق في تقديم الأدلة إلى الأمم المتحدة لإثبات وجود برنامج لإنتاج أسلحة الدمار الشامل في العراق. وكانت النتيجة أن أقدم صدام بعد طرده من الكويت، وتحت ضغط هذه الوثائق على الاعتراف بوجود هذا البرنامج، وبالتالي تدميره تحت إشراف الأمم المتحدة.

مسؤول المخابرات العراقي، الذي رفض اتلاف الوثائق، ترك بغداد مع عائلته بعد خروجه من السجن وهو يعيش الآن في العاصمة الفرنسية. ولكن لم تُعرف الأسباب التي دفعته الى عدم إتلاف هذه الوثائق عام 1990.

back to top