التجمعات الأدبية في الكويت حضنٌ للمبدعين

نشر في 10-06-2007
آخر تحديث 10-06-2007 | 00:00
نشاط خلّاق خارج إطار المؤسسة

تشكل التجمعات الأدبية حلقة وصل تضم المبدعين وتساعد في خلق أجواء تواصلية ومناخات إبداعية خاصة، تطرح فيها مواضيع ومحاور خاصة بالشعر والقصة والنقد والفن التشكيلي والمسرح. يتطلب الانضمام إلى هذه المجموعات قدراً من الثقافة والخلفية الفكرية والمعرفية، لذا نلاحظ قلة أعداد المنتمين إلى هذه الملتقيات، كما أن تأثيرهم في المجتمع يكاد يكون ضئيلاً، والمدى الافتراضي لفاعلية نشاطهم واستمراره قصير أيضآ.

شهدت الكويت ألواناً من هذه التجمعات، ففي منتصف التسعينات من القرن المنصرم أعلنت مجموعة من الشباب المبدعين ولادة «ملتقى الثلاثاء الأدبي ) الذي مارس نشاطاً توزع بين أمسيات أدبية وقصصية ومناقشة لأعمال إبداعية وفنية، كما طرحت فيه بعض المحاور الاجتماعية والفلسفية والفكرية المتعلقة بالتصوف وتاريخ الأديان. وحظي هذا الملتقى بقبول كبير في الأوساط الإعلامية والثقافية رغم أن الغالبية العظمى من أعضائه هم من الإخوة العرب المقيمين في الكويت وليس من أبناء البلد أومن حملة الجنسية الكويتية. كان الملتقى يواجه منذ نشأته مشاكل تتعلق بالمكان أو المقر الدائم، كما أن التزام أعضائه بالحضور ومناقشة المحاور المطلوبة لم يكن بالدقة المطلوبة وهو أمر يمكن تفهمه، لاسيما أن المسألة برمتها تطوعية وليس ثمة ما يلزم أحدآ بالبقاء لساعات بغرض للمناقشة أو جني الفائدة الثقافية والعلمية.

ومثل الملتقيات الأخرى، لم يكتب لهذا الملتقى البقاء طويلاً اذ انفرط عقده، وتشتّت أعضاؤه بين عامي 2002/2003م، رغم الدعم الكبير الذي حظي به من الروائي اسماعيل فهد اسماعيل الذي تبرع بمكان خاص لإقامة الندوات.

ملتقى المبدعين الجدد

أما التجمع الاخر الذي ما زال يمارس نشاطه بفاعلية كبيرة فيتمثل في «ملتقى المبدعين الجدد» الذي انطلق الملتقى في العام2001 وهي السنة ذاتها التي شهدت احتفالات الكويت كعاصمة للثقافة العربية. يضم الملتقى مجموعة من كتّاب الشعر والقصة والرواية وبرزت منه بعض الأسماء الابداعية المهمة كالروائية بثينة العيسى الحاصلة على جائزة الدولة التشجيعية للعام 2006م وقد أصدرت العيسى روايتها الأولى تحت عنوان» سعار» 2005 فحظيت بإقبال شديد وتعددت طبعاتها خلال أقل من عامين، أتبعتها برواية ثانية تحت عنوان «ارتطام لم يسمع له دوي» صدرت في العام ذاته. وإن كانت انطلاقة العيسى من خلال «ملتقى المبدعين الجدد» فإنها حلقت في أسلوبها إلى آفاق أرحب واستطاعت أن تحقق ذاتها كموهبة إبداعية فذة ذات ثقافة واسعة يمكن للقارئ المتخصص أن يستشفها منذ الوهلة الأولى وهذه الموهبة ليست مقتصرة على الجانب الروائي فللعيسى نصوص شعرية لاتقل عن الرواية تألقاً وإبداعاً وخصوصية اسلوباً ورؤية ومضموناً.

ميس العثمان

ومن المبدعات في هذا الملتقى الكاتبة الروائية ميس العثمان، وهي ابنة الأديبة الكويتية ليلى العثمان، أصدرت أربعة أعمال إبداعية، بينها روايتان الأولى عنوانها «غرفة السماء» والثانية رواية «عرائس الصوف» وهي الأشهر والأكثر حرفيةً من حيث التقنية الروائية والأسلوب الإبداعي .

ومن المبدعين أعضاء الملتقى أيضا الشاعر محمد هشام المغربي الذي أصدر ثلاثة أعمال شعرية هي «على العتبات الأخيرة» 2001م «أخبئ وجهك في وأغفو» و»خارج من سيرة الموت» ويتبع الديوان الاخير اسلوب التيمة متخذاً من فكرة الموت وفلسفة الوجود محوراً أساسياً للقصيدة. يتميز المغربي علاوة على موهبته الشعرية بمقدرة عالية في الكتابة النقدية والتحليل الأدبي . ويمكن أن نذكر من أعضاء الملتقى البارزين في الكتابة النقدية الكاتب فهد توفيق حامد الحاصل على ماجستير في الدراسات الأدبية لأطروحته «العالم الروائي للطيب صالح «. ومن أعضاء الملتقى الآخرين الروائية هديل الحساوي والشعراء محمد الحداد سعد الجوير سامي القريني حوراء الحبيب والكاتب الروائي عبدالعزيز محمد.

ورشة السهروردي

ولعل ما ساعد على استمرار ملتقى المبدعين الجدد وجوده تحت مظلة رابطة الأدباء التي ساهمت في تخصيص مكان لإقامة الندوات الأدبية. ثمة ملتقيات أخرى دورية وغير ثابتة لا يتسع المجال هنا للوقوف عندها مثل «ورشة السهروردي» التي بدأت نشاطها قبل أشهر قليلة وأصدرت كتاباً واحداً عنوانه «الفطم والكتابة».

back to top