عادل إمام... من الحارة إلى السفارة 5 سر أول دمعة في السيدة عائشة

نشر في 18-09-2007 | 00:00
آخر تحديث 18-09-2007 | 00:00

من الحارة إلى السفارة، مشوار كفاح طويل لم يكتبه عادل إمام بعد. صخرة أشبه بصخرة سيزيف، حملها الفتى الفقير بدأب من السفح إلى القمة. صار ابن الحارة الشعبية نجماً لامعاً وسفيراً لأشهر المنظمات الدولية في التاريخ الحديث. الطفل المشاغب، المولود في مطلع الأربعينات من القرن الماضي وسط أجواء الحرب والفقر والقمع العائلي، أضحى زعيما ثريا صانعا للأخبار، زاداً للشاشات وهدفاً للعدسات.

لم تكن الرحلة سهلة ولم تكن قدرا عبثياً. كان عادل يعرف أن سخريته قد يهبط مستواها في لحظة ويبدأ الرحلة من جديد إذا استطاع. لذا كان يحسب خطواته ولا يضع قدمه إلا على أرض صلبة. لم يتأثر بأي هجوم يتعرض له ولم يركن البتة إلى ما حقق من نجومية أو ثروة أو شهرة او علاقات. كان يفكر بالبساطة نفسها التي بدأ بها مشوار الحفر في صخر الواقع. كان يستعيد عزيمة البدايات ويفكر في الاحتماء بالناس قبل أن يفكر في التوسل لـ»زيوس».

في هذه الحلقات نتعرف الى التفاصيل الأسطورية لرحلة عادل إمام، ليس باعتبارها حكايات مسلية عن حياة نجم كوميدي مشهور، بل بكونها ملحمة تحكي عن حياتنا نحن أكثر مما تحكي حياة عادل وحده. إنها قصة مجتمع بأكمله، مرآة نرى فيها أنفسنا ونتابع صورة الأب المتسلط والأم الحنون الحامية في صمت. كذلك صورة الواقع القاسي والقدر الذي يضن ويعطي وفق معادلات ولوغاريتمات غامضة وشيفرات قوة نستهين بها قبل ان تفاجئنا بالكثير، في مقدمها الصبر والدأب والأمل.

تعالوا نتعرف مع عادل إمام الى خبرات حياته ونعتقد أنها أعمق كثيراً مما قدمه من شخوص فوق خشبة المسرح وعلى الشاشة.

في الحلقات السابقة دخلنا إلى عالم عادل إمام من وجاهة وبريق السفارة قبل أن نعود إلى فقر وصخب الحارة لنفتش عن جذور الفتى الفقير والعوامل التي أثرت في تكوينه، وكنا في الحلقة السابقة قد انطلقنا من منصة الدهشة التي انطلقت منها شائعة تقول أن عادل محمد إمام تحول إلى المسيحية، وعرفنا أن لهذه الشائعة قصة طويلة أحد فروعها يخص تصريحات الزعيم وهجومه السينمائي ببعض الألإلام على ظاهرة الإسلام السياسي والتيارات الدينية والتي دفع البعض لتكرار دعوة الشيخ كشك الساخرة بأن يرزق الله هذه الأمة بإمام عادل بعد أن ابتليت طويلا بعادل إمام، ورأينا أن رصد علاقة عادل إمام بالدين لابد وان تأخذنا إلى الينابيع الأولى، والبذور التي أنبتت شخصيته، وتوقفنا في الحلقة السابقة عند نقطة تحول مصيرية في حياة الطفل الشقي الذي كان يتعرض لعقاب قاس دائما من والده الحازم الذي لايعرف وسيلة للتفاهم مع ابنه غير الضرب والقسوة

يقول عادل: أعترف أنني طنت طفلا شقيا جدا، ولم أكن أخشى شيئا في العالم، حتى أقف أمام والدي فيتغير كل شئ، واشعر بالخوف، وذات مرة كنت ألعب الكرة الشراب في الشارع كعادتي بعد المدرسة أو أثناء «التزويغ» من الحصص الدراسية، وطبعا تركت حقيبتي بجانب الرصيف، وبعد انتهاء الماتش بحثت عنها فلم أجدها، وكانت مصيبة، اسودت الدنيا في عيني، ولم أجد سوى حل واحد.. لابد أن أهرب ولا اعود للبيت أبدا، فأنا لا استطيع أن اقابل والدي بعدما ضيعت حقيبة المدرسةو، فهذا يعني كارثة لا أعرف نهايتها، وفكرت يومها في عدم العودة إلى المنزل الهروب إلى الصعيد لكن حدثت مفاجأة لم تكن في الحسبان افشلت خطة الهرب تماما، فقد فوجئت بوالدي أمامي وانا اشوط الطوب والحجارة الصغيرة بحذائي في الطريق، وافكر في كيفية الهروب، وسألني ماذا أفعل؟، ومن اين أنا قادم؟ واين حقيبتي، وانتهى الحوار باصطحابي إلى البيت من غير أن ينطق بكلمة، لكن نظرته كانت تملأني رعبا، وفي البيت كما كنت اتوقع أكلت «علقة» رهيبة، يمكن ان تمنحني بطولة العالم في تحمل الضرب، ومازالت هذه «العلقة» تحتل مساحة في ذاكرتي، لكن بردت طبعا مع الأيام!!

قتل الأب.. ومصالحة السلطة

هكذا نسجت صورة الأب لدى الطفل عادل أول خيوط علاقته بالسلطة، والتي تجلت من دون ان يدري، أو ربما عن اختيار واعي أحيانا في عدد كبير من مسرحياته وأفلامه السينمائية، حيث تبدو أدوار عادل في معظمها لشاب بلا أسرة، وأحيانا كثيرة بلا أب، في حين نشعر بحضور الأمة البسيطة الأمية الشعبية الحنونة، التي يجد لديها الشاب الفقير أمانا لا يعبر عنه عادة، ولعل أقرب صورة للأب الواقعي تبدو عابرة في فيلم «ولا من شاف ولا من دري»، والذي لعب فيه الممثل ابراهيم الشامي دور والد عادل إمام الملتزم دينيا والحريص دوما على توجيه ابنه وحثه على الصلاة، وعدم الشكوى من الفقر والظروف الصعبة، وإلى حد ما نرى توفيق الدقن في دور الأب الفقير والشريف أيضا في فيلم «على باب الوزير»، وعبد السلام محمد في دور الأب الضعيف الغائب عن دوره في فيلم «حنفي الأبهة»، وفريد شوقي كذلك في فيلم «رجل فقد عقله» الاستثناء النادر الذي ظهر فيه عادل وسط اسرة من الطبقة المتوسطة العليا، أما في المسرح فلا نرى أبا لعادل إمام سوى الظهور العابر للمثل الراحل نظيم شعراوي، في دور الأب الغني اللاهي عن ابنه الطالب الفاشل بهجت الأباصيري في مسرحية «مدرسة المشاغبين».

فيما عدا ذلك يظهر عادل إمام وحيدا بلا أسرة كصعلوك أزلي «مقطوع من شجرة» أو مغترب قادم من الريف، حيث لانرى أهله، وبالكاد نرى في بعض أعماله نموذج الأم البسيطة غير المتعلمة من حنان أمينة رزق المتدفق في المولد إلى إعادة اكتشاف الممثلة الراحلة نعيمة الصغير في درو الأم الشعبية.

يقول عادل إمام متذكرا وضعه العائلي: كان أبى يضربني بقسوة، فماذا كانت تفعل أمي؟.. لم تكن نستطيع أن تفعل شيئا سوى الصمت أو الاحتجاج الهادئ، كانت تخشي أبي مثل أي زوجة ريفية في ذلك الزمان، وكانت تعمل له ألف حساب، ولا تستطيع أن تناقشه أو تعترض على مايفعله، أو ترفع صوتها في وجهه، لكنه كانت تحكي لأخيها، وكان خالي هو الإنسان الوحيد الذي يستطيع أن يتدخل لدة والدي، وكانت تدخلاته ترحمني من عنف أبي المستمر، وكنت أندهش من هذه القوة وذلك التأثير لخالي، لكنني فهمت أن والدي كان يقدر خالي ولايخالف طلباته لأن خالي كان يساعدنا ماليا، وهكذا وجدت واحة الجأ إليها من هجير حياتي كلما اشتدت قسوة والدي، وهكذا تعمقت علاقتي بخالي، واثر في تكويني كثيرا..

يقول أحد المقربين من عادل إن هذا الخال كان أهم مصادر تكوين عادل ونضجه، واتجاهه إلى مسارات مختلفة، لأنه كان دليله الوحيد طوال مراحل الطفولة والصبا والمراهقة ايضا، ويصف عادل خاله بمبالغة المحب الشاعرية قائلا إنه «كان يملك قلق الفنانين وحيرة المثقفين وتلقائية البسطاء»

هكذا تبدو صورة الأب في أفلام عادل إمام بحاجة الى دراسة جادة، لأنها لايمكن ان تكون مصادفة، فالمصادفة من الصعب أن تتكرر أكثر من 124 مرة هي عدد أفلام ومسرحيات عادل الاحترافية، خاصة وان عادل عندما يتحدث عن مصادر تكوينه ومثله الأعلى، فغالبا مايميل لعدم ذكر اسم محدد، ويردد انه علم نفسه بنفسه،ودخل الفن بدراعه كما يقول، وحتى عندما ذكر فضل «زكي جمعة» في مسرحية «مدرسة المشاغبين»، تبين أنها كانت زلة لسان من منطقة العقل الباطن واللاعوعي، وعرفنا بعدها أن زكي جمعة، ليست مجرد «إفيه» مسرحي تندر به الطالب الفاشل قائلا «ايام طه حسين ورفاعة الطهطاوي وعلي مبارك.. وزكي جمعة،، ثم يتوقف ليتساءل مستنكرا: مين زكي جمعة ده؟: وبعدها بسنوات نعرف في اشارات عابرة وردت في بعض حواراته ان محمد زكي جمعه هو زميله الأكبر ونجم فريق التمثيل بكلية الزراعة جامعة القاهرة، وهو الذي فتح امام عادل أبواب الثقة في الذات ليقف على خشبة المسرح الجامعي ويتولى قيادة فريق التمثيل خلفا لزكي جمعة الذي غيبته الأيام لاندري أين، وغن قالت بعض المعلومات إنه هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد التخرج.

هذه المشكلة التي يتعمد فيها أي شخص تغييب دور الكبار، وإنكار فضل الأجيال السابقة، يسمونها في علم النفس «قتل الأب»، جريا على تفسيرات سيجموند فرويد لأسطورة اوديب الذي قتل والده وتزوج أمه، وقد أطلقها النقاد في مصر على عدد من الأجيال الأدبية في أعقاب الستينات وقالوا أنهم «مبدعون بلا آباء»، نظرا لتمردهم على جيل الستينات بميراثه الطويل، وهذا التفسير يتصل بفكرة الصعلكة التي ارتبطت بعادل إمام قبل ان يتحول إلى «زعيم» فجأة، وذلك بعد أن استهواه بريق الاقتراب من السلطة في أعقاب وقوفه معها ضد ظاهرة التشدد الديني في الواقع وعلى شاشة السينما معا، وكان قد اعتزل الصعلكة قليلا في حياته بعد زواجه من ابنة حي «جاردن سيتي» الأرستقراطي السيدة هالة الشلقاني، كما تربط هذه الظاهرة به كممثل أيضا في سلسلة من الأفلام التي ظهر فيها ككيان فردي مطلق، بلا امتدادات عائلية او اجتماعية، حتى وصل لأعلى درجات العنف والتمرد في مواجهة المجتمع، كما في أفلام «الغول» وحب في الزنزانة، حيث مارس لعبة الثأر الفردي واسلوب الإغتيال كحل في مواجهة الظلم، وقبل ذلك كان قد وقع في لعبة الاغتراب الوجودي والتفكير في الهجرة، او سعى لممارسة ألاعيب النصب والاحتيال في صورة المجرم الظريف، أوالنصاب الذي يستغل بساطة هيئته وذكائه الفطري في البحث عن وسيلة للبقاء تحت الشمس.

الطريق إلى الحلمية

يبدو ان غحساس عادل إمام بالغربة والقلق الوجودي قد بدا مبكرا، وربما قبل أن يولد، ففي مشهد نادر من مشاهد الطفولة الأولى التي يتذكرها عادل جيدا يحكي قائلا: لا أستطيع أن أنسى أول مرة بكيت فيها بحرقة، من غير ان يكون السبب صفعة من والدي، لقد كنا في تلك الفترة نسكن في البيت الذي ولدت فيه بالقرب من «السيدة عيشة»، وفي ذلك اليوم وجدت سريري الذي أنام عليه فوق عربية كارو «مهكعة» يجرها حصان عجوز ((تكرر هذا المشهد نفسه في عدد من افلام عادل))، ويكنل فيقول: جريت على أمي وسألتها إيه الحكاية؟ فقالت لي وهي منشغلة إننا بنعزل من البيت لأن واحدة ست اشترته وسوف تبني مكانه بيتا جديدا.. يومها شعرت بحاجة مش عارفها بتخنقني ، وعرفت بعدها إننا مجرد سكان ممكن صاحب البيت الذي نسكنه يرمينا في أي لحظة.. في ذلك اليوم انقهرت من داخلي وبكيت، وونزلت دموعي على خدي بغزارة وأذكر انها لمست فمي وظللت اشعر بمرارة غريبة لم اكن أفم سرها إيه.. مكنتش فاهم، إنما كنت حاسس.»

هكذا يعبر عادل إمام بصدق طفولي عن لحظة من اهم اللحظات التي ساهمت في تكوينه النفسي، والتي أدت إلى رغبة داخلية في امتلاك عدد من البيوت، وأدت إلى نوع من الإلتصاق بالبيت، والأسرة التي يعتبرها مشروعه الأعظم في حياته الحالية، فهو يقول من دون ان يربط: « الحمد لله ربنا فتحها عليَّ كثيرا، وأصبح عندي بيت في المنصورية (قرب أهرامات الجيزة جنوب القاهرة) وبيتان في العجمي ـ مصيف بمدينة الإسكندرية شمالي مصر))، بالغضافة إلى مسكني الأساسي في المهندسين (حي راقي غرب القاهرة) المقابل لنادي الصيد، وعلى الرغم من هذه البيوت التي امتلكتها لكي أجمع أولادي حولي دائما واشعر بالدفء العائلي، غلا أنني من داخلي مازلت أعيش عيشة الطبقة المتوسطة بكل ما فيها من تراث وقيم، ولا أستطيع التخلي عن مفاهيم وتقاليد وأخلاق هذه الطبقة ولا عن قيمها المغروسة في نفسي، فأنا ابن الأحياء الشعبية بحكم تربيتي ونشأتي وثقافتي أيضا ولن أتنكر لهذه الطبقة أيضا.

ربما لم يدرك عادل إمام وهو يتحدث عن انتمائه الثقافي للطبقة الوسطى أنه ولد ففي لحظة اغتراب عانى منها شباب العالم كله بسبب أجواء الحرب العالمية الثانية، وعانت منها مصر بشكل افدح بسبب الظروف السياسية والاستعمارية التي كانت تعيشها حينذاك، ففى تلك الفترة كان العالم كله يعيش فى متاهة مظلمه، حيث انهارت الحقائق ، ولم يكن أحدا على يقين من أى شىء، تراجعت قوى وامبراطوريات، وظهرت قوى جديدة، واختلطت المفاهيم وطفت المتناقضات جميعها على سطح الحياة دون حسم لأى من الأطراف، حيث كان شبح الحرب يخيم على كل شىء ويهز بشدة حالة الاستقرار المزيف الذى صنعته معاهدة 1936 وأرست من خلاله نظرية الكرسى ذى القوائم الثلاثه الذى وضعها سفير بريطانيا فى مصر آنذاك اكسير «مايلز لامبسون» وملخصها أن لعبة الحكم فى مصر ترتكز على ثلاثة قوائم هى السفارة البريطانية رمز الاحتلال ثم القصر الملكى بقيادة الملك فاروق آنذاك، وأخيرا الرأى العام الشعبى ويمثله فى تلك الفترة حزب الوفد،

ومع بداية الحرب توترت العلاقه بين أضلاع هذا المثلث ووصلت أقصى حالات التوتر مع بداية تعلم عادل إمام لنطق الكلمات الولى في عام 1942م، حيث وجه لامبسون الذى نال أيضا لقب «لورد كيلرن» تقديرا لجهوده فى ظروف الحرب مهانة عميقة لمصر تمثلت فى حادث 4 فبراير 1942م، عندما أجبر الملك فاروق على تكليف النحاس باشا برئاسة الوزراء لأسباب تتعلق بترتيبات بريطانيا لمواجهة اندفاعات الجنـرال الألمانى الأشهر» اروين روميل « على الحدود الغربيه لمصر .

وكان الشارع المصرى كله يتحدث بمرارة بالغة عن وقاحة الانجليز واهانتهم للملك و حصارهم لقصر عابدين بالدبابات ، وتعاملهم باستخفاف واستعلاء مع المصريين ، وهى الحالة التى ساعدت – كما يقول معظم الدارسين لهذه الفترة – على تنامى الحس الوطنى داخل الجيش والنقطه الأساسية التى انطلق منها تنظيم الضباط الأحرار الذى فجر ثورة التحرر من الانجليز والملك معا صباح 23 يوليو 1952 ، كما لو أن عادل إمام نشأ فى اللحظات الحاسمة التى غرست فيها مصر بذرة الثورة فى تربة الجيش، فقد انفجر الغضب فى كل ربوع مصر ، وخرجت المظاهرات فى كل مكان تردد الشعارات المستفزة للانجليز قائلين «الى الأمام ياروميل» الذى أصبح البطل الشعبى الأول فى مصر منذ مطلع عام 1942، وهاجمت بعض الهتافات الملك نفسه وردد المتظاهرون شعارات تجاوزت الجرأة إلى الوقاحة السياسية المغموسة في حماس الشعب الذي لاتحده وحدود فهتفوا «يسقط فاروق .. ابن العاهرة» ، كما بدأت محاولات بعض الضباط للهروب الى القوات الألمانيه ، وكانت مصر كلها تتحدث فى هذه الفترة عن محاولة هروب عزيز المصرى وحسين صبرى والطيار عبد المنعم عبد الرءوف لمساندة روميل فى تقدمه نحو مصر لطرد الانجليز .

وهكذا كان المناخ السياسى ينذر بتحويلات خطيرة، وأوضاع قابلة للانفجار فى أى لحظة، وهو ماعكس نفسه على سلوكيات الأفراد وطبيعة العلاقات.

وكان القلق قد تجسد واضحا في نفس العام الذي ولد فيه عادل إذ شهد وحده ثلاثة رؤساء للوزارة في تعاقب سريع هم: علي ماهر باشا، وحسن صبري باشا، وحسين سري باشا

هكذا كان القلق الداخلي والخارجي قد امتلك الطفل عادل وحاصره حتى تشبع به تماما

يقول عادل: انتقلنا إلى الحلمية وكنت أذهب إلى مكان البيت القديم وأظل أبكي وهم يهدمونه.. لقد كنت أشعر أن كل خبطة في الحجر خبطة في قلبي ولما عشت في الحلمية فترة بدا الزمن يلعب لعبته وبدأت انسى قليلا، وبدأ إحساسي بالبيت القديم يقل لصالح إحساسي بالبشر، بالناس، وعرفت معنى الصداقة، بعد ان بدأت أطرق أبواب المراهقة، وبدات اشعر أن «الحلمية» دنيا تانية خالص.. عالم خصب شارع سخن علاقات إنسانية ثرية،، ولهذا كله قصص مثيرة نتابعها في الحلقة المقبلة

الحلمية

سمي بشارع الحلمية نسبة إلى والى مصر عباس باشا حلمي حيث بنى سراي في مكان بيت إبراهيم بك الكبير.

ويبدأ الشارع من آخر شارع السروجية عند تقاطع شارع محمد على وينتهي بضريح المظفر.

وكانت أسرة عادل تسكن في عطفة الأمير على باشاإبراهيم التي تفتح على حارة الماس بجوار المسجد الذي أنشأه الأمير سيف الدين الماسي أحد مماليك السلطان الناصر محمد ابن قلون الذي تهدم مع الوقت وتحول إلي كتاب لتحفيظ القرآن – شارع نور الظلام – يبدأ من الحلمية وينسب إلى الشيخ نور الظلام الذي أنشأ زاوية صغيرة للتعبد والصلاة اتجاه دار الأمير مصطفى باشا رياض وبها أضرحة الشيخ النحاسي وأمه وزوجته ويقال لها أيضا زاوية الربعين وكان اسمه فيما قبل حكر الخازن نسبة إلى الأمير سنجر الخازن والي القاهرة ثم عرف بحكر الخادم وأخيرا «درب الخادم».

يتبع

back to top