«حرب» مفتوحة في غزة تفتح عيون المتقاتلين على إشعال الضفة

نشر في 11-06-2007
آخر تحديث 11-06-2007 | 00:00
No Image Caption
دأبت إدارات جامعات ومعاهد الضفة الغربية على إغلاق الحرم الأكاديمي، ليوم أو يومين عقب ظهور نتائج انتخابات المجالس الطلابية، منعا لاشتباكات محتملة بين أنصار حركتي فتح وحماس، وإن كانت مثل هذه العملية الديموقراطية، قديمة قدم الجامعات، فإن التوتر بين الحركتين، حول الانتخابات وصل إلى مدى مفتوح ... للاتهامات المتبادلة والتخوين!

لا تختلف الشعارات المعلقة على لوحات الاعلانات والجدران في الحرم الجامعي عن تلك التي تبثها محطات الاذاعة والتلفزيون الفصائلية، او ما يملأ صفحات المواقع الالكترونية للتنظيمين الاقوى، «فتح» و«حماس». المفارقة ان كلا منهما يُعنْون موقفه بالحرص على الشراكة السياسية وانجاح حكومة الوحدة الوطنية وتنفيذ اتفاق مكة، مقدمة لمهاجمة الطرف الآخر. بعد هذه الديباجة نقرأ في موقع بالـ«برس» التابع لـ«فتح» : ليس غريبا ان نرى استمرار الواقع الممزق في انتاج كائنات بشرية مشوهة... وان ينتج انماطا لا انسانية من نمط التيار الدموي في «حماس» التي فاقت في التعذيب والبشاعة، آلة الفاشية والنازية ونقرأ في موقع مركز الاعلام الفلسطيني التابع لـ«حماس» : لقد بدأ جيش لحد المشبوه (المسمى تنفيذية «فتح») بإثارة الفتن ونقل المعركة الى جنوب القطاع ليكونوا وكلاء عن الاحتلال الصهيوني.

حديث مشابه وتصريحات اكثر نارية في الاذاعات التابعة للفصيلين، ابعد من ذلك تنشر وسائل الاعلام الفصائلية تلك، مقابلات وتحليلات لمنظّري الجانبين، حيث «فتح» تتهم «حماس» بأنها تعد مخططا لاقامة جمهوريتها الخاصة في قطاع غزة، مدعومة بحركة الاخوان المسلمين العالمية وبقوى اقليمية وتحديدا ايران وسورية، وهو ما ينبثق عنه، تنفيذ خطط عسكرية للسيطرة على مقر الرئاسة وقوات الامن الوطني وجهاز الامن الوقائي وغيرها من مواقع السلطة ليتسنى لـ«حماس» اعلان «تحرير قطاع غزة من سلطة فتح» واقامة دولتها الاسلامية الخاصة.

منظّرو «حماس» يردون بان «فتح» تنفذ مخططا منسقا مع الولايات المتحدة واسرائيل للقضاء على المنظمات الاسلامية وتحديدا «حماس»، ووضع الدولة الفلسطينية المسخ في فلك الاميركان... يجري هذا بينما الحكومة تواصل اجتماعاتها بوئام تام بين وزراء «فتح» و«حماس» وكأن الميدان الملتهب بالدم في غزة وبالتوعد في الضفة، يقع في بلد اخر!

اما المجلس التشريعي الذي فقد ثلث اعضائه في زنازين الاحتلال، فقد تحول الى ما هو اقرب الى منتدى العلاقات العامة، فتشهد مقراته اجتماعات متقطعة ومتباعدة، ويدعو النواب في مداخلاتهم الى الوحدة الوطنية وتنفيذ اتفاقات مكة والاتفاقات الميدانية المتتابعة. وهذا ما تحدث عنه لـ«الجريدة» كل من النائب عن «حماس» احمد حلبية والنائب عن «فتح» جمال ابو الرب. حلبية قال ان «ما يجري يندى له الجبين فهو تنفيذ لأجندة غير فلسطينية، فكلما اقتربت الاطراف من التوافق برزت اطراف تثير الفتنة والاحتراب، وهذا ليس عشوائيا بل انه مخطط يحرص العدو الصهيوني على نقله الى داخل القطاع والضفة بدلا من ان تدور المعركة مع العدو» ويتهم حلبية الولايات المتحدة بتنفيذ ما تسميه الفوضى الخلاقة، في المنطقة وخاصة في فلسطين رغم ما تواجهه من فشل في العراق وافغانستان ولبنان.

وترد النائب ربيحة ذياب بالتأكيد على ان حركة «فتح» تدافع عن نفسها ضد هجمات تبدأها «حماس»، وان لـ«حماس» ارتباطات اقليمية تدفعها إلى تنفيذ مخطط عسكري ينسجم مع ايديولوجيتها الفكرية القائمة على الاقصاء.

في هذه الاجواء المشحونة، تستمر عمليات التدريب في معسكرات خاصة بكل طرف، وتشهد طرق الانفاق بين قطاع غزة ومصر، تدفقا للاسلحة والذخائر، بل ان البعض يجزم بان أطرافا اسرائيلية، تجارا وغير تجار، يوفرون السلاح لمن يدفع المال.

back to top