هلع ونووي... وبحث عن وزير الزلزال!

نشر في 19-08-2007 | 00:04
آخر تحديث 19-08-2007 | 00:04
«الهلع»... كان القاسم المشترك بين جميع من أحسوا بالهزات الأرضية في نحو الثانية من صباح أمس، لكن ردود الأفعال جاءت مختلفة وفقا لطبيعة كل شخص، فهناك من تسمّر في مكانه من دون حركة، مصدوماً مما حصل ولا يعلم كيف يتصرف، وهناك من استعان بصديق اتصل به ليشتكي حال الرعب التي أصابته، بينما بدأ آخرون بالتكبير والتسبيح لله ليأخذ بأيديهم، والبعض التزم الصمت خوفاً من اتهامه بالجنون، كما حصل لأكثر من شخص علّق أصدقاؤهم أو ذووهم بالقول «أنت صاحي!».

وذهب البعض بعيدا، عندما هرع كثيرون خارج البنايات التي يسكنون فيها، وانتظروا لأوقات متفاوتة، امتدت الى الفجر في بعض الحالات، قبل العودة الى المنزل، لاسيما من القاطنين في العمارات ذات الطبقات العالية في المناطق القريبة من ساحل البحر، كالسالمية وحولي والشعب وبنيد القار والمهبولة، وبكى بعض الأطفال والسيدات فزعاً، كما روى بعض السكان، والبعض أحس بسريره يهتز فنهض مرعوبا، وهنالك أيضا ثقيلو النوم الذين لم يشعروا بأي شيء، واعتبروا ما سمعوه في اليوم التالي من قبيل المزاح!

المتفائلون توجهوا الى تلفزيون الكويت، «عشماً» في غير محله، ظنا منهم أنه قد يجيب عن تساؤلاتهم ويهدئ روعهم، من دون جدوى بطبيعة الحال. وآخرون من رواد نظرية «المؤامرة» ذهبوا من فورهم الى فضائية «الجزيرة» التي تطرح نفسها «منبر من لا منبر له» بحثا عن «خبر عاجل» يفيد بضرب المفاعل النووي الإيراني أو وقوع حرب جديدة في المنطقة، التي تعيش أصلا حال حرب مستمرة منذ عقود. وظلت الحيرة والخوف تسودان مواقف الناس، إلى حين «صحوة» وكالة الأنباء الكويتية، التي بثت خبراً عن الزلزال منقولاً عن معهد الكويت للأبحاث العلمية في نحو الثانية عشرة والنصف بعد الظهر، أما التلفزيون فكان في غيبوبة... كالعادة!

وكالعادة أيضا، هبَّ بعض أعضاء مجلس الأمة من هواة الاستجوابات، فبادروا إلى تقديم أسئلة الى الحكومة عن «تداعيات» الزلزال وأسبابه، وربما لاستجواب الوزير المسؤول عن «الهزات» التي مست كل الوزارات، وبما أن «مصائب قوم عند قوم فوائد» فربما أنقذ «الزلزال» وزيرة الصحة معصومة المبارك من الارتدادات المترتبة على مشروع استجوابها، خصوصا إذا انشغل النواب باستجواب المسؤول عن... «الزلزال»!

back to top