معركة «البارد» تدخل يومها العشرين والجيش ماض في «إنهاء الحالة الشاذة»

«فتح الإسلام» تلفظ النفس الأخير: مقتل 16 من مقاتليها أمس والعبسي وأبو هريرة محاصران

نشر في 09-06-2007
آخر تحديث 09-06-2007 | 00:00
No Image Caption
مع دخول مواجهات «نهر البارد» يومها العشرين، لم تفلح حركة الاتصالات التي نشطت امس بين ممثلي اللجان الفلسطينية ورابطة علماء فلسطين وقيادات سياسية في التوصل إلى حلول لإنهاء الأزمة، في وقت جددت فيه قيادة الجيش معاهدتها على تحقيق العدالة و «أن لا سبيل أمام المجرمين إلا المثول أمام القضاء».

تابع الجيش اللبناني عملياته العسكرية في مخيم نهر البارد ضد فتح الإسلام، فضيّق الخناق أكثر فأكثر على مسلحيها الذين يتحصنون في عدد من الابنية ضمن مساحة لا تتعدى الـ 800 متر. واستطاع السيطرة على مبان إضافية كان الإرهابيون يتحصنون داخلها. وأفيد عن سقوط نحو 16 عنصرا إرهابيا، 6 منهم على محور المحمرة، والآخرون في محيط مركز «صامد» والتعاونية. إلى ذلك، تمكن الجيش من إحباط محاولات عديدة للتسلل من جانب «فتح الإسلام» إلى المدخل الجنوبي للمخيم.

وفي وقت غابت فيه المواجهات الحادة ليلاً، تجددت الاشتباكات العنيفة صباحاً، واستعملت فيها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة لا سيما في محيط مركز التعاونية ومركزي السعدي ومركز صامد.

واثر استمرار الارهابيين باطلاق رصاص القنص وقذائف الـ «ار.بي.جي» على مواقع الجيش وإن بوتيرة خفيفة، تجددت الاشتباكات العنيفة، وتركز قصف الجيش المدفعي على مبنيي الطيار وجبر، حيث يتحصن المسلحون بالقرب من المركز الرئيسي للمجلس الثوري عند اطراف حي صفوري، الى الجهة الشرقية من المخيم . كما استهدف القصف مواقع المسلحين على الضفة الشمالية لمجرى نهر البارد، وعلى أطراف حي الصفوري لجهة الشارع الرئيسي وسط المخيم، حيث استحدثت عناصر «فتح الاسلام» مراكز ومواقع جديدة لها.

ومع بدء صلاة الجمعة، أوقف الجيش قصفه المدفعي بشكل شبه كامل لافساح المجال امام المصلين، في حين تابع المسلحون استهداف مواقع الجيش. وفي هذه الاثناء، لوحظ غياب بعض قادة فتح الاسلام عن حركة الاتصالات والسمع، مقابل حضور قوي للمسؤول العسكري الجديد شاهين شاهين الذي يطلق التهديدات من حين إلى آخر بنقل المعارك إلى خارج المخيم. كما ترددت معلومات عن إصابة شاكر العبسي وأبو هريرة ومحاصرتهما في موقعي التعاونية وناجي العلي. وأشارت الوكالة الوطنية الإعلامية الى أن المسلحين يعمدون إلى التنقل بين المنازل عبر هدم الجدران من دون سلوك الطرق الرئيسة، وتبقى منهم نحو 120 عنصرا من أصل 400 عنصر، حيث يشهد التنظيم حركة تفكك، ويترك عناصره الجبهات ويلجؤون إلى بعض الفصائل والفاعليات الدينية داخل المخيم.

وفي سياق متصل، تمكنت الفرق الطبية الاسعافية من الصليب الاحمر اللبناني والهلال الاحمر الفلسطيني، التي ادخلت المساعدات الطبية والتموينية للمدنيين في مخيم البارد، من الخروج وإجلاء ما يزيد عن 30 شخصا جلهم من النساء والاطفال والعجزة.

بيان الجيش

الى ذلك، اصدرت قيادة الجيش بياناً اشارت فيه الى ان «وحدات الجيش تتابع إجراءاتها الميدانية في نهر البارد وتحكم سيطرتها تدريجيا على مواقع الارهابيين بهدف إنهاء الحال الشاذة، التي فرضت على لبنان وحاولت النيل من وحدة الأرض والشعب والمؤسسات»، معاهدة «اللبنانيين وأهالي الشهداء أنها لن تتراجع عن إصرارها على حفظ أمانة دم الشهداء الذي لا يوازيه عدد القتلى في صفوف الارهابيين الضالين بل ما يعادله حقا هو تحقيق العدالة».

وإذ أكدت التزامها «حفظ أمن وكرامة المواطنين اللبنانيين والاخوة الفلسطينيين، والقسم بالذود عن لبنان، وبأنها لم ولن توجه يوما السلاح إلى صدر أي عربي أو فلسطيني أو لبناني مقاوم للعدو الاسرائيلي»، وشددت على ان «لا سبيل أمام المجرمين، الذين يسخرون دماءهم وطاقاتهم من أجل زعزعة الأمن والاستقرار أينما حلوا، والذين لم يتوانوا عن قتل الجنود في الجيش اللبناني الذي طالما وقف ولايزال يواجه العدو الاسرائيلي، بما تيسر له من وسائل الدفاع، وبما يختزنه من إيمان وقوة مستمدة من الارادة الوطنية الجامعة، إلا المثول أمام القضاء».

مبادرة فلسطينية للحل

وفي اطار الاتصالات والاجتماعات التي تعقد بين قيادات فلسطينية وسياسية، طالب عضو رابطة علماء فلسطين الشيخ داود علي مصطفى بعد قيامه ووفد من الرابطة بجولة شمالية، بـ «إعطاء الرابطة المجال كي تسير بالمبادرة التي تنوي القيام بها شعورا منها بالمسؤولية الكبيرة تجاه شعب فلسطين». وقال: «نرجو من الدولة اللبنانية أن تفتح مجالا لهذه المبادرة فنتواصل مع جماعة فتح الاسلام ومع الدولة لكي نصل الى ما يحقق أولا واخيرا مصلحة اللبنانيين، وبذلك نحقق السلامة لأهلنا في المخيم». وشدد على «ضرورة العمل على ايجاد حل سياسي لانهاء المشكلة في مخيم نهر البارد ، مع التركيز على كرامة الجيش وعلى ارواح المدنيين الذين يتعرضون الى ما لا يخفى على أحد».

و عن امكان تسليم عناصر «فتح الاسلام» انفسهم، أجاب: «نحن في امكاننا ان نسعى الى أن يكون هناك حل، والمبادرة تنتظر حتى نلتقي مع المعنيين ونتواصل معهم، ولا بد من بدء الحوار ونسأل الله ان يوفقنا لما فيه خير الجميع».

وفي سياق متصل، شدد وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة السلطة الفلسطينية صالح الزيداني، بعد لقائه نظيرته اللبنانية الوزيرة نايلة معوض، على ضرورة «الحلول السريعة لمشكلة نهر البارد من خلال الحفاظ على مكانة الجيش اللبناني وسيادة لبنان من ناحية، ونسيج المجتمع الفلسطيني وأمن المخيم وفق القانون اللبناني من ناحية اخرى». وأكد ان «مصلحة شعب فلسطين تتمثل في سيادة واستقرار ووحدة لبنان، واي شيء يهز هذا الأمر يضر شعبنا الفلسطيني اولا ثم الشعب اللبناني».

back to top