إسرائيل تحبط عملية خطفٍ نفذتها «الجهاد» وتتوغل في غزة

نشر في 10-06-2007
آخر تحديث 10-06-2007 | 00:00
No Image Caption
مزيد من الاشتباكات بين «فتح» و«حماس» والأخيرة تصف مديح بلير لها بـ«العلاقات العامة»
تجددت في قطاع غزة مساء أمس الاشتباكات بين مسلحين من حركتي حماس و فتح وأدت إلى سقوط ما لايقل عن أربعة جرحى، بينما أحبطت المروحيات الإسرائيلية عملية لحركة الجهاد الإسلامي عن معبر كوسوفيم كانت تهدف إلى خطف جنود إسرائيليين.  يأتي ذلك في وقت توغل فيه الجيش الإسرائيلي جنوب غزة مدعوما بالطائرات والآليات الثقيلة قبل أن يعتقل عشرات الفلسطينيين.

قال سكان محليون ونشطاء إن نشطاء فلسطينيين هاجموا معبر كوسوفيم بين وسط غزة وإسرائيل، مما أدى إلى اندلاع معركة استمرت نحو ساعتين تدخلت خلالها المروحيات الإسرائيلية.

بينما تجددت الاشتباكات الداخلية بين مسلحي «فتح» و«حماس» في غزة ليل مساء وأسفرت عن إصابة أربعة أشخاص على الأقل اثر تبادل كثيف لاطلاق النار اقتحم مقاتلون فلسطينيون معبر كوسوفيم في اول هجوم من نوعه منذ هجوم 25 يونيو 2006 الذي انتهي بخطف الجندي جلعاد شاليت في عملية استهدفت موقعا للجيش الاسرائيلي على حدود قطاع غزة. وقتل احد المهاجمين في العملية التي اطلق عليها اسم «الصيف الساخن» وكانت تهدف، بحسب الناطق باسم سرايا القدس ابو احمد، الى خطف جنود إسرائيليين «إلا ان تدخل المروحيات الإسرائيلية أفشل المحاولة» وأوضح ابو احمد ان «محمد خليل الجعبري (21 عاما) من حي الشجاعية في شرق غزة استشهد» في تلك العملية مضيفاً ان «ثلاثة استشهاديين عادوا بسلام بعد تنفيذ العملية، مؤكدا ان العملية مصورة». ونفذت الهجوم المشترك الذي وقع في وضح النهار حركة الجهاد الاسلامي ووحدة من كتائب شهداء الاقصى المرتبطة بحركة «فتح» التي يتزعمها الرئيس الفلسيطني محمود عباس.

وقال متحدث باسم الوحدة التابعة لكتائب شهداء الاقصى ويدعى أبو علي إن نشطاء يستقلون سيارة جيب عليها شعار الأمم المتحدة اقتحموا بوابة المعبر مضيفا إن قذائف المورتر وقذائف صاروخية استخدمت لتوفير غطاء لهم. من جهته قال الجيش الاسرائيلي إن السيارة الجيب التي استخدمت في الهجوم كانت تحمل الحرفين «تي.في» اختصارا لكلمة تلفزيون.

كما نفى الجيش الاسرائيلي تأكيدات حركة الجهاد الاسلامي بأن النشطاء قتلوا أحد الجنود خلال العملية. وقال إنه لم ترد تقارير بشأن إصابات على الجانب الاسرائيلي.

الى ذلك توغلت صباح السبت قوة من الجيش الاسرائيلي مؤلفة من آليات مصفحة ووحدات من سلاح المشاة في قطاع رفح في جنوب قطاع غزة، حيث حصل تبادل اطلاق النار مع عناصر من الجناح المسلح لحركة «حماس». وقال ناطق باسم الجيش الاسرائيلي ان «العسكريين تعرضوا لاطلاق نار فردوا، واصابوا رجلا مسلحا»، من دون تفاصيل اضافية. وقالت مصادر امنية فلسطينية ان اكثر من 16 آلية عسكرية اسرائيلية بينها دبابات وجرافات ضخمة توغلت في منطقة حي النهضة في شرق مدينة رفح في جنوب قطاع غزة تحت غطاء من المروحيات العسكرية التي اطلقت النار في اتجاه منازل المواطنين.

واضافت المصادر الفلسطينية «ان قوات الاحتلال شنت حملة مداهمات من منزل الى منزل واجبرت المواطنين فوق سن 16 عاما حتى 50 عاما على التجمع في ساحة عامة واخضعتهم للتحقيق. كما تم نقل بعض المعتقلين في سيارات عسكرية خارج المنطقة».

من جهته اتهم مصطفى البرغوثي وزير الإعلام الفلسطيني والمتحدث الرسمي باسم الحكومة إسرائيل امس بالإصرار على رفض مبادرة حكومة الوحدة الوطنية للتهدئة الشاملة والمتبادلة والمتزامنة، مؤكدا أن إسرائيل هي من يمثل المشكلة في وجه التهدئة، بما يؤكد عدم وجود شريك إسرائيلي للسلام.

وعلى صعيد التحقيق في اشتباكات تجددت الخميس والجمعة بين مسلحين من «فتح» و«حماس» كشفت مصادر مصرية في تصريحات نشرت امس النقاب عن أنه تم تشكيل لجنة برئاسة مصر يمثلها العميد شريف اسماعيل للتحقيق في الاشتباكات التي اندلعت قبل يومين بين حركتي فتح وحماس في قطاع غزة، مؤكدة أن اللجنة ستقوم بـالإعلان عن الطرف المسؤول عن هذه الأحداث ومعاقبة المعتدي، في حين وضع رئيس الوفد الأمني المصري اللواء برهان جمال حماد المعلومات التي وردت إليه أمام رئيس السلطة محمود عباس.

من جهة أخرى وفي أول تعقيب رسمي من جانب السلطة وحركة حماس على تصريحات رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أخيرا بأن هناك اشارات مشجعة من حركة حماس، قال صائب عريقات مسؤول ملف المفاوضات في السلطة الفلسطينية انه ينبغي على الدول الكبرى والمجتمع الدولي فصل الحكومة الفلسطينية عن باقي الفصائل الفلسطينية الأخرى، مؤكدا ان الحكومة هي للشعب وليست لـ«حماس» أو لغيرها، وعليها استحقاقات يجب القيام بها وهي تعرفها جيدا، لكن «حماس» اتهمت على لسان القيادي فيها خليل العبادسة الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني بلير بالتطرف والعنصرية ضد القضية الفلسطينية، وذلك تعقيبا على تصريحات بلير، مؤكدا ان تصريحات بلير لا تعبر بالضرورة عن شخص بلير ولا عن سياسته في المنطقة وهي ليست إلا حملة علاقات عامة. (غزة-أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top