عشر لآلئ أضاءت احتفال البحري برحلة الغوص الـ 19

نشر في 07-08-2007 | 00:00

قدم النادي البحري الرياضي الكويتي، أمس الأول عبر رحلة الغوص التاسعة عشرة عرضا غنائيا شعبيا في (بندر الغوص) بالخيران، التقى فيه الشباب النواخذة والمجدمية المشاركين بالرحلة مع ذويهم وأهلهم، في مشهد فلكلوري خلاب لأجواء العمل والبحث عن الرزق في الماضي، وبخطوات الآباء والأجداد أبحر الشباب في اليوم التالي للغوص على المحار واللؤلؤ كعادتهم، لزيادة الحصيلة التي وصلت إلى عشر لآلئ كبيرة وعدد من اللآلئ الصغيرة.

قدم النادي البحري الرياضي الكويتي أمس الأول عرضا غنائيا فلكلوريا بحريا في بندر الغوص بالخيران، احتفالا بالنواخذة والمجدمية الشباب المشاركين برحلة إحياء الغوص التاسعة عشرة، والتي يقيمها النادي تحت رعاية سمو أمير البلاد، وبعد عودتهم من رحلاتهم البحرية المتكررة منذ يوم الأربعاء الماضي لمغاص «النقع» في هيرات الخيران للغوص على اللؤلؤ.
وأتاح العرض الفلكلوري فرصة التقاء الأهالي بأبنائهم الشباب، بعد غياب دام خمسة أيام، وعلى أنغام وأجواء إياب الآباء والأجداد لأرض الكويت في نهاية كل رحلة غوص في الماضي، جسد الشباب وأهاليهم مشهدا خلابا بات تاريخا ندر انعكاسه أمام الأجيال الحالية، أو حتى النظر إليه مباشرة في هذه الأيام، واستشعار قوة تحمل الأجداد لمتاعب ركوب البحر من زاوية، وعذاب أمهاتهم وزوجاتهم وأخواتهم في البقاء وحيدات من زاوية أخرى، واستيعاب هذا الكم الهائل من الصبر انتظارا لعودة الحامل والمحمول، ليكتمل المشهد العريق لرمز العمل الكويتي في كسب لقمة العيش بالماضي، وأطربت الأغاني الشعبية الحضور ورسمت ابتسامة جميلة، اجتمعت فيها فرحة اللقاء وثراء ماضي الآباء والأجداد.

تبرع الأمير
من جانبه، زف رئيس النادي البحري الرياضي الكويتي اللواء فهد الأحمد الفهد بشرى تبرع سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بخمس سفن بحرية جديدة للنادي، إضافة إلى العشر المستخدمة في السابق في كلمته الافتتاحية للعرض الغنائي.
وأوضح الفهد أن عمليات بناء السفن وتصميمها جارية الآن في دولة الإمارات العربية، متوقعا تسليمها للنادي في شهر أبريل من السنة المقبلة، وأشار الى أن النادي سيحتفل باستقبال السفن في مناسبة مواكبة للحدث، وهي ذكرى تحرير واستقلال دولة الكويت.

عشر لآلئ
وأعلن الفهد عن ثمار رحلات الشباب، بجلب عشر لآلئ كبيرة والتي من الصعب الحصول عليها في هذا الوقت، بالإضافة إلى العديد من اللآلئ الصغيرة، مقدما تحيته لسمو الأمير على رعايته للرحلة والشباب.
وطمأن الفهد الأهالي على سلامة الجميع، وأثنى على تقديم الأهالي لأبنائهم وحثهم على المشاركة، كما أكد قدرة الشباب على الغوص، مشيرا إلى أن قلة حصيلة اللؤلؤ ما هي إلا استجابة لتعليمات الهيئة العامة للبيئة.وختم بقوله بأن العبرة ليست بجمع المحار واللؤلؤ بل خوض أبنائنا لتجربة الآباء والأجداد والاستفادة منها.

تمثيل الجيل
بدوره، صرح مستشار لجنة التراث الشعبي خليفة الراشد أن الشباب استطاعوا تمثيل جيل الآباء والأجداد بطريقة جيدة، رغم أنه من الصعب تجسيد واقع الآباء والأجداد في ظل الحياة المترفة والتي نعيشها في وقتنا الحالي، وأعرب عن تقديره للشباب المتطوع ودون ضغط من أحد.

نوادي الكويت
وطالب الراشد النوادي الكويتية بشكل عام أن تشرك شبابها في النادي البحري، حتى يتمكن النادي من احتواء نسبة كبيرة من الشباب الكويتي، وحتى تكون أنشطة النادي أكثر فعالية، وختم واصفا مكرمة الأمير بالرسالة السامية والمكملة لما قدمه الأمير الراحل.

هيرات الغوص
وقام شباب النواخذة والمجدمية في صباح اليوم التالي برحلة إلى (هيرات الغوص) كعادتهم للغوص على اللؤلؤ، مستخدمين أربعة أنواع للغوص وهي المنور، الحياري، المينة والدواس، بالإضافة إلى «فلاق» المحار لاستخراج اللؤلؤ، وستكون آخر رحلة غوص على اللؤلؤ اليوم.
نتائج سباق الرقة

سباق السفن الكبيرة:
1- النوخذة خالد الصباح
2- النوخذة حمود الحربان
3- النوخذة صباح الشمري

سباق السفن الصغيرة:
1- النوخذة عبد الله الراشد
2- النوخذة أحمد رجب
3- النوخذة حمد السعيد
«البحري» بدأ بسفينة واحدة وستصبح 15
نظم النادي البحري الرياضي الكويتي أول رحلة غوص في عام 1986 مستخدما سفينة واحدة فقط، ثم أمر الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح وزارة الإعلام بتقديم خمس سفن خاصة بها إلى النادي، ثم قدم بعدها سبع سفن أخرى وعلى فترات متقطعة، حيث قدم ثلاث سفن في البداية ثم الأربع الباقية، واستمر الأمير بدعم النادي بالسفن إلى أن وصلت إلى إثنتي عشرة سفينة، ولكنها لاقت حتفها ابان الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت، حين قام الجيش العراقي بحرقها، وعاد سمو الأمير الراحل مرة أخرى ليتبرع للنادي بعشر سفن أخرى، استخدمت لرحلات النادي البحرية إلى يومنا هذا، والآن يتبرع سمو الأمير الشيخ صباح بخمس (محامل) سفن آخرى للنادي وجار تصنيعها في الإمارات.
الراشد: الملاحة ومجرى الهواء سر الفوز
أعرب الفائز بالمركز الأول بسباق الرقة للسفن الصغيرة النوخذة عبد الله الراشد عن سعادته بهذا الفوز، معللا فوزه بـ«الشطارة». وأضاف أن معرفة الطرق الملاحية ومجرى الهواء عاملان مهمان لزيادة سرعة السفينة، وأوضح أن لهذه السباقات وقعا طيبا على الشباب، وتوصل أسمى معاني التي عاشها الآباء والأجداد.
يذكر أن عبد الله الراشد أصبح نوخذة منذ عام 1994، هو ثاني أقدم نوخذة بين شباب النادي، وأقدم نوخذة في الوقت الحالي هو النوخذة حامد السيار.
أخلاقيات الشباب المشاركين سامية وعددهم في ازدياد
أعلن المشرف العام للجنة التراث الشعبي في النادي البحري الرياضي الكويتي يوسف النجار أن عدد الشباب المشاركين في رحلة الغوص التاسعة عشرة وصل إلى 250 مشاركا، مؤكدا بأنه عدد كبير جدا مقارنة بعدد المشاركين برحلة العام الماضي والتي لم تتجاوز الـ 130 مشاركا، وأشار إلى سمو أخلاقيات الشباب المشاركين وتعاونهم الكبير مع اللجنة، مبينا أن النواخذة والمجدمية خضعوا لاختبارات نظرية وعملية في اللياقة والسباحة قبيل اختيارهم.