الأسطورة صباح: لن يطول الأمر حتى يتركني الفن

نشر في 21-09-2007 | 00:00
آخر تحديث 21-09-2007 | 00:00
إسمها الحقيقي جانيت فغالي. مولودة في لبنان. اشتهرت بمجموعة من الألقاب التي منحها إياها عشاق صوتها الصدّاح، والأحبّ الى قلبها لقب «الأسطورة». تنطبق التسمية عليها حقاً. عاصرت عمالقة الفن على مر الأجيال وتعاونت معهم فقدمت أروع الأعمال. تمنت لو لم تتزوج وتنجب أبناء «لأنهم مسؤولية» وتعتبر أن زيجاتها لم تنفعها في شيء.
معجبوها من سائر أنحاء الوطن العربي. حبها للحياة بلا حدود. لغز شبابها الدائم بلا تفسير، «هبة ربانية» بحسب قولها. أناقتها بلا حدود.

صباح، القلب الكبير، تفيض حباً ولا تتعب. لا تردّ قاصدها خائباً. شديدة التكتم، مع الأبعدين والأقربين على السواء.

إنها الأسطورة صباح. كيف عاشت الأيام الرمضانية في مصر سابقاً؟ من أين تستمد القوة لمواجهة الحياة؟ هل تخشى الموت؟ كمّ من الاسئلة حملناه الى الأسطورة فكان هذا الحديث العفوي مع عملاقة الغناء اللبناني والعربي.

المعروف أنك إنسانة سخية وساعدت الكثيرين، بِمَ بادلك الناس محبتك وسخاءك؟

أشكر الله على موهبة العطاء التي وهبني إياها. من يعطي لا يفقر. كلّما قدمت شيئاً الى إنسان يكرمني الله بضعفه. نشأت في كنف أبٍ قاسٍ كان يضربني. لم أشأ طيلة حياتي التمثل به لذا صممت على أن أكون طيبة مع الناس جميعاً. ويا للأسف، كثر استغلوا هذه الطيبة، لكن بإرادتي ومع علمي المسبق بنواياهم. العطاء بالنسبة إليَّ سعادة. علّمت الناس كيف يكونون أوفياء بغض النظر عن حبهم أو كرههم لي. يجمعون على أنني إنسانة محبة ومعطاء. الحمد الله أنّ لديَّ أصدقاء كثراً يلازمونني دائماً.

لماذا تعيشين في فندق؟

أتمنى أن يعيش أيّ منّا في فندق ليلقى من يخدمه ويرعاه. على الأقل حين أنام أطمئن إلى أن ثمّة أشخاصاً يحيطون بي.

كيف تنظرين في هذه المرحلة من حياتك إلى ما أنجزتِ في الفن والحياة؟

إسمي الذي نقشته في أذهان الناس وقلوبهم، كذلك أغانيّ وافلامي الخالدة بعدي. أهم إنجازاتي هم أصدقائي الحقيقيون الذين التقيتهم وعائلتي التي لا غنى عنها.

ما رأيك في مستوى الأغنية اليوم، خاصة لو قسنا ذلك بالماضي الذي عشت أمجاده وكنت من أركانه ؟

لا نسبة بينهما. ليس الفن وحده المتغيّر عبر الزمن، أيضاً السياسيّون تغيروا ودائماً إلى الاسوأ. كل شيء بات مصنّعاً ومفبركاَ.

هل ندمت على شيء في حياتك؟

كلا، على الإطلاق. رغم كثرة المشاكل التي عشتها لم أندم على شيء. حياتي مليئة بالفرح وحب الناس في آن.

من أين تستمدّين القوة لمواجهة الحياة بحبّ وتفاؤل دائمين؟

الحياة مراحل. على الانسان الانسجام مع أيّ تغيير طارىء في حياته وتشغيل عقله وتمرين نفسه على التماشي مع التحولات وقلبه على الفرح. الحياة صعبة، يجب التفكير في إيجابياتها لا في سلبياتها. حين يصادفني الحزن أمرن نفسي على تقبله واعتبره استحقاقاً عليّ تجاوزه بشجاعة. أواجه بنضج الصغائر كلها. أمام السجالات أتبع القول المأثور «السكوت من ذهب». أشعر يومياً بأنني أبدأ حياتي من جديد. ثمة أمور في الحياة تتركك من دون إذن. فالحب تركني ولن يطول الأمر كي يفعل الفن. أما أنا فسأحاول التشبث به قدر استطاعتي.

هل تخافين الموت؟

الموت شيء جميل. أفضل ما فيه أن يدي اليمنى سترتاح من كثرة توقيعي على شيكات في حياتي.

ماذا يعني لك شهر رمضان؟

شهر المحبة والعائلة والإيمان والجلسات الحلوة. عشت في مصر أجمل الأيام الرمضانية. أديت مع فؤاد المهندس أغنية « الراجل دا ح يجنني» في شهر رمضان. خلال زواجي من أحمد فراج كان يصلي في رمضان ويبكي. تعلمت منه الإيمان. مثلت معه فيلماً ولم ينجح فنصحته بتقديم البرنامج الديني «نور على نور» الذي أصبح من أشهر البرامج الدينية. كنت أقيم دوماً الإفطارات والسحور في منزلي. تربيت على احترام جميع الأديان.

هل تشعرين بأنك مكرمة في مصر اكثر من لبنان؟

محبة اللبنانيين لا تعوّض. يحبونني في مصر رغم انتقالي إلى السكن في لبنان. عشت معهم أجمل أيام حياتي. بعدما تقدم بي العمر فضلت البقاء إلى جانب أقربائي في لبنان ليعتنوا بي. بصراحة، لو استطعت أخذهم جميعهم معي إلى مصر لفعلت.

ما الأعمال الفنية التي تتابعينها في رمضان؟

أتابع كل الأعمال المحترمة التي تليق بشهر رمضان. علمت أنهم صوروا مسلسل عن الملك فاروق. أتمنى أن يوفوه حقه لأنني عاشرته وأقدره كثيراً.

هل تفكرين في تصوير سيرة حياتك؟

لم يعرض عليَّ أحد هذه الفكرة. لا مانع لديَّ من تمثيل مسلسل عن قصة حياتي وربما اشارك في الحلقات الثلاث الاخيرة.

ما رأيك في الوسط الفني اليوم؟

هناك فنانون يغنون لا أفهم عليهم شيئاً. الأهمّ مخارج الحروف.

من يلفتك من الفنانين؟

أحب رولا سعد وهيفا وهبي التي استطاعت ابتداع خط خاص بها وإليسا ونانسي عجرم.

هل هناك صوتٌ واعد؟

نجوى كرم. استطاعت المحافظة على التراث اللبناني وأتمنى أن تبقى مخلصة له.

ما هي بنظرك مقومات الفنان الناجح؟

الموهبة الحقيقية هي التي تغني الفنان عن الثقافة الفنية المفروض أنه يتمتع بها والذكاء في اختيار الأغاني التي تتناسب مع صوته. هذا ما فعلته، اعتمدت على ذكائي وموهبتي. ركزت على اللون الذي سأتبعه كي أنجح وأثبت نفسي مثلما فعل فريد الأطرش وعبد الوهاب وأم كلثوم.

هل ثمة من ساعدك في اختيار أغانيك؟

كان فريد الأطرش وبليغ حمدي ومحمد الموجي يسمعونني ألحانهم. كنت أعتمد على نفسي وأقرر. أمضيت حياتي كلها وحدي، لم يساعدني أحد. كنت أتمنى لو أن الرحابنة كانوا إلى جانبي لكنا أنجزنا أعمالاً رائعة ولكنت الملكة.

ما أغلى ما تملكين؟

صحتي.

أكثر ما تخافين؟

لا أخاف شيئاً. قصة حياتنا مكتوبة ونحن نمثلها، نحن مسيّرون ولسنا مخيّرين.

ماذا علمتك الحياة؟

أعطتني شهادة الدكتوراه في التعامل مع الناس.

ماذا تفعلين في أوقات فراغك?

أحب الاختلاء بنفسي لأركز على أمور أودّ قولها أو القيام بها. أشاهد التلفزيون من دون صوت واستمع إلى نشرات الأخبار لأعرف ما يحصل في البلد.

ما سر تألقك الدائم؟

صراحة، لا أعتني بنفسي كثيراً ولا أضع الكريمات. لكنني أنام كثيراً ولا أدخن. إنها نعمة من الله.

من كنت تتمنين أن تكوني؟

كنت أتمنى أن أكون صباح من دون زواج وأبناء. الأولاد مسؤولية ولم يكن لدي الوقت الكافي للاعتناء بهم كما يجب.

لمن تخبرين أسرارك؟

أخبرها لجوزف غريّب لأنه يستوعبها. لديه تفسير منطقي يريحني.

لِمَ أوصيت بثيابك لجوزف غريب ؟

أولاً لأنه من أوفى الأشخاص الذين لم يتركوني. أعرفه منذ سبعة عشر عاماً. ثانياً لأن ثمة شخصاً طلب مني إعطاءه ثيابي واعداً أنه سيقيم لي دفناً يليق بي ففضلت إعطاءها لجوزف.

أخبرينا عن ذكرياتك مع العمالقة؟

عبد الوهاب كان ملكاً وكان يرتاح لي كثيراً. كان يدعوني للغناء في حفل زفاف أبنائه ولم يكن يقبل بسواي. فريد الأطرش كان يسكن قريباً مني ويسمعني الألحان من نافذة البيت فإن أعجبني اللحن أفتح النافذة وإن لم يعجبني أغلقها. عبد الحليم كان إنساناً رومانسياً صاحب ضحكة ساحرة. أذكر مرةً أصابتنا هستيريا الضحك ولم نعرف سببها.

ماذا تخبريننا عن رشدي أباظة؟

جميع الفتيات مغرمات به. كان يغار عليَّ كثيراً من فرط حبه لي. إسمي كان آخر ما نطق به قبل وفاته.

من هم أصدقاؤك الحاليون في مصر؟

أصدقائي في مصر كثر. أبرزهم الممثلة نبيلة عبيد.

ما هو الحب في نظرك؟

الحب تمثيلية وقصة يعيشها الإنسان وتنتهي كأي شيء.

هل تزعجك الشائعات؟

أستاء كثيراً، خاصة حين تطالني الشائعات في سني هذه وبعد كل المشوار الفني وتاريخي الكبير. لا أعلق عليها وأدع الزمن يمحوها ويبرز الحقيقة.

ماذا قدمت لبلدك؟

أحزن كثيراً حين يقال أنني لم أقدم أغاني لبنانية. علماً أنني أول من قدم أغنية «يا هويده هويده لك». لم أترك فرصة إلا وغنيت اللبناني في حفلاتي وأفلامي وقدمت أجمل صورة عن وطني.

أخبرينا عن آخر زيارة لك إلى الكويت؟

تلقيت قبل فترة قصيرة دعوة من الدكتورة فوزية الدريع التي استضافتني في برنامج «سيرة الحب». فاجأتني شخصيتها الرائعة ومن كثرة إعجابي بها وبكلامها لم استطع النوم لشدة تاثري بها. في الحقيقة لديّ ذكريات جميلة عن الكويت فأول حب لي كان في هذا البلد الجميل. لبيت دعوة الدكتورة فوزية بكل سرور مرتدية خلخالاً أهداني إياه الشخص الذي أحببته قبل أربعين عاماً.

back to top