عودة المسافرين تهدد بأزمة كهربائية... وبالقطع المبرمج

أشاد سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد بالحملة الوطنية لمشروع ترشيد الطاقة، مثمنا الجهود التي بذلها القائمون عليها خلال الفترة الماضية، وعبر سموه عن اعجابه بتفاني الشباب الكويتي وارادته التي استطاعت أن تبعد انتاج الطاقة الكهربائية عن مرحلة الخطر.

ونقل المحمد في تصريح للصحافيين خلال جولة سموه التفقدية في مقر الحملة الوطنية للترشيد في روضة الخندق بمنطقة العدان أمس، تحيات سمو أمير البلاد وولي عهده الى جميع العاملين في الحملة.

وأضاف أن «ما وصلنا إليه من انخفاض في معدلات استهلاك الكهرباء مقارنة بالعام الماضي يدفعنا الى الفخر بجهود الشباب الكويتي المنضوي تحت الحملة الوطنية لترشيد استهلاك الطاقة، واننا الآن نجني ثمار هذه الحملة على الرغم من قصر الفترة الزمنية لانطلاقها».

وأكد سموه انه «سيتم تجاوز أزمة الكهرباء بإذن الله خلال هذا العام والعام المقبل»، لافتا الى ان «الكويتيين برهنوا على حبهم للكويت وتلبيتهم لندائها في اللحظات الصعبة».

ومن جانبه أثنى وزير الكهرباء والماء المهندس محمد العليم على الدعم اللامحدود من قبل مجلس الوزراء ورئيسه سمو الشيخ ناصر المحمد للمشروع الوطني «ترشيد»، مؤكدا أنها «قضية محورية تبنتها القيادة السياسية في البلد لأن الكويت تستحق اكثر من ذلك لأنها باقية ونحن زائلون».

وأضاف ان جمعية المهندسين ضربت نموذجا رائعا في العمل التطوعي المهني لجمعيات النفع العام خلال تعاونها مع العمل المؤسسي الحكومي وفق الرؤى الحكومية، لافتا إلى أن المشوار «ما زال طويلا وأمامنا تحد كبير في أن نخرج من هذه الأزمة إلى بر الأمان».

الى ذلك حذرت مصادر قيادية في وزارة الكهرباء والماء من ان تصل الطاقة الكهربائية في البلاد الى معدلاتها القياسية الشهر المقبل بعد عودة المسافرين الى البلاد، في الوقت الذي اثبتت محطات الكهرباء قصورها عن استيعاب الكم الكبير من استهلاك الكهرباء والماء، لاسيما بعد ان وصلت معدلات الاحمال خلال الايام الماضية الى مرحلة الخطر بتجاوزها حاجز الـ 8 الاف ميغاواط، وكان اخرها امس عندما وصل معدل الاستهلاك الى 8530 ميغاواط، مما ينذر بقرب نشوء ازمة الضغط الكهربائي والارتفاع في الاستهلاك. وأضافت ان عدد المسافرين المتوقعة عودتهم الى البلاد مع حلول الشهر المقبل يبلغ نحو نصف مليون مواطن ومقيم من شأنهم ان يحدثوا طفرة في الاستهلاك، ويعرضوا البلاد الى ازمة كهربائية ما لم تلجأ الطاقة الى تنفيذ القطع المبرمج على السكن الخاص لخفض الاستهلاك خصوصا في وقت الذروة.

وأوضحت المصادر ان وزارة الكهرباء والماء حددت الخط الاحمر للاستهلاك بوصوله الى حاجز الـ 9 الاف ميغاواط، مؤكدة ان وزير الكهرباء والماء وزير النفط بالوكالة محمد العليم ابلغ مجلس الوزراء بأن الوزارة ستنفذ القطع المبرمج اذا وصلت الاحمال الكهربائية الى هذا الحد.

ولفتت الى ان عدم استيعاب المحطات الحالية للاستهلاك الكبير للطاقة الكهربائية يعود لضعف قدرتها على انتاج الكهرباء المطلوب.

ومن جهته، قال الوكيل المساعد للتحكم في الكهرباء علي الوزان ان الوزارة سجلت امس مؤشرا خطيرا في الاستهلاك بوصول الحمل الكهربائي الى 8530 ميغاواط، مشيرا الى ان الاوضاع لا تزال خطيرة بسبب الاستهلاك العالي، لافتا الى ان الوزارة سجلت الاحمال الكهربائية القياسية في ثلاثة اشهر (يوليو واغسطس وسبتمبر).

وأضاف ان الوزارة تعول على انخفاض درجة الحرارة في خفض الاستهلاك وتجاوز مرحلة الخطر، موضحا ان هناك مخاوف من ان تحدث عودة المسافرين طفرة في الاستهلاك الكهربائي اذا لم تنخفض الحرارة، مشيرا الى ان الوزارة استعدت بكامل طاقتها من اجل عدم حدوث ازمة كهربائية في البلاد.