الدوسري: لا ضغوط على الأدلة الجنائية لتغيير تقاريرها النهائية

نشر في 09-07-2007 | 00:00
آخر تحديث 09-07-2007 | 00:00
مساعد مدير الإدارة: الدليل المادي سيد الأدلة وليس الاعتراف.

اتخذت الإدارة العامة للأدلة الجنائية «ميزان العدالة» شعاراً لها للتعبير عن دورها في إظهار الحقيقة وفك طلاسم القضايا الغامضة والشائكة من خلال تقديم الدليل المادي، الذي أصبح سيد الأدلة بلا منازع.
نفى مساعد المدير العام للإدارة العامة للأدلة الجنائية العميد الدكتور فهد ابراهيم الدوسري وجود أي ضغوط تُمارس على العاملين في الإدارة لتغيير التقارير النهائية التي ترفعها إدارة الأدلة الجنائية للجهات المختصة في الدولة، مؤكدا أن «ميزان العدالة» هو شعار تتخذه الإدارة في فك طلاسم القضايا، لاسيما الغامض منها.

وكشف العميد الدكتور الدوسري، في لقاء خاص مع «الجريدة»، عن توجه إدارة الأدلة الجنائية لإنشاء أقسام متخصصة في مكافحة الجرائم الالكترونية وتحليل الصوت والصورة، لافتا إلى أن العبث بمسرح الجريمة هو أبرز الصعوبات التي تواجه الإدارة.

وفي ما يلي نص اللقاء:

• في بعض الدول المتقدمة تساهم الأدلة الجنائية في الوصول إلى الحقيقة، فماذا عن مساهمة إدارة الأدلة الجنائية في الكويت في حل مختلف القضايا؟ وهل تعتمد الأجهزة الأمنية على الأدلة الجنائية في تحقيقاتها، أم أنها تكتفي باعتراف المتهم؟

- تساهم الأدلة المادية التي يتم رفعها من مسرح الجريمة ثم فحصها وتحليلها في المختبرات الجنائية في الكويت، في الكشف عن الكثير من الحقائق، فالعاملون في الإدارة عادة ما يستخدمون هذه الآثار والأدلة للإجابة على ثلاثة أسئلة جوهرية في الكشف عن الجريمة وهي: هل وقعت جريمة؟ للتأكد من وجود جريمة بالفعل لأنه في حال عدم وجود جريمة لا يوجد سبب لإكمال القضية، أما السؤال الثاني فهو إن كانت هناك جريمة فكيف وقعت؟ ويتم تحديد ذلك من خلال الآثار والمعاينة لإعادة بناء الجريمة بهدف التأكد من صحة رواية أطراف القضية، والسؤال الثالث هو من ارتكب هذه الجريمة؟ وبذلك تساهم الأدلة المادية بكشف هوية الفاعل، بناء على الآثار الموجودة في مسرح الجريمة، ولعل المتابع للقضايا الجنائية وعرضها في المحاكم الكويتية يلاحظ أهمية الأدلة الجنائية ومساهمتها الفعالة في الإدانة أو البراءة، إذ لم يعد الاعتراف سيد الأدلة، وإنما باتت الأدلة المادية هي صاحبة السيادة الآن في الإدانة أو البراءة.

فك طلاسم القضايا

• هل الإدارة مجهزة بالكوادر والأجهزة القادرة على فك طلاسم القضايا الشائكة؟ وما النسبة التقديرية لمساهمة الإدارة في حل القضايا المختلفة؟

- تتميز الإدارة العامة للأدلة الجنائية بكوادرها المتميزة والمدربة تدريبا عاليا على حل طلاسم القضايا، وليس ذلك فحسب، بل إن الأجهزة في إدارتها المختلفة تتميز بأنها من أفضل الأجهزة في العالم، لذلك اهتمت الوزارة منذ فترة بتدريب الكوادر تدريبا محليا وخارجيا، أما عن نسبة حل الإدارة للقضايا المختلفة، فالإدارة تساهم بنسبة عالية في التوصل لحلول القضايا، خصوصا تلك التي تتسم بالأهمية.

مميزات الإدارة

• بماذا تتميز الإدارة العامة للأدلة الجنائية في الكويت عن الإدارات أو القطاعات المناظرة لها في المنطقة؟

- هي الوحيدة في المنطقة التي يوجد فيها مركز متخصص لفحص الجينات الوراثية (DNA) وهو يقوم بفحص جميع أنواع العينات التي ترسل إليه، لأنه مجهز بأحدث التقنيات، كما تتميز الإدارة باستخدام قاعدة للبصمات مخزنة على نظام (AFIS) وكذلك نظام (TBTS) الخاص بطلقات الأسلحة النارية والنظام الأحدث في العالم، كما تتميز باستخدام نظام إعادة تشكيل الوجه الآلي واليدوي.

• هل هناك آلية محددة تتبعها الإدارة للتأكد من صحة وسلامة التقارير النهائية قبل إرسالها للجهات المختصة؟

- تقوم الإدارة بالتـأكد من ذلك من خلال إجراءات نظام الرقابة النوعية المنوط بقسم متخصص، وهو قسم يشتمل على القضايا من بداية استلام الآثار والإحالات الخاصة فيها، لحين انتهاء اعمال الفحص والتحليل وكتابة التقارير، التي تراجع من قبل المشرفين المتخصصين ورؤساء الأقسام الفنية المتخصصة.

مشاريع مستقبلية

• ما أبرز المشاريع المستقبلية للإدارة ؟

- استكمال مشروع قاعدة بيانات الجينات الوراثية واستكمال مشروع بناء مبنى الإدارة الجديد الذي يقع على الدائري السادس، وهذا المشروع يعتبر من المشاريع المتميزة في الكويت، وايضا مشروع استحداث أقسام متخصصة في مكافحة الجرائم الالكترونية وتحليل الصوت والصورة.

• هل تواجة الإدارة حاليا صعوبات تعيقها عن أداء عملها كما يجب؟

- أهم الصعوبات هي عدم تفهّم البعض لطبيعة عمل الإدارة وأهمية المحافظة على مسرح الجريمة وعدم العبث فيه، لحين وصول الفريق المتخصص بمسرح الجريمة، لأن العبث بمحتويات مسرح الجريمة يؤثر في عملنا.

• كمسؤولين في الإدارة العامة للأدلة الجنائية، هل تتعرضون لضغوط من قبل متنفذين لتغيير التقارير النهائية قبل إرسالها للجهات المختصة؟

- مضى على عملي في هذه الإدارة 30 عاما ولم أتعرض يوما لضغط من أي شخص لتغيير نتيجة توصلت إليها، وبالتأكيد ان مثلي كثيرون، فنحن نطبق قول الحق تبارك وتعالى «ومن يكتمها فإنه آثم قلبه»، وقوله تعالى «وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين»، فالشعار الذي تتخذه الإدارة هو «ميزان العدالة» للتعبير عن دورها في إظهار الحقيقة.

• من المعروف أن العلم الجنائي سريع التطور، فهل تقوم الإدارة بمواكبة هذا التطور؟

- هذا الكلام صحيح، فعلوم الأدلة الجنائية سريعة التطور ويساهم ذلك في تطور الأجهزة العلمية المستخدمة وتطور العلوم نفسها.

90 يوما مهلة لجثامين العمالة

أوضح العميد الدكتور الدوسري أن الإدارة العامة للأدلة الجنائية والإدارة العامة للتحقيقات تمكنتا بتعاونهما في عام 2000 من حل قضية تكدس جثامين العمالة التي كانت تعانيها الإدارة، بسبب رفض بعض السفارات أو ذوي المتوفين في حوادث الجنح التكفل بنفقة نقلها إلى بلادها أو السماح بدفنها في الكويت، وذلك من خلال التنسيق معمكتب التنفيذ الجنائي الخارجي التابع للنيابة العامة، مشيرا إلى ان الإدارة تقوم حسب فترات معينة وبالتنسيق مع هذه الجهاتومع بعض السفارات المعنية بدفن الجثامين أو ترحيلها لبلادها، مع ضمان عدم بقاء الجثمان أكثر من 90 يوما كحد أقصى.

back to top