قلمي

نشر في 04-06-2007
آخر تحديث 04-06-2007 | 00:07
 فهد العتيبي قاف – لام – ميم ، ثلاثة أحرف لأداة استثنائية، غيرت وجه العالم، بثلاثة أحرف أقسم بها رب العباد، وجعل التعليم يبدأ بالقراءة ويتوسط بالقلم وينتهي بالعلم اللامحدود، بالقلم حفظت المعرفة فروعها، وبالقلم استشرفت الشعوب المتقدمة مستقبلها، وبالقلم تطورت الحضارات، وأجزم واثقا بأن انهيارها أيضا، كان خلفه خطوط وخطط كتبت بقلم، كم رجل صالح أسيء له بجرة قلم، وكم مظلوم قتل بسبب كلمات «تافهة» كتبت بقلم، وكم تافه في مجتمعات أصبح زعيماً وقائداً، بسحبة قلم أيضاً، وكم تاريخ عظيم تم محوه بتحريف من قلم، وكم من أباطيل أصبحت تاريخاً عظيماً تمت صياغتها وكتابتها بقلم، كم شعوب ضحك عليها أصحاب قلم، وأخذوها إلى غياهب التخاذل واليأس والجهل، وكم من شعوب أخرى فتح لها القلم أبواباً من العلم والتقدم والحضارة والرخاء ، وانتصرت به .

ولكن . . . يا قلمي هل تكتب وحدك وتحركك أصابعي، أم تكتب ما يمليه عليك عقلي. ولكن يا عقلي، من الذي يملي عليك لتأمر القلم بالكتابة، هل من جدول أعمال منطقي عقلاني أم أجندة خاصة ضيقة الأفق، هل من ضمير حي يدفعك أم ضمير فاسد في الأساس ولد ميتاً؟

يا قلمي ...أرجوك لا تخن الأمانة، وكن دائما في وسط الحقيقة ... فقط الحقيقة، حتى وإن غايرت هواك أو تقاطعت مع عقلي أو أجندتي، لأنه بك يثق من يقرأ فيما تكتب، وبك يطمئن الناس أنهم على خير يسيرون، أو العكس، وأن أقلامهم وأقلام الغير دائما بخير.

صدور «الجريدة» بنهج وطني، بأسلوب احترافي يحترم قواعد اللعبة الاعلامية، زاد من إيماني بأن أكون أكثر التزاماً تجاه مبدأ الأمانة والأخلاق المهنية، لا انتقاد هداما، ولا نقد جارحا، ولا اتخاذ ذم الناس مطية امتطيها للوصول الى مأرب أو هدف شخصي، «الجريدة» صوت وطني يؤمن بالحوار والاختلاف، ويؤمن بأن الساحه للجميع، وأن الوطن للجميع، والمسؤولية على الجميع، والمحاسبة للجميع.

لذلك، هذا وعدي وعهدي لكل من يريد قراءة مقالتي في «الجريدة»، أن أنقل، وأصف، وأكتب عما يدور في خلد التواقين إلى الحقيقة، لأنني سأعيش وسط الحقيقة قلمي وأنا. وسننقل لهم وقائع أحداث من قلب وسط الحقيقة، التي حتماً ستكون معتدلة عقلانية لأنه لا إفراط وتفريط، ولكنه أمر بين أمرين، والناس إن لم تتوسطهم فلن تنقل حقيقة وضعهم.

back to top