عدنان الدليمي لـ الجريدة: المالكي أخفق في مشروع المصالحة الوطنية

نشر في 05-07-2007 | 00:00
آخر تحديث 05-07-2007 | 00:00
No Image Caption
سنطالب برحيل حكومته إذا لم يستجب لمطالبنا وندعوه إلى الكف عن مضايقة منظمة مجاهدي خلق

شدد رئيس جبهة التوافق العراقية وعضو البرلمان العراقي الدكتور عدنان الدليمي الذي يزور الكويت حاليا على ضرورة إسراع الحكومة العراقية في تشكيل لجنة قضائية محايدة للنظر في قضية وزير الثقافة الدكتور أسعد الهاشمي المتهم بالتورط في قتل نجلي عضو البرلمان العراقي مثال الآلوسي العام الماضي، مؤكدا أن العراق لا يمكن أن تحكمه دولة دينية لتركيبته المتنوعة من جميع الأطياف والديانات، مضيفا أن رئيس الوزراء العراقي أخفق في موضوع المصالحة الوطنية، وهذا نص الحوار الذي أجرته معه الجريدة:

• هل قضية وزير الثقافة تحتاج إلى كل هذه الضجة أم إن هناك تراكمات من الماضي أزّمت الموضوع؟

- للأسف نحن نرى أن الحكومة لا تنظر إلى كل القضايا بمنظار واحد، وبالتالي دعونا إلى تشكيل لجنة قضائية محايدة كي تنظر في هذه القضية وقضايا أخرى طمرت، ولم يكشف عنها التحقيق كقضية ملجأ الجادرية، وقضية خطف الموظفين من التعليم العالي، وقضية المخطوفين من اللجنة الأولمبية، والمخطوفين من وزارة الهجرة والمهجرين، والمخطوفين من الهلال الأحمر، وتفجير فندق المنصور، وتفجير مجلس النواب وآخرها قضية البريطانيين الخمسة المخطوفين من وزارة المالية لأن هذه مسألة مهمة بالنسبة إلى العراق وعلاقاته الخارجية مع الدول الأخرى، لذلك كله ندعو إلى تشكيل لجنة قضائية محايدة، وأن يكون لجبهة التوافق ممثل فيها إما محققا أو مراقبا لعمل تلك اللجنة، للنظر في تلك القضايا التي هي أكبر بكثير من قضية أولاد الآلوسي. لذا نأمل من الحكومة أن تتعقل وألا تندفع اندفاعا يضرب المصالحة الوطنية ويضر بالمصلحة الأمنية وبمصلحة العراق. ولهذا علقنا عضويتنا حتى تتشكل هذه اللجنة، وإذا كانت الحكومة جادة في طلبها لمشاركتنا ومساهمتنا في العملية السياسية لإنجاز الكثير من القوانين والقرارات المهمة بالمجلس فعليها أن توافق على اللجنة أولا.

• وفي حال لم تستجب الحكومة من باب أن ملف وزير الثقافة أحيل إلى القضاء العراقي، فماذا ستفعلون؟

- سندرس الموضوع في حينه من جميع الجهات وعلى ضوئه سنتخذ الإجراءات اللازمة، ومنها المقاطعة الدائمة للمجلس والحكومة، وللعملية السياسية برمتها. بل ربما نطالب برحيل حكومة المالكي وتغييرها تماما لضعفها وفشلها.

• وماذا بشأن قضية رئيس البرلمان د.محمود المشهداني؟

- دستوريا لا يمكن عزل رئيس البرلمان بهذه الصورة التي حدثت، لأنه لا يوجد نص يجيز للبرلمان عزل الرئيس أو تقديم استقالته. لذا يجب أن يعود المشهداني إلى رئاسة المجلس ومن ثم يسن ذلك القانون وبعدها ننظر في مسألة استقالته. ونحن مصرون على ذلك، ولن نتراجع عنه أبدا.

• لكن بعد مطالبة الأعضاء باستقالته صرحت أنت بأن الجبهة ستجد بديلا لكن سرعان ما غيرت رأيك وأعلنت إصرارك على بقاء المشهداني، أليس هذا تناقضا؟

- كلا هذا ليس بتناقض أو تراجع، وإنما بعدما بحثنا واطلعنا وجدنا أنه لا يوجد نص قانوني على هذا الإجراء، فعدلت عن رأيي السابق وأصررت على بقاء المشهداني رئيسا للمجلس. ووجود نص قانوني من هذا النوع يعتبر إهمالا أكثر منه خطأ.

• لماذا جبهة التوافق هي المعنية بالخلاف، والاختلاف؟

ــ الدنيا كلها قائمة على الشد والخلاف والاختلاف، فهذا هو النظام العالمي في البرلمانات منذ القرون الوسطى، هذه هي الديموقراطية التي يجب أن نعرفها ونعيها، وهناك برلمانات تصل الخلافات فيها إلى حد الاشتباكات بالأيدي، والحمد لله في العراق لا تزال الأمور تدور في فلك الاختلاف والخلاف.

• ولكن الخوف من أن الخلاف في العراق يؤدي إلى المفخخات وليس إلى الاشتباك بالأيدي...

- لا أعلم، ولكن أتمنى ألا يحدث هذا أبدا... وإن كنا فقدنا أعضاء من أبناء السنة نتيجة لاغتيالهم من دون وجه حق، وكذلك فقدنا الكثير من أبناء السنة في حادث فندق المنصور، وفقدنا غيرهم آخرين في حوادث أخرى تقف وراءها جهات لا تريد الخير للعراق ولا للعراقيين.

• لماذا تتحدث دائما عن أبناء السنة، أليس هذا مثيرا للطائفية؟

- نعم، ولكن هناك استهدافا لأبناء السنة والسبب هو إثارة الفتنة الطائفية من قبل آخرين يركزون بظلمهم على أبناء السنة رغم أن هذه المسألة دخيلة على مجتمعنا. والعراق خريطته السكانية تشكل تركيبة معقدة، فالقبيلة الواحدة فيها السني والشيعي، وهناك علاقات حميمة تجمعهم. وللأسف حمّل البعض أبناء السنة أوزار الحكم السابق، لذا يحزننا أن يقتل الشيعي ويؤلمنا أن يقتل السني وبالتالي يجب أن نقف في وجه كل متطرف وإرهابي من السنة والشيعة حتى نعود كما كنا في السابق.

• على من يقع اللوم؟

- يقع اللوم على أربع جهات، أولاها المرجعيات السنية والشيعية في العراق، وثانيتها الحكومة، ومن ثم الأحزاب السنية والشيعية وأخيرا العاملون في المجال السياسي سواء كانوا ضمن العملية السياسية أم لا. هذه الجهات هي المسؤولة عما يجري في العراق، وبالتالي يجب القيام بحملة تثقيف عامة وواسعة، يقوم بها الأساتذة والمدرسون والأئمة في المساجد، وفي وسائل الإعلام والكتب والمنتديات حتى نخرج من هذا المأزق. فقد أراد الرئيس بوش أن يكون العراق بلدا نموذجيا للديموقراطية، فأصبح العراق بلدا نموذجيا لسوء الحكم وسوء الأمن وتردي البنية التحتية.

• متى يتخلى البعض عن صراع الحكم ما بين العمامة والخلافة؟

- لا أتوقع للعراق أن تقوم على أرضه حكومة دينية على الأقل خلال هذه الأعوام القليلة القادمة، ولا يوجد في الإسلام حكم ديني بل هو حكم مذهبي، ومقولة الفصل ما بين الدين والسياسة هي مقولة مغلوطة وخاطئة. الإسلام يجب أن يسيطر على كل شيء في البلاد، لكن لن تكون هناك حكومة بالمفهوم الديني الضيق فهذا غير موجود في الإسلام، فالمسلم رجل دين ودنيا.

• رئيس الوزراء يؤكد دائما على المصالحة الوطنية، فكم حقق المالكي من تلك المصالحة؟

- أعتقد أن رئيس الوزراء أخفق تماما في مسألة المصالحة الوطنية، وعندما ننظر إلى الواقع نجد أنها على الورق وبالتالي لا توجد مصالحة وطنية حقيقية، مبنية على المشاركة، وأبناء السنة بعيدون كل البعد عن المشاركة، والدليل وجود وزارات برمتها لطائفة معينة، وإلى الآن لا يوجد وكيل وزارة من أبناء السنة في العراق، فأين المصالحة الوطنية التي يتحدث عنها السيد المالكي؟!

• هناك جبهات سياسية جديدة ستشكل، فهل العراق بحاجة إلى هذه الجبهات وهل ستفعل شيئا؟

- العراق بحاجة إلى جبهة وطنية واحدة يجتمع حولها الجميع، ويجب أن تشكل من جميع كيانات العراق، وللأسف هذه الجبهات الكثيرة أعتقد أن أي واحدة منها لن تتشكل على أرض الواقع. لأنهم لم يتوصلوا بعد إلى الطريقة المثلى لإنقاذ العراق.

• النائب صالح المطلك يتبنى بقاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية على أرض العراق، في اعتقادكم هل هذا ناتج عن التدخل الإيراني الواضح في الشأن العراقي؟

- منظمة مجاهدي خلق منظمة معارضة للنظام في إيران وليست حاملة للسلاح، ووجودها في العراق مضى عليه أكثر من عشرين عاما، وأعتقد أن هذه المنظمة ليس بها ضرر على العراق، ويمكن مراقبتها ورصد تحركاتها لأنها في منطقة معزولة في مدينة الخالص بمحافظة ديالى، وربما تحظى بحماية دولية. والأميركيون والبريطانيون هم وحدهم الذين يقولون عنها منظمة إرهابية، ولكنهم يقدمون لها الرعاية. ونحن ندعو الحكومة العراقية إلى الكف عن مضايقة هذه المنظمة، فهم أناس بعيدون عن تهمة الإرهاب وليس لديهم سلاح. وهم معارضون لإيران التي أثبتت كل الدلائل والبراهين تدخلها في الشأن العراقي.

• وكيف الخلاص من إيران؟

- لن نتخلص منهم إلا إذا كان بيننا وبينهم جبل من نار، بمعنى لو عادت الحكومة الإيرانية إلى رشدها وعقلها وتكف عن تدخلها السافر في الشأن العراقي، وأن تحصر صراعها مع أميركا بعيدا عن العراق لأن ذلك ليس بمصلحتها ولا بمصلحة العراق. وكذلك الحكومة العراقية قادرة وتستطيع أن تجعل إيران تكف عن تدخلها في شؤوننا. وزيارتي هذه للكويت هي من أجل استنهاض الإخوة في الكويت للاتصال بإيران ومطالبتها بالكف عن تدخلها السافر في شؤوننا.

• ولكن هناك من يقول إن الحكومة العراقية ضعيفة...

- هذا صحيح هي ضعيفة لأنها لم تفعل شيئا على الصعد السياسية والأمنية والدولية، تعد ولا تفعل، ونحن اليوم نريد فعلا لا قولا، فلا توجد بنية تحتية ولا يوجد إعمار ولا يوجد احتضان للعاطلين عن العمل من العراقيين، ناهيك عن ازدياد وتيرة العنف بشكل يفوق الوصف، لذا فشل الحكومة واضح للعيان، وعليها إما أن تصحح مسارها وإما أن ترحل وتترك المكان لمن هو كفء من العراقيين، وأرجو أن يفهم الجميع أننا لسنا ضد أي شخص في الحكومة ولكننا ضد نهجها وسياستها العرجاء التي تطبقها.

back to top