حكومة السنيورة تدعو إلى ملء مقعدي الجميل وعيدو

الغالبية النيابية مصرة على انتخابات فرعية...ولحود يطالبها بالتقيـد بالدستور

نشر في 16-06-2007
آخر تحديث 16-06-2007 | 00:00
No Image Caption
بموازاة دخول «حرب البارد» لحظة الحسم الأخيرة بتضييق الجيش اللبناني الخناق على من تبقى من فلول «فتح الإسلام» بدأت الحكومة اللبنانية ومعها قوى «14 آذار» بترجمة مقررات اجتماعاتها بعد اغتيال النائب وليد عيدو خطوات تنفيذية على الصعيدين المحلي والعربي.
في ظل استمرار ردود الفعل المنددة باستشهاد عضو كتلة المستقبل النائب وليد عيدو، تتجه الانظار اليوم الى اجتماع مجلس الوزراء الذي سينعقد ظهراً، ويتضمن جدول اعماله مشروع مرسوم بدعوة الهيئات الناخبة وفق المادة 41 من الدستور لملء المقعدين الشاغرين باستشهاد الوزير بيار الجميل في دائرة المتن الشمالي والنائب عيدو في دائرة بيروت.

هذا التوجه الحكومي، الذي اعلن عنه اثر الاجتماع الوزاري الذي عقد بعد تشييع عيدو ونجله ومرافقه امس الاول، سيفتح، وفقاً لمصدر حكومي، باباً جديدا للسجالات على الساحة السياسية، ما قد يشكل في الوقت نفسه حافزاً لتغليب توجه التلاقي والحوار من خلال تكثيف حركة المساعي التوفيقية التي يقوم بها السفير السعودي في لبنان عبد العزيز خوجة.

ويشير المصدر الى ان «البحث في حكومة تكنوقراط للمرحلة الانتقالية المقبلة قد يكون افضل الحلول لمنع وصول البلد الى حكومتين وربما رئيسين، خصوصا وان الارادة الدولية وكذلك الفاتيكان تضغط في اتجاه حصول الاستحقاق الرئاسي في موعده»، ناقلاً عن البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير تشديده على «وجوب اجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده، وان الخروج من المأزق الراهن يتمثل بقيام حكومة انقاذية مصغرة تهيء لانتخاب رئيس للجمهورية».

وفيما تبدو قوى الاكثرية مصرّة هذه المرة على اجراء الانتخابات الفرعية، خلافا لما جرى بعد اغتيال الجميل، برز موقف لافت لرئيس الجمهورية العماد اميل لحود الذي امتنع حينها عن توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة، فدعا من منطلق مسؤوليته كـ»مؤتمن» على الدستور «الحكومة غير الدستورية وغير الميثاقية الى عدم استغلال الاوضاع المؤسفة التي تعيشها البلاد (...) والانتقال من مرحلة التحدي الى مرحلة الاقتناع بان لا بديل عن التوافق على حكومة وحدة وطنية تعيد جمع شمل القيادات السياسية لتشارك في تصحيح الخلل الذي يعتري الحياة السياسية اللبنانية»

وبالتزامن مع موقف لحود، ايّدت هيئة المتابعة لقوى 14 آذارن والتي انعقدت للمرة الاولى بغياب عيدو، قرار الحكومة اجراء الانتخابات الفرعية في بيروت والمتن الشمالي «لأن خرق المادة 41 من الدستور هو جريمة دستورية ووطنية يتحمل اميل لحود مسؤوليتها ولا يمكن السكوت عنها او الاستمرار فيها»، مشددة على ان ذلك « يقتضي ملء المقاعد الشاغرة باغتيال الشهيدين الجميل وعيدو، بما يشكله ذلك من اجراء دستوري لا تشوبه شائبة حتى ولو تمنع رئيس الجمهورية غير الشرعي عن توقيع مرسوم اجرائها».

موضحة ان «التهويل بقيام حكومة ثانية هو من بنات افكار النظام السوري الذي اوحى بها لبعض حلفائه في لبنان لا سيما اميل لحود الذي يقوم بتسويق هذه الفكرة لدى جهات سياسية وروحية لاستكمال المخطط الانقلابي والتقسيمي الذي يهدد به نظام الاسد».

وفي ما يتعلق بجريمة اغتيال عيدو ونجله ومن قضى معهما، زار رئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج برامرتس واعضاء من اللجنة موقع الانفجار في المنارة ، يرافقه مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد وقاضي التحقيق العسكري الاول رشيد مزهر، واستطلع برامرتس موقع الانفجار تمهيدا لخطوات مقبلة. وفي سياق متصل، تابع رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري لليوم الثاني على التوالي، تقبل التعازي في قريطم، والى جانبه نجلا الشهيد عيدو زاهر ومازن، وقد حضر معزياً عدد كبير من الشخصيات السياسية والدبلوماسية والاجتماعية والحزبية والنقابية والروحية. كما امت دارة الشهيد في فردان وفوداً معزية.

لقاءات بيدرسن

الى ذلك، تلقى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة رسالة من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، سلمه اياها المنسق الخاص للأمم المتحدة غير بيدرسن الذي عبّر عن استيائه العميق لاستشهاد عيدو، ولفت الى ان «البحث تناول قرار مجلس الأمن الدولي 1701 وتطبيقه والتقرير المقبل للامين العام للأمم المتحدة حول هذا القرار».

كما عرض بيدرسن الموضوع نفسه خلال زيارته رئيس مجلس النواب نبيه بري، ناقلاً عن بان كي مون دعوته اللبنانيين الى «التوحد وألا يستفزوا في هذه الظروف». وتابع: «ناقشنا الوضع في لبنان والحاجة الى تخطي هذه الازمة السياسية, وأريد أن أقول إن الرئيس بري منفتح جدا ولديه الارادة القوية للمناقشة والمضي قدما من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية، وبالنيابة عن الامين العام للامم المتحدة، فإنني أشجع على ذلك بقوة وآمل أن نرى أفعالا جدية للتقدم الى الامام من اجل الوصول الى استقرار سياسي في لبنان». كما زار بيدرسن لاحقاً قائد الجيش العماد ميشال سليمان وبحث معه في التطورات الراهنة.

رسالة ساركوزي لبري

على صعيد اخر، تلقى بري برقية شكر جوابية من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ردا على تهنئته بانتخابه رئيسا للجمهورية، قال فيها: «يتعين على بلدكم رفع تحديات جمة، فقيام المحكمة ذات الطابع الدولي على وجه السرعة وتحقيق الاستقرار في جنوب لبنان واحترام التعهدات التي تم إقرارها في مؤتمر باريس 3 تشكل جميعها أولوية بالنسبة اليه»، املاً ان تفتح «الانتخابات الرئاسية المقبلة في لبنان، التي تمثل استحقاقا يعيد الى البلد سيادته الكاملة، المجال امام استعادة المؤسسات عملها الطبيعي».

جنبلاط

وبالانتقال الى أبرز المواقف الصادرة في بيروت امس، فقد دعا رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط المعارضة (حزب الله وحلفائه) «الى العودة الى الوطن, والى احضان الجيش الذي حماكم في الجنوب، عودوا الى الدولة. اقطعوا الاوصال مع نظام الوصاية والحلف الايراني- السوري»، مؤكدا «أننا لن نسمح لاحد بان يحول لبنان الى غزة اخرى، لن نسمح لاحد».

واضاف: «المسيرة طويلة وطويلة جدا، ولكنها معمدة بالدم ونهايتها النصر، النصر للاستقلال، النصر للعدالة، النصر للحرية، النصر للجيش، الجيش اللبناني الباسل، النصر للدولة. ونحن قوم لا نبتهج ولا نطلق النار اذا غيرنا استشهد. نحن قوم نضع ورودا حمرا على كل الشهداء شهداء الجيش، شهداء المقاومة، شهداء 14آذار. نحن لا نشمت ولن نشمت. نقول لهم فقط في هذه اللحظة الاليمة وفوق الآلام والجراح عودوا الى الوطن»

ورأى الرئيس الدكتور سليم الحص انه «من الطبيعي ان يدعى الى انتخابات فرعية لملء الفراغين الناجمين عن إستشهاد النائبين بيار الجميل ووليد عيدو»، مبدياً خشيته من ان «نصل الى الإستحقاق الرئاسي ونحن امام مأزق خطير ما لم يتم التوافق في شكل او آخر على رئيس إجماع او توافقي».

واعتبرت الكتلة الشعبية برئاسة النائب ايلي سكاف «ان الإنتقال من مقايضة الحكومة مقابل المحكمة، الى تلك التي تنادي بمقايضة الحكومة مقابل الرئاسة الاولى، وربط امكانية تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بالتوافق المسبق على المواضيع الخلافية المثارة، يجعل من المقايضين وواضعي الشروط التعجيزية أصحاب خط رافض بالمطلق لا يهدف الى إنقاذ لبنان انما غايته الإستئثار والتفرد والتحكم بالبلد».

back to top