هل تقترح لجنة الظواهر السلبية النيابية نسفة موحّدة للكويتيين؟!

نشر في 19-06-2007 | 00:01
آخر تحديث 19-06-2007 | 00:01
 

«أفعال فاضحة» هو الوصف المناسب لتصرفات بعض نواب مجلس الأمة. ويمكن استعارة هذه العبارة من تقارير «لجنة الظواهر السلبية الدخيلة على المجتمع الكويتي» النيابية، التي وصلت تدخلاتها في خصوصيات الناس الى غرف «المساج والتدليك»!

«السلبية» التي ينظر بها «نواب التدليك» الى الآخرين، تؤكد أن هؤلاء يعانون فعلا عقداً نفسية غير قليلة، يصورون الناس كأنهم مهووسون جنسيا، ليس لديهم ما يفكرون فيه سوى الجنس، ويريدون تغيير المجتمع وفقا لأهوائهم. فهم من كانوا يشددون على ضرورة «فصل العائلات» في المطاعم والمقاهي، في اطار سعيهم إلى منع الاختلاط، فجلبوا لنا ظاهرة «الكبائن» التي تبين أنها «مفسدة» كما جاء في تقارير اللجنة المذكورة. ثم دافعوا عن تعتيم نوافذ السيارات، بحجة «الخصوصية» والآن يطلبون «القضاء على هذة الظاهرة»!

جديد «لجنة التدليك» هو «الاستفادة من خدمات المتقاعدين لإنشاء جهاز يتعلق بالآداب العامة». وهي ترجمة لأحلام بعض النواب لتأسيس «لجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» وتعني «الشرطة الدينية» التي بدأت السعودية التخلص منها، بعد تقليل ظهور أفرادها، والشكاوى من كثرة تجاوزاتهم الاستفزازية. ولا نعلم هل سيتدخل «المتقاعدون» في تصرفات الناس، وما هي المعايير التي يستندون إليها في تحديد «الآداب العامة». هل نطلب من الناس ارتداء أزياء موحدة وقصات محددة؟ وهل سينشر في الجريدة الرسمية «الكويت اليوم» شكل «النسفة» التي يعتمدها الكويتيون «للغترة والعقال» مثلا؟

أيضا، ليس مفهوما معنى وضع «قيود وضوابط» لمنح تأشيرات دخول البلاد بـ«اشتراط سن معينة للمرأة لا يقل عن 40 عاما» ولا تفسير للأمر إلا أن «لجنة التدليك» تفكر بسوء نية منقطع النظير، ولديها كتلة كبيرة من الشر، وينطبق عليها حقا المثل الكويتي «كل يرى الناس بعين طبعه» فهل يعقل النظر الى جميع مواطني دول العالم بهذه «السلبية» إنه تفكير ليس «مخلا بالآداب العامة» فحسب، بل ينطوي أيضا على معضلة حقيقية، يعبر عنها أشخاص يفترض أنهم يمثلون بلدا منفتحاً على الآخرين، يرفض الوصاية، ويتعامل مع الناس بصورة حضارية، وليس بمنطق افتراض أن الآخرين «متهمون حتى تثبت براءتهم» ويبدو أننا تجاوزنا حتى مفهوم «الدولة الدينية». ونسير بفضل بعض النواب المتطرفين نحو «البوليس الديني».

الواقع يفترض معالجة «الظواهر السلبية الدخيلة على المجتمع الكويتي» التي جاء بها بعض أعضاء مجلس الأمة، كالانتخابات الفرعية، شراء الاصوات، التطرف والارهاب، النقاب المرتبط بالظاهرتين السالفتين، الثراء غير المشروع للنواب، التدخل في الحياة الشخصية للمجتمع والافراد، عدم احترام الآخرين، والشتائم والسباب والبذاءة التي لم يعهدها الكويتيون في الحياة السياسية، أليست هذه هي «الأفعال الفاضحة والمخلة بالآداب؟»... فمن هم الدخلاء ؟ومن السلبيون؟

السؤال الجوهري الذي يهم الكويتيين الآن، خصوصا في ظل الاوضاع المحيطة بالمنطقة، والاستحقاقات التي تنتظرها، يتمحور حول ما هي الآلية التي ستضعها لجنة «الظواهر السلبية» لمراقبة محلات المساج والتدليك؟ هنالك اقتراحان متوافران. الأول، دعوة ممثلين وممثلات عن الأندية الصحية لحضور اجتماعات اللجنة المذكورة، أو تعيين عدد من النواب في محلات المساج والتدليك «بصفة مراقب» شرط حضورهم جلسات التدليك، والتأكد من مطابقة الزيوت المستخدمة «للعادات والتقاليد المرعية في البلاد» وتسجيل أي تجاوزات، وإرسالها الى المجلس بواسطة...البلوتوث!

back to top