وجهة نظر: ضريبة الضريبة

نشر في 20-01-2008
آخر تحديث 20-01-2008 | 00:00
No Image Caption
 علي عبدالعزيز النمش بالتأكيد دخلت أموال أجنبية وبالتأكيد بمبالغ كبيرة وبالتأكيد ذهبت الى الأسهم الثقيلة أو القائدة، كما نسميها، مثل البنوك والصناعات والهواتف وحتى المخازن وغلوبال لكن بوتيرة أقل، كما أنه من المؤكد أن السبب الرئيسي في ذلك هو قانون الضريبة الذي بات أكثر وضوحا في ما يخص الاستثمار بالسوق المالي، وإعفاء «الأشقر» من ضريبة الأرباح على الاستثمار (مطبق في معظم بورصات العالم)، لكن من المؤكد كذلك أن الارتفاع له أسباب أخرى غير «الأشقر» وضريبته، تتعلق بنتائج الشركات وحجم السيولة المرتفع، والأهم هو التوقعات بشأن سعر الخصم الذي سيخفض خلال الفترة القليلة القادمة، على الرغم من تأثيرات القرار التضخمية السلبية.

السوق ارتفع بحدود 10% وفق المؤشر الوزني و7% وفق السعري، مما يعتبر ثاني أفضل سوق بعد الدوحة، لكن المهم في الموضوع هو سهولته في تخطي حاجز المقاومة القياسي الذي وصل إليه عند 13157 نقطة وكأنه لم يكن، فلم يكن متوقعا أن يتخطاه بسهولة وهذه من نوادر السوق الملفتة وسيجلها التاريخ، لذلك سنرى الربع الأول ايجابيا برمته وبتداولات كبيرة مشابهة للتي رأيناها بالأيام السابقة، فهناك أخبار عن توزيعات لم نعهدها من قبل، كما نسمع عن مفاوضات «سمراء-شقراء» لشراء حصص مؤثرة في بنوك وشركات استثمارية وخدمية كبيرة، وهذه ستكون وقود عام 2008، مثلما حدث عند اتمام صفقة الوطنية للاتصالات العام الماضي.

هناك أمر في غاية الأهمية وأصبح ملحا ومطلبا عاما، والذي يكمن في ماهية مشتريات الأجانب والخليجيين كذلك فعلى إدارة السوق أن تعلن يوميا من خلال نشرة التداول عن قيمة وكمية ونسبة كل من الخليجيين والأجانب، بالإضافة الى الكويتيين وهذا معمول به في معظم بورصات العالم ويعزز من كفاءة وشفافية السوق، ولا أرى أي سبب بأن يكون سريا، بل يساعد في اتخاذ القرارات الاستثمارية، خصوصا إذا ما علمنا أن الأجنبي يمتلك أموالا ساخنة وحركتها سريعة وحجمها كبير، مما يهدد استقرار السوق، ولدينا تجارب كثيرة في ذلك، وعلى هذا الأساس أنصح إدارة السوق بأن تخلي مسؤوليتها وتعلن يوميا عن تفاصيل تداول الأجانب.

back to top