بلير يبدأ المهمة المستحيلة من عَمّان وتل أبيب

نشر في 24-07-2007 | 00:00
آخر تحديث 24-07-2007 | 00:00
No Image Caption
حماس تحذر مبعوث الرباعية من إقصائها... والخطيب يصف اللقاء معه بـ البنّاء
لا يختلف اثنان على أن رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير قد بدأ «المهمة المستحيلة» لإشاعة أجواء السلام في منطقة الشرق الأوسط. إذ زار عمّان أولاً ثم طار إلى تل أبيب. في غضون ذلك استخدمت حركة حماس، التي من الواضح ان بلير سيتجاهلها، أسلوب «العصا والجزرة» مع المبعوث الدولي.

وصل رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير امس إلى اسرائيل في اطار المهمة التي كلفته بها اللجنة الرباعية، حول الشرق الاوسط لتحريك عملية السلام. بعد ان بدأ مهمته في العاصمة الأردنية عمان حيث اجرى محادثات مع وزير الخارجية الاردني عبد الاله الخطيب الذي قال انها كانت «حيوية بالنسبة الى الفلسطينيين والاسرائيليين وللمنطقة». والتقي بلير وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني ووزير الدفاع ايهود باراك في ساعات المساء أمس. في حين يلتقي بلير اليوم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله بالضفة الغربية ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في القدس.

وكانت اللجنة الرباعية المؤلفة من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا، كلفت بلير في السابع والعشرين من يونيو الماضي بان يكون ممثلها بعد السنوات العشر التي قضاها في داوننغ ستريت وتوصل خلالها الى تسوية مشكلة ايرلندا الشمالية.

وفي عمان قال وزير الخارجية الاردني عبد الإله الخطيب امس بعد لقائه بلير ان الشعب الفلسطيني يعيش ظروفا بالغة القسوة، ولا بد من اجراء تغيير جذري لهذه الظروف. واشار الى ان السلام في المنطقة يتطلب تعزيز قدرة الفلسطينيين على بناء مؤسساتهم الوطنية على كل المستويات. وأعرب عن امله في ان يتم «التجاوب» مع مبادرة السلام العربية «بما تستحقه من اهتمام. وذلك قبل يومين من زيارة مرتقبة يقوم بها ونظيره المصري الى اسرائيل باسم الجامعة العربية للترويج لهذه المبادرة».

وقال الخطيب لوكالة فرانس برس ان المبادرة هي رسالة عربية تعبر عن عرض جماعي عربي جاد لتحقيق السلام في المنطقة ونتطلع الى ان يكون التجاوب مع هذا العرض ومع هذه المبادرة بما تستحقه من اهتمام وبما تستحقه من ضرورة التعامل معها.

واضاف انه اذا ما اتيح لهذه المبادرة ان تأخذ مداها ستشكل اساسا يمكن بناء السلام عليه.

واشار الخطيب الى ان هناك جانبا مهما هو ان هذه المبادرة مدعومة من المجتمع الدولي وتم تبنيها بشكل جماعي من الدول الاسلامية.

واوضح ان المبادرة تمثل اضافة الى مواقف الدول العربية، اكثر من 50 دولة اسلامية في العالم تقف خلف الحق الفلسطيني والحق العربي وخلف المسعى العربي لاقامة دولة فلسطينية مستقلة وتحقيق سلام شامل في المنطقة على اساس الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي العربية المحتلة بما فيها اراض فلسطينية وسورية ولبنانية.

يأتي ذلك في وقت حذر فيه محمود الزهار، القيادي البارز في حركة حماس أمس طوني بلير من أي محاولة لتهميش الحركة مؤكدا أن ذلك سيكلفه مصداقيته. وقال الزهار إن الحركة غير مستعدة للجلوس مع شخص يدعوها للتخلي عن ثوابتها الوطنية وآمال الشعب الفلسطيني. وأوضح الزهار أن حركته لن تغير سياستها.

وفي غضون ذلك ابدت حركة حماس للمرة الأولى استعدادها للتحاور مع رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير كممثل للجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط. وابلغ سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس التي تعاملت بغضب مع تعيين بلير الشهر الماضي في منصبه الجديد صحيفة «التايمز» الصادرة امس لن نقول لا لأي شخص بمن فيهم بلير . وقال أبو زهري نحن على استعداد للاتصال مع أي جهة باستثناء إسرائيل. وكان المتحدث باسم اللجنة الرباعية ماتيو دويل قد سئل حول ما اذا كان بلير سيلتقي مسؤولين في حركة حماس فقال «لا». وبموجب التفويض الذي منح له في اطار هذه المهمة لا يحق لبلير ان يتحادث مع حركة حماس التي باتت تسيطر بشكل كامل على قطاع غزة منذ الخامس عشر من يونيو الماضي.

(عَمّان، غزة- أ ف ب، رويترز)

back to top